كل ما يجري من حولك

شتانَ ما بين اليمن وسكان صحراء نجد

878

 

حمود أحمد مثنى

إمبراطورية بابل وآشور من أعظم الامبراطوريات الشرقية قوة وبأساً وعطاءً حضارياً دامت عشرات القرون، كُـلّ من قاوم بابل وآشور انهزم وفر هارباً نحو الجنوب إلى صحراء نجد؛ لأَنَّ مساحتَها واتساعها وشدة مناخها تعتبر ملجأً آمناً من أي جيش نظامي.

وكثيرةٌ هي الأعراق التي تصادمت وتقاطعت مع مملكة بابل وآشور مثل العبرانيين وغيرهم ممن فر من الجيوش الغازية لبلاد الرافدين نجاة بحياته لم يكن لهم من مكان للنجاة بحياتهم سوى قفار صحراء نجد وقد تعددت الأعراق بديانتها وثقافتها التي نزحت نحو الصحراء، ولم يجمعهم مشترك سوى عداوة تلك الممالك، ولا بُـدَّ من لغة مشتركة يتخاطبون بها ولن تكون لُغة أحدهم صالحة أَو مقبولة من الآخر ولا أَيْـضاً لغة عدوهم بابل أَو آشور مقبولة، وكان لا بُـدَّ من حَـلّ فاتجهوا نحو الجنوب إلى مملكة سبأ ومعين وحضرموت وقتبان، وهذه الممالك لم تكن تفرض ديانةً أَو عبادة عليهم، فكانت لغتهم هي الحل والجامع للتخاطب والتفاهم، وهناك فئات استخدموا في بعض الأوقات حماة للقوافل التجارية اليمنية.

والمعروفُ عن الواحات في صحراء محدودة إمْكَانيات الحياة الطبيعية فيها والصحراء بحر من الرمال شديدة الحرارة وشمس مشرقة طوال العام، فالسماء صافية في الليل والنهار وأهم اعمالهم الغزو والسلب من بعضهم البعض في الصحراء وواحاتها غدراً وغيلة، فهم لا يجيدون القتالَ إلَّا في الصحراء ولا يطيقون الحرب في المدن ولا في الجبال ولا في البحر، فهم ضعافٌ جِـدًّا في هذا المجال وتمتد مساحة نجد إلى ساحل عُمان ما يطلق عليه اليوم (الإمارات)، هذا الساحل يطل على بحر يسمى الخليج ليس من البحار المهمة في الزمن السابق قبل اكتشاف البترول.

هذا الساحل نادر السكان وكان أغلب سكانه من قراصنة المحيط الهندي كانوا يسكنون الساحل فقط لا يتجاوزونه إلى الصحراء إلَّا اضطراراً، وقطاع الطرق في صحراء نجد يسكنون البر لا يتجاوزونه إلَّا نادراً.

You might also like