كل ما يجري من حولك

كفاكم تطبيلاً (للحوثي)!

594

(بَطّلوا) تطبيل للحوثي.. شبعنا تطبيل وتبرير وَ(خرط)!

هكذا قال لي أحدهم في سياق رده على أحد مقالاتي، ولأني بالطبع أحرصُ دائماً على أن أكونَ منصفاً قدرَ الإمْكَان في كتاباتي، فقد آلمني هذا الكلام بصراحة خَاصَّة إذَا ما جاء هذا الكلام من شخصٍ يفترض أنه أكثر وعياً وفهما من كثيرٍ من الناس لولا تأثره على ما يبدو بفكر وسلوك معين.

فإذا قلت مثلاً: إن الحوثي عبارةٌ عن مكونٍ أصيلٍ من مكونات الشعب اليمني لم يأتِ به أحد من موزمبيق أَو بوركينافاسو أَو نيكاراغوا أَو أو..، فهل أنا بهذا الكلام أطبل للحوثي أم أنني أقول الحقيقة؟!

وإذا قلت: إن الحوثي يبقى الأوفر حظاً والأكثر قبولاً في أوساط الناس ما داموا يواجهون من جئتم بهم من خارج الحدود ليقتلوهم ويقتلوكم أَيْـضاً ويقتلوا الشعب اليمني ويدمّـروا ويفككوا اليمن، فهل أنا بهذا أطبل له أم أنني أقول الحقيقة الغائبة عن كثيرٍ منكم؟!

وإذا قلت: إن إلصاقَكم تهمةَ المجوسية والرافضية والسلالية بالحوثي لا تستهدفُ الحوثي بقدر ما تستهدف النسيجَ الاجتماعي اليمني وتصيبه في مقتل، فهل أنا بهذا أطبل للحوثي أم أنني أقول الحقيقة؟!

وإذا قلت: إن الحوثي يتصرفُ كما لو أنه يمتلك قرارَه بيده فيتحَرّك أينما شاء وكيفما شاء بينما قد بات معلوماً لدى القاصي والداني أن قراركم أنتم إنما هو مرهون بأيدي السعوديين والإماراتيين أنفسهم، فهل أنا بهذا أطبل للحوثي أم أنني أشرح حالةً وأوصِّف واقعاً ماثلاً أمام أعين الجميع؟!

يا هذا..

التطبيل الحقيقي هو أن تهتف مثلاً بحياة سلمان أَو بن زايد وأنت تعلم علم اليقين أنهما يخذلانك ويعدان العدة للإجهاز عليك والفتك بك!

التبرير الحقيقي يا (اكسلانس) هو أنك ترى بأُمِّ عينيك جرائمَ العدوان ومجازره بحق الأبرياء والمدنيين والنساء والأطفال واستهدافه لهم سواءً في بيوتهم أَو في أماكن أعمالهم أَو تجمعاتهم أَو في صالات الأعراس أَو العزاء أَو أو..، تراها تنقلها الفضائيات مباشرةً وعلى الهواء ومع ذلك تقول مبرّراً أن هؤلاء المستهدفين لم يكونوا سوى تجمعاتٍ ومقارٍ لقيادات أَو مسئولين حوثيين!

التدليس الحقيقي يا (باشا) هو انك كنت ومازلت تقول أنك قد (حرّرت) 80% من أراضي اليمن وتصر على تسويق مثل هذا الكلام للناس وأنت في الحقيقة تعلم علم اليقين أنه أصعب ما يكون عليك أن تعود إليها أَو تجد لك مُقاماً أَو اعترافاً فيها فما بالك من أن تدير مؤسّسةً واحدةً أَو مركزاً حكومياً واحداً هناك ولو حتى في أصغر مدينةٍ أَو مديريةٍ مما ذكرت!

هكذا يكون التطبيل والتبرير وَ(الخرط) يا محترم!

فهل عرفت الآن من هو الذي يمارس حق التطبيل والتبرير وَ(الخرط) يا صديقي؟!

بقلم الشيخ عبد المنان السنبلي.
You might also like