عربُ الخيانة والتطبيع.. قللك يواجهوا إيران.. قال!
وما زالت إيرانُ هي الشماعةَ التي يعلِّقون عليها أسبابَ سقوطهم وعمالاتهم وارتمائهم في أحضان الأجنبي، فهم في كُـلِّ منحدرٍ ينحدرون إليه أَو منزلقٍ ينزلقون فيه لا يجدون حرجاً في أن يردوا ذلك إلى إيران وضرورة مواجهة إيران والتمدد الإيراني و… وغير ذلك من المفاهيم والمصطلحات المصطنعة التي يختلقونها أَو بالأحرى يختلقها لهم أولياء أمورهم هناك في واشنطن ولندن وتل أبيب!
وبالتالي وعلى إثر إعلان الجانب الإسرائيلي عن اللقاء الذي جمع رئيس وزراء الكيان الصهيوني مع ولي العهد السعودي في السعودية لم يكن مفاجئاً لنا أن تُعزَى أسبابُ ذلك اللقاء إلى مُجَـرّد التباحث حول الكيفية التي يستطيعون من خلالها مواجهة إيران وخطر المشروع (الفارسي) على المنطقة كما صرح بذلك أكثر من مسئولٍ وصحيفةٍ صهيونية!
فهل تشكِّلُ إيران حقاً خطراً حقيقيًّا على أمن وسلامة المنطقة أم أن هذه الدعوى لا تعدو عن كونها ذريعة لتبرير السقوط الطوعي في وحل ومستنقع العمالة والخيانة؟!
وماذا فعلت إيران أصلاً بالعرب حتى يتحالفون مع إسرائيل لاستهدافها والتآمر عليها؟!
نعم تحاربنا معهم في حرب الثمان سنوات ونلنا منهم ونالوا منا وانتهى الأمر بسلامٍ مشرفٍ ومُرضٍ للطرفين وهكذا تنتهي حروب الشجعان دائماً، لكنها إيران في الحقيقة ليست هي من احتل فلسطين وصادر أرضها وهجر شعبها!
إيران ليست هي من ارتكب بحق الشعب الفلسطيني أبشع الجرائم والمجازر على مدى أكثر من سبعين عام واعتقلت الشيوخ والنساء والأطفال وأصدرت بحقهم أحكاماً بالمؤبد والمؤبدين والثلاثة ووو.. وأكثر من ذلك!
إيران ليست هي من ارتكب مجازر صبرا وشاتيلا ودير ياسين وتل الزعتر وجنين والحرم الإبراهيمي وقانا ووو.. وغيرها الكثير والكثير من المجازر والمذابح في فلسطين ولبنان وليست هي من قتل وتصفية قيادات ورموز الحركة الفلسطينية على مختلف توجّـهاتهم وانتماءاتهم الأيديولوجية والسياسية!
إيران ليست هي من اجتاح أراضي أربع دولٍ عربية في ستة أَيَّـام قتلت خلالها آلاف الجنود في الصحراء قصفاً بالطائرات وبضغطة زرٍ واحدة!
ليست إيران من اجتاح جنوب لبنان حتى وصلت إلى مشارف بيروت وظلت تحتله لأكثر من ثماني عشرة سنة وما زالت تحتل مزارع شبعا إلى هذه اللحظة!
إيران ليست هي من قام بكل ذلك، إسرائيل التي تتحالفون معها وتتباهون بإقامة العلاقات والتطبيع معها اليوم بدعوى مواجهة إيران هي من قامت بكل ذلك وأكثر بكثيرٍ من ذلك!
ولنفرض أنه قد بدر من إيران مواقف عدائية تجاه العرب كما تقولون، فمن أولى أن نواجه أولاً؛ إسرائيل العدوّ التاريخي الأول لنا كعرب وكمسلمين أم إخواننا المسلمين في إيران وإن اختلفت الطرائق والفروع المذهبية؟!
ما لكم كيف تحكمون؟!
لكنها العمالة والخيانة والسفالة وهوس الانبطاح للأجنبي تجري في دمائكم يا (محترمون)، فلا تسوقون لنا من المبرّرات والذرائع الواهية ما يزيدكم ذمامةً وقبحا وأعلنوّها على الملأ صراحةً أنكم لم تعودوا عرباً ولا مسلمين واريحونا فربما، من يدري، قد نتفهَّم لكم ذلك.
قللك يواجهوا إيران.. قال.