كل ما يجري من حولك

الإمارة الثامنة – سُقطرى!

739
بقلم| الشيخ عبد المنان السنبلي

للنائمين في العسل وخُصُوصاً أُولئك المهووسين بفكرة (أقلمة) اليمن وإعادة تقسيمها وتسميتها، هل تتذكرون شبه جزيرة القرم؟! أين كانت وكيف أصبحت؟

كانت أوكرانية طبعاً وبقدرة قادر أصبحت بين عشيةٍ وضحاها روسية على مرأى ومسمع من الأوكران أنفسهم.

العملية طبعاً لم تكن وليست معقدة أصلاً..

فقط استغل الروس الطبيعة الديموغرافية لسكان الجزيرة فاجتاحوها وقاموا بعمل استفتاء بسيط لسكان القرم والذين يحمل معظمهم الجنسية الروسية أَو كما قيل إنهم من أصولٍ روسية (بالمناسبة الإماراتيون اليوم يقولون: إن أصولهم من سقطرى)، يعني لم تعد من مأرب!

ما علينا، المهم.. آلت وبناءً على ذلك الاستفتاء شبه جزيرة القرم إلى روسيا بصورة تبدو أنها قانونية ولا تتعارض مع القوانين الدولية ذات الصلة!

كذلك الأمر بالنسبة لجزيرة سقطرى اليمنية، ها أنتم اليوم ترون ماذا يعزم الإماراتيون على فعله هناك بعد إن اجتاحوها بلا ذريعة وبدون أي مبرّر كما اجتاح الروس شبه جزيرة القرم ذات يوم!

ها هم يقرّرون الآن تجنيس أبناء سقطرى؟!

ولماذا سقطرى بالذات؟ لماذا لا يجنسوا مثلاً أبناء عدن أَو المخاء أَو حتى مأرب والذين يقولون أن أصول حكامهم ترجع إليها؟!

إنهم يا أغبياء بصدد تغيير الطبيعة الديموغرافية للجزيرة تمهيداً لعمل استفتاءٍ قادمٍ معد ومخطّط له يجعل من سكان الجزيرة إماراتيي الجنسية لاحقاً يصوتون لصالح ضمهم للإمارات وانسلاخهم عن اليمن!

طبعاً الفكرة بسيطة جِـدًّا!

ماذا يعني أن تُسلخ من اليمن جزيرة في أعماق المحيط الهندي إذَا كانت قد سُلخت منها بكل بساطة من قبل دولة كاملة مكتملة الأركان هي ما كان يسمى بالمخلاف السليماني (نجران وجيزان وعسير؟! هكذا يعتقدون!

طبعاً لا تراهنوا وقتها على وطنية أبناء سقطرى خَاصَّة في ظل تفكك وتشرذم وضعف اليمن ولا تلوموهم أَيْـضاً!

فما الذي يغريهم أَو يجبرهم على الارتباط بشعبٍ يأبى إلا أن يمزق نفسه ويقطع أوصال وطنه في مقابل ما سيُقدم لهم من مغريات قد تساويهم حياتياً ومعيشياً بمن هم هنالك في دبي أَو أبو ظبي؟!

أنا محبطٌ تماماً!

بصراحة إذَا لم يعِ الجميع خطورة الوضع وحساسية المرحلة وَإذَا لم يبدأ كُـلّ فريق اليوم قبل الغد بمراجعة حساباته جيِّدًا بما يخدم اليمن ووحدتها وسيادتها ومصالحها أولاً وأخيراً، فعليكم وعلينا وعلى اليمن السلام، فلن تكون (سقطرى) آخر المغادرين والراحلين عن اليمن!

You might also like