في عاصمة (الروافض)
في عاصمة (الروافض)
بقلم الشيخ عبد المنان السنبلي
في عاصمة (الروافض) ومناطق سيطرتهم تجدُ مدارسَ كبرى تحملُ أسماءَ أبي بكرٍ الصديق وعمر بن الخطاب وعثمان بن عفان وأسماء بنت أبي بكر وأم المؤمنين عائشة بنت أبي بكر رضي الله عنهم جميعاً ولا مشكلة.
كذلك المساجد تجدُ الكثير منها يحمل ذات الأسماء، ولا مشكلة أَيْـضاً.
في عاصمة (الروافض) ومناطق سيطرتهم يعتلي المؤذن منصة الآذان ويؤذن للصلاة بالطريقة التي يعتقد أنها صحيحة ولا مشكلة سواء قال (حيا على خير العمل) أَو لم يقلها وسواءٌ أكان جموع المصليين زيوداً أَو شوافعَ أَو خليطاً بينهم أَو غير ذلك، وكذلك يفعل مقيمو الصلاة أَيْـضاً.
في عاصمة (الروافض) ومناطق نفوذهم إن أدركت أحدهم الصلاة فإنه يقصد أقرب مسجد ويؤدي صلاته فيه بالطريقة التي يعتقد أنها صحيحة ولا تجد أحداً يسأله أَو يستنكر عليه ضمه في الصلاة أَو عدم ضمه، تأمينه أَو عدم تأمينه.
في عاصمة (الروافض) ومناطق حكمهم لا يجد جموع المصليين أيَّاً كانوا أَو كانت توجّـهاتهم المذهبية مشكلةً أَو حرجاً في أن يؤمهم زيديٌّ أَو شافعيٌّ أَو سلفيٌّ أَو أزهريٌّ أَو أي مسلمٍ كان.
في عاصمة (الروافض) ومناطق دولتهم إن أراد أحدهم الفتوى في مسألةٍ ما فأنه يقصد أقرب مفتيٍ ويأخذ فتواه ويمضي يعمل بها بدون أن يسأل عن توجّـه ذلك المفتي أَو مذهبه أَو أي شيءٍ من هذا القبيل، وكذلك عقود الزواج والبيع والشراء والإجارات و… و… كُـلّ يقصد أقرب أمين شرعي ولا مشكلة.
في عاصمة (الروافض) ومناطق سلطتهم لا تجد أي انفصام مذهبيٍ على الإطلاق بين سائر أفراد المجتمع.
كل ما هنالك فقط هو اختلافٌ سياسي سلبيٍ وغير مثمر بدليل أن رفاق الأمس هم أعداء اليوم وأعداء الأمس هم رفاق اليوم وهكذا هي السياسة لولا أنها وظفت هنا توظيفاً سلبياً ليس إلا!
فهل وجدتم تعايشاً وتسامحاً وتناغماً مذهبياً في مجتمع ما كهذا الذي هو قائمٌ في مناطق سيطرة وحكم (الروافض)؟!
فقط تأملوا في عواصم (غير الروافض) من دول الجوار – السعودية أُنموذجاً – وانظروا أي حالةٍ يعيشها المجتمع هناك من استبداد المذهب المتطرف الواحد وفرض سطوته على مختلف الأطياف والمشارب الفكرية والأيدولوجية في مناطق الاختلاف!
ستعرفون عندها فقط من هم الروافض الحقيقيون!
هل هم من اتسعت صدورهم لكل المشارب والفروع المذهبية أم أنهم من ضاقت صدورهم وعقولهم وأخلاقهم بها؟!