أسوأُ كارثة تهدّدُ حياةَ الشعب اليمني منذ 5 أعوام!
منصور البكالي
حجزُ سفن المشتقات النفطية كارثة كبرى ألقت بظلالها على مختلف مناحي الحياة.
المرضى في المستشفيات في زمن كورونا مهدّدون بالموت ولكن أهاليهم مستعدون للانطلاق نحو الجبهات للأخذ بثأرهم.
ومشاهد طوابير من المواطنين ينتظرون على قارعة الطريق لوسائل المواصلات الجماعية بأنواعها، تقلهم إلى أعمالهم وتعيدهم إلى ديارهم ليست الوحيدة فحسب، بل إن مالكي وسائل النقل الأجرة قبل الخصوصي، أقعدتهم الأزمة في بيوتهم، فالشوارع في الليل أقل حركة لسير السيارات وأكثر سير بالمشاة على الأقدام عن ما كان المشهد في النهار!
يشكو البسطاء ممن يتنقلون على وسائل المواصلات الجماعية تأخرهم عن اعمالهم، فيما الموظفين والموظفات أن أسعفهم البكور في الوصول إلى أعمالهم مشيا على الأقدام نهارا فلن يشفع لهم عن التأخر عن بيوتهم وأطفالهم وسط حرارة شمس الظهيرة أَو ظلام الليل.
أصحاب المصانع والورش الهندسة والبناشر يتجهزون للإغلاق والاستغناء عن العمال؛ نظراً لانعدام العمل وفراغ الجيوب بعد أن أقعدت وسائل النقل في الأحواش والشوارع.
صندوق النظافة لم يجد ما يحرك به وسائل النقل لإخراج القمامة إلى محارقها في المدن المزدحمة بالسكان، لتتكدس القمامة والمخلفات في الشوارع والحارات وتنتشر معها الأوبئة والأمراض المعدية والكوليرا في ظل مشافي مغلقة، وأمم متحدة ستطالب وتنجح في إيصال لقاحات الكوليرا عبر مطار صنعاء المغلق في وجوه شغب يموت تحت الحصار ويمنع من الخروج للعلاج في الخارج.
توقف القطاع الزراعي المعتمد على المشتقات النفطية ومن زرع الخضار لتباع بأسعار جنونية لم يشفع له عدم توفر البنزين في تسويقها!
أزمة مياه خانقة تهدّد ساكني المدن بالعطش عند توقف الآبار والمضخات غير المفعلة لمنظومات الطاقات الشمسية.
تجار وأصحاب محلات تجارية في طريقهم للاستثمار في معاناة المواطن وفرض زيادات في الأسعار دون هوادة، وفي ظل غياب تام للرقابة عليهم.
تجارة السيارات وقطع غيارها لم تعد مربحة وتسببت الكارثة في انخفاض حاد في أسعارها، وخسائر مالية مكلفة على الموردين، فاصطفت المعارض بالسيارات المختلفة وغاب المشترون لها.
تصريحات القيادة السياسية ومناشدتها للمنظمات اللا إنسانية بالضغط على دول العدوان لمنع حجز السفن النفطية والمحملة بالدواء والغذاء لن تجديَ نفعا، ما لم تسعفها القيادة العسكرية التي أكّـد ناطق الجيش واللجان الشعبيّة العميد يحيى سريع أن استمرار الحصار لن يجعلهم مكتوفي الأيدي، أمام تضاعف وتفاقم حدة المعانة لشعب صامد منذ 5 أعوام.
إعلان شركة النفط عن نفاد المخزون مثل صدمة كبرى للمواطنين فهل سيصل صداه إلى المنظمات الدولية والأمم المتحدة وكل المتشدقين باسم الإنسانية؟؟
مبعوثٌ أممي كسابقيه لن يتمكّنَ من إنجاح صفقات تبادل الأسرى بحسب اتّفاق السويد، كأبسط مهمة من المهام المناطة بالأمم المتحدة ومبعوثيها..!
حماقةُ حجز سفن المشتقات النفطية يقف خلفها مسلسل طويل عريض من المعاناة التي تهدّد بوقف الحياة، وإرغام أحرار شعبنا اليمني للزحف بشكل جماعي نحو الجبهات والتوغل نحو مأرب وشبوة وجيزان ونجران لمحاصرتها وتحريرها كما تحرّرت صنعاء وعمران وصعدة..، إن طلب الأمر ذلك.
فإن طال حصاركم وتكبركم وحجزكم للسفن فاللهُ وعد بنصر الصابرين، ووعد المستضعفين باستخلافهم في الأرض، وهو على كُـلّ شيء قدير، ومن أصدق من الله قيلاً ومن أصدق من الله حديثاً.