ترامب كما يراه الأمريكيون: متعصب وجاهل ومجرد من الإنسانية وكارثة وطنية
ترامب كما يراه الأمريكيون: متعصب وجاهل ومجرد من الإنسانية وكارثة وطنية
متابعات:
ردة فعل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على الاحتجاجات المناهضة للعنصرية في الولايات المتحدة وتهديداته المتكررة باستخدام الجيش والقوة لقمع المتظاهرين أضافت بعداً جديداً على الأزمات التي يواجهها أصلاً على خلفية فشله في التعامل مع فيروس كورونا وافتعاله حروباً تجارية وأخرى دبلوماسية مع دول منافسة أو حليفة على حد سواء ليصبح في مرمى الانتقادات الدولية والشعبية والإعلامية.
“متعصب وجاهل” صفات أطلقت على ترامب وفق صحيفة لوس انجلوس تايمز وذلك بحسب استطلاع جديد لآراء القراء حول نظرتهم للرئيس الأمريكي وتأثيره على الثقافة الأمريكية أما الصفة الجديدة التي نسبها المحامي الأمريكي جورج كونواي لترامب فهي أنه “يفتقر إلى الإنسانية” مشيراً في سياق مقال نشرته صحيفة واشنطن بوست أن لا إنسانية الرئيس الأمريكي أعمق مما كان يعتقد.
كونواي الذي سبق أن رشحه ترامب لمنصب المدعى العام الأمريكي أوضح أن الأمريكيين يراقبون رئيسهم وهو يفشل في اختباره الرئاسي بطريقة كارثية فيما يعانون هم من العواقب لافتاً إلى أن الرئيس الأمريكي الذي واجه سلسلة من الأزمات يفشل الآن في مواجهة أزمتين خطيرتين أولهما جائحة كورونا وما نتج عنها من عواقب اقتصادية وخيمة وثانيمها الاضطراب الاجتماعي الذي أشعلت جريمة قتل المواطن الأمريكي من أصل إفريقي جورج فلويد على يد الشرطة فتيله مؤخراً.
صحيفة نيويورك تايمز وفي مقال للكاتب بريت ستيفنز وصفت ترامب بدورها بأنه” كارثة وطنية” بالنسبة للولايات المتحدة مشيرة إلى أن الأمريكيين يشهدون حالياً كارثة غير مسبوقة وهي ليست فقط ناتجة عن أسباب معروفة مثل كورونا أو الركود الاقتصادي أو العنصرية بل “رئيس قلب مبادئ البلاد”.
وقارنت الصحيفة بين خطابات ترامب وتصريحاته وبين من سبقه من رؤساء أمريكيين معتبرة أن الغرض من رئاسته هو تحطيم الخطابات الرئاسية والتقليل من شأنها ولهذا السبب يرفض توظيف كاتب خاص ذي كفاءة لصياغة خطاباته كما أنه يلجأ لاستخدام موقع التواصل الاجتماعي تويتر كوسيط للتواصل وخطاباته كلها مصممة لإثارة الاستفزازات ومهاجمة المعارضين وإرضاء المؤيدين له.
وفي خضم الاحتجاجات الشعبية التي تشهدها الولايات المتحدة للتنديد بالعنصرية ومواجهة ترامب لها بالقمع والقوة تزايدت حدة التوترات بين الإدارة الأمريكية والمؤسسة العسكرية ولا سيما بعد انتقادات مسؤولين عسكريين سابقين وحاليين لتعامل الشرطة الأمريكية مع المحتجين.
وفي هذا السياق أوضحت صحيفة نيويورك تايمز أن السنوات الثلاث الأولى من فترة حكم ترامب اقتصرت فيها نظرته القوية للجيش على تهديد خصوم أمريكا أما في الوقت الراهن فإن تهديده باستخدام قانون التمرد الذي يعود لعام 1807 ويسمح بتدخل قوات عسكرية ضد المتظاهرين “كشف عن الهوة في مجتمع الأمن القومي الذي كان يتشكل حتى عندما ترشح لمنصب الرئاسة في عام 2016”.
وفيما تتفاعل قضية عنف الشرطة الأمريكية على الصعيد الداخلي في الولايات المتحدة والخارجي مع توسع رقعة الاحتجاجات وامتدادها إلى دول أخرى يحاول ترامب كعادته التغطية على الغضب الشعبي من سياساته بالحديث عن انتصارات اقتصادية مزعومة ومشكوك بأمرها دون أن يبدي أي تعاطف مع القضايا العادلة التي يطالب المحتجون بتحقيقها أو التحدث عنها بشكل واقعي كرئيس للولايات المتحدة ودون التطرق إلى صلب المشكلة الأساسي الذي يكمن في مفهوم العنصرية والتمييز المتجذر في المجتمع الأمريكي.