أمريكا تفجّر مفاجأةً صادمةً: اتفاقٌ قريبٌ يكون الدور الأكبر في اليمن للحوثيين والانتقالي.. وهذا مصير “الشرعية” و”الإصلاح”!
متابعات| تقارير:
تتجه الأنظارُ الدولية لمفاوضات سلام يمنية شاملة ، خلال الفترة المقبلة ، وسط توقعات بتغير جذري في خارطة القوى السياسية في اليمن الحديثة والتقليدية، فهل نشهد تحالفات جديدة؟
السلام قادم لا محالة. هذا عنوان المرحلة التي يقودها المبعوث الأممي إلى اليمن، مارتن غريفيث، وبدعم خارجي منقطع النظير، لكن يبقى السؤال من اطرافها؟
فعلياً لم يعد لـ”الشرعية” مفردة في جوالات غريفيث الاخيرة وقد قرر بعد سنوات من تعينه البحث عن اطراف خارج نطاقها ، فعقد لقاء لممثلين عن الاطراف السياسية في الاردن بعيدا عن مسميات “الشرعية والانقلاب “وعزز خطاه بلقاءات فردية مع الاطراف المؤثرة ميدانيا سواء في صنعاء أو في عدن وحتى الساحل الغربي ، قبيل لقاء يجمع كل هذه الأطراف عبر دائرة تلفزيونية كما بشر بذلك السفير الروسي في تصريح جديد.
على الأرض ثمة ترتيبات من نوع ما.. ظاهرها تحركات غريفيث في الاوساط السياسية وباطنها يتجلى بوضوح في مأرب والجنوب حيث يفكك التحالف الفصائل التابعة له تباعا ويعيد ترتيب اوراقها في محاولة لفرض اجندة مسبقة عليها ..
هذه الترتيبات تحاول السعودية من خلالها ايجاد ورقة تفاوض مع صنعاء وكل همها الأن كما تقول الخبيرة في معهد واشنطن للسياسات الخارجية ، ايلينا دولوزييه، ابرام صفقة مع “الحوثيون” لتأمين حدودها.
تتوقع دولوزييه في تصريحات نشرتها صحيفة ول استريت جورنال الامريكية ابرام صفقات بين اطراف يمنية كالانتقالي والحوثيون بموازاة اتفاق مع السعودية وبما يضع حد للحرب في اليمن.
ومع أن صنعاء لم تعلق رسمياً على هذه التطورات، وهي التي التزمت الصمت حيال اتهامات لها بإبرام اتفاقيات اخرى مع الاصلاح، وما تجلى عنه من تسليم في مأرب والجوف ونهم والتوجه صوب عدن، الإ أن تسويق الامريكيين لخيار دولة من اقليمين وبدون اطراف الحرب العتيقة كهادي ومحسن يبدو الاقرب للحل خصوصا وان الولايات المتحدة التي اعادت مؤخرا تموضع قواتها في الجزيرة العربية بنشر قوات جنوب اليمن تطمح للاستحواذ على عائدات البلاد وثرواتها وتسعى للسيطرة على اهم جزء استراتيجي وغني بالموارد في خاصرة الجزيرة العربية، وهذا بدليل محاولاتها في عدن لتحييد المحافظات الجنوبية ودفع الاصلاح والانتقالي خطوة إلى الوسط لتصفية حساباتهما.
قد لا تحتاج صنعاء لعقد صفقات في ظل مؤشرات المكاسب التي حققتها مؤخرا شرق اليمن وتطوراتها العسكرية التي حيدت التحالف عسكريا سواء في الجو أو في البحر، وحتى بإمكانها تحرير عدن بدون قتال، لكن مدها مؤخرا طوق النجاة لخصومها يشير إلى أنها تريد تعزيز اللحمة الوطنية أكثر من رغبتها باستمرار الحرب فهل تستفيد القوى الاخرى من تلك الدعوات؟
ربما الاصلاح أو تيار واسع فيه ممثل بتجار الحروب قد لا ينجر للسلام ليس فقط لدوافع ايدلوجية بل ايضا لأنه محكوم بصراعات اقليمية ودولية وينفذ اجندة دول بعينها كحاله مع قطر وتركيا ، إضافة إلى عدم رغبته بالتفريط بحقول النفط والغاز التي تغذي قياداته، لكن الانتقالي يبدو الأكثر حاجة الأن لتمتين علاقته شمالا ليس فقط لأن شعارات استعادة الدولة تلاشت بفعل السياسة السعودية التي تنظر للجنوب كورقة مساومة بجنوبها بل لأنه حديث العهد وبحاجة لتطوير قدراته واستعادة القه في ظل المساعي السعودية لإنهائه.