كل ما يجري من حولك

حرب المنافسة والاحتكار تضرب سلاسل التوريد

حرب المنافسة والاحتكار تضرب سلاسل التوريد

513

متابعات:

تشهد بيئة الأعمال الحالية مناخاً سياسياً واقتصادياً مضطرباً وتحديات كبيرة، أهمها العولمة والمنافسة المحتدمة بين شبكات الأعمال. فغيرت قيم السوق الجديدة توازن القوى العالمية بين المنتج والمتعاملين بممارسة التأثير وعرض منتجات وخدمات عالية الجودة بأسعار منخفضة.

وفرضت الظروف الحالية المرافقة لانتشار الأوبئة ظرفاً صعباً يستلزم مواجهته بشكل مشترك، فلا يمكن لدولة الاستفادة من محنة الأخرى بل بالتركيز على جهود التعاون والتنسيق بشأن حركة الأشخاص وتأمين سلاسل التوريد الضرورية.

وتهدد حالة الطوارئ الصحية في الصين، سلاسل الإمداد الحيوية، فأصبحت مخاطر الاستعانة بمصادر خارجية كبيرة وخطيرة. في حين يركز الكثيرون اهتمامهم على المخاطر التي تهدد مكونات الهواتف الذكية أو تصنيع السيارات إزاء تراجع توريدات النفط، إضافة للخطر الكبير الذي يتهدد نظام الرعاية الصحية عالمياً.

ويسبب الإغلاق القسري المؤقت لسوق الإنتاج الصيني نقصاً في الأدوية الحيوية. بعد ما تبين أن الاستعانة بمصادر ومصانع صينية لإنتاج الأدوية والمستلزمات الطبية بأسعار أرخص بكثير، قد أجبر الشركات الغربية على التوقف عن العمل.

ويتم اليوم، إنتاج حوالي 80% من الأدوية المستهلكة في الصين. وتشمل المضادات الحيوية، وأدوية ضغط الدم والسرطان، وعلاج فيروس نقص المناعة والاضطراب الثنائي. وبحسب معهد الأبحاث الحيوية في هاستينغر، تقول الكاتبة روزماري جيبسون: (إن إنتاج 80% من جميع مكونات الأدوية الفعّالة في الصين، سيعرض القطاع الصحي في أميركا للخطر، لدرجة أنه في حال توقفت الصين، فسيتوقف القطاع الصحي الأميركي بغضون شهرين تقريباً).

وأدى إعلان منظمة الصحة العالمية عن حالة الطوارئ في الصين لتنامي الطلب على المنتجات الطبية بشكل غير مسبوق. فتأثرت عمليات التسليم للأدوية الحيوية، وظهور تقارير عن معاناة حقيقية في مستشفيات ومراكز طبية أميركية وأوروبية. ما دعا المعنيين للبحث عن فكرة اللجوء للهند كمورد عالمي ورئيسي آخر. بينما وجد هؤلاء أن معظم الشركات الهندية المنتجة للدواء تعتمد على الصين في مكوناتها الدوائية الفعالة.

وفي هذا السياق، فإن ظهور الصين كعملاق عالمي لإنتاج الأدوية هو جزء لا يتجزأ من الخطة الوطنية، «صنع في الصين 2025»، باعتبارها واحدة من المجالات العشر ذات الأولوية للصين للحصول على الريادة العالمية، وهذا ليس عشوائياً، بل نقطة ضعف كبيرة جداً لبقية العالم. ويرتبط ذلك بعولمة الخطط والبرامج، وبنموذج دافوس في الاستعانة بمصادر خارجية لأي شيء، وكل شيء من البلدان الصناعية المتقدمة.

وفي عام 2008، صنفت الصين إنتاج الأدوية ومستحضراتها، بصناعة ذات قيمة مضافة وعالية، وعززت صناعتها بالإعفاءات الضريبية لتشجيعها على التصدير أيضاً. ورغم ذلك يبدو أن مستقبل الصين كمورد موثوق به للعقاقير الطبية يواجه مشكلات متعددة في ظل الهجمة الأميركية متعددة الأوجه عليها، والتي وضعت العالم كله في قلق بالغ ومستمر.

وتالياً تسبب السياسة الأميركية الرعناء الكثير من المشكلات الاقتصادية والأزمات السياسية العالمية، والتي تضع العالم أمام تحديات كبيرة، وخطيرة وباهظة الثمن.

عن «نيو ايسترن أوت لوك»

You might also like