كل ما يجري من حولك

تدريب مرتزقة.. ماذا وراء إعلان الإمارات المتكرر سحب قواتها من اليمن؟

تدريب مرتزقة.. ماذا وراء إعلان الإمارات المتكرر سحب قواتها من اليمن؟

852

متابعات:

تحدثت صحيفة تركية عن أسباب إعلان الإمارات قبل أيام، الانسحاب من اليمن، بعد حرب استمرت خمس سنوات، مؤكدة أن ثمة أهدافا خفية وراء ذلك تتمثل في تحسين صورتها دوليا والتغطية على جرائمها.

وقال الكاتب إسماعيل ياشا في مقال له بصحيفة يني شفق: إن الإمارات عمدت إلى إيكال المهمات للجنود المرتزقة الذين يدينون بالولاء لها بعد أن دربت هناك جيشا قوامه 200 ألف جندي يمني تابعين لها وليس لبلادهم.

إعلان مكرر

وفي 9 فبراير/شباط 2020، أعلنت الإمارات بدء عودة قواتها من اليمن، حيث أطلقت القنوات الإماراتية بثا مشتركا، احتفاء بعودة القوات، وفق ما أفادت وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية “وام”.

وأعلن ولي عهد أبوظبي والحاكم الفعلي للدولة، محمد بن زايد، في تغريدة على حسابه بـ”تويتر”، عودة جنود الجيش الإماراتي، واستعداد بلاده للاحتفاء بهم، في حين وجه أمير دبي محمد بن راشد، في تغريدة له، تحية لقوات بلاده بمناسبة عودتهم.

وهذا الإعلان ليس الأول من نوعه المتعلق بانسحاب الإمارات من اليمن، فلقد قدمت ادعاءات مماثلة من قبل، وما كانت أبوظبي تريد تحقيقه هو إثارة الموضوع للنقاش ليس أكثر، وفق رأي الكاتب.

ففي شهر أكتوبر/تشرين الأول 2019 تحدثت وسائل إعلام عن سحب الإمارات والسودان عددا كبيرا من الدبابات والعربات العسكرية من عدن، بالتزامن مع وصول قوات سعودية. وفي 8 يوليو/تموز 2019، أعلنت الإمارات عزمها تخفيض وإعادة نشر قواتها في اليمن، لتتحول- كما زعمت- من إستراتيجية “القوة العسكرية أولا” إلى إستراتيجية “السلام أولا”.

ورغم مضي شهور عدة على الحديث عن الانسحاب الإماراتي عسكريا من اليمن، فإن الكثير من الغموض ما زال يحيط بموقف أبوظبي. وذكرت الإمارات حينها أن سحب بعض قواتها كان ضمن خطة “إعادة انتشار” لأسباب “إستراتيجية وتكتيكية”.

تغير الأهداف

في كلمته التي ألقاها في الحفل الذي أقيم في أبوظبي في اليوم السابق لاستقبال الجنود العائدين إلى بلادهم، قال عيسى سيف المرزوعي، نائب رئيس أركان القوات المسلحة: إنهم يقاتلون ضد ثلاثة أعداء في الوقت نفسه في اليمن وسردهم على النحو التالي “الانقلابيون الحوثيون، والإخوان المسلمون، وتنظيما الدولة والقاعدة”.

وقال الكاتب: “وقت أعلنت الرياض عن عملية عاصفة الحزم في 2015 كان الهدف واضحا، القضاء على الحوثيين وانقلابهم، واستعادة زمام الأمور هناك، ومن ثم إعادة حكومة عبد ربه هادي منصور إلى صنعاء مرة أخرى”.

لكن وبعد خمس سنوات مستمرة من الحرب والدمار كان الفشل الذريع هو ما يخلص المشهد حتى اللحظة، فلم يتم تحقيق أي من ذلك وعلى العكس بات اليمن عبارة عن بلد مدمر ينهكه الجوع والمرض والدمار.

كما أصبح هادي يقيم في الرياض في فندق أشبه بالرهينة، فيما ما زال الحوثيون يسيطرون على صنعاء والمناطق المتاخمة لها.

يتابع الكاتب: “الإمارات شاركت في الحرب بكل قوتها، لكن، كان فيما يبدو لها أسبابها وأهدافها الخاصة، فاتخذت من مكافحة الإرهاب ذريعة لإضافة شرعية للمجتمع الدولي في أنشطتها باليمن”.

حزب الإصلاح

ويوضح: “جماعة الإخوان المسلمين هي العدو الأول لدولة الإمارات في اليمن والمنطقة العربية، وكما أوضح المرزوعي في خطابه، فإن أبوظبي لا تخشى أن تعلن أن المجتمع الدولي يقبل الإخوان كعدو”.

ويأتي ذلك بالرغم من أن “حزب الإصلاح”، فرع جماعة الإخوان المسلمين في اليمن، يتعاون مع قوات التحالف منذ خمس سنوات حتى إن قادة الحزب التقوا غير مرة مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في العاصمة الإماراتية أبوظبي.

على الرغم من ذلك، يقول: إن “استهداف الإمارات للإخوان المسلمين في اليمن يدل على أن حزب الإصلاح، يسير على الطريق الخطأ؛ وذلك لأن ادعاء أبوظبي عداءها للإخوان لا يعد عاديا”.

وتابع في السياق: “فقد الكثير من الإخوان قادة وجندا أرواحهم بسبب مذابح وهجمات نظمتها الإمارات عبر جنودها المرتزقة وقُتل العديد من قادة الأحزاب وأعضاء الجماعة في عمليات اغتيال نفذها مرتزقة الدولة الخليجية”.

وقال الكاتب: “ما كان على حزب الإصلاح القيام به هو توضيح أن الائتلاف قد فقد شرعيته للتدخل بمجرد رؤيته ينحرف عن هدفه”.

تدريب المرتزقة

في خطابه، قدم نائب رئيس أركان القوات المسلحة الإماراتية اعترافا آخر وقال: إنهم عملوا على تدريب وتجهيز 200 ألف جندي في اليمن.

ويقول الكاتب: إن المزروعي بين أنه “بعد خمس سنوات من انطلاق الحرب، تم التحول من إستراتيجية الاقتراب المباشر إلى الاقتراب غير المباشر التي قال إن المليشيات الموالية لهم في اليمن تقوم بها اليوم بنفسها بعدما تم تشكيلها وتدريبها وتجهيزها”.

واعتبر الكاتب أن هؤلاء الجنود لديهم ارتباط مباشر بالإمارات وليس ببلادهم اليمن، ولعل هذا هو السبب الكامن وراء تكتيك الانسحاب.

وبصرف النظر عن عدد قليل من الضباط الإماراتيين الذين ما زالوا في اليمن لقيادة الجيش المذكور، لم يعد هناك حاجة لأبوظبي للاحتفاظ بقوات لها في اليمن. و”الجيش الموازي” الذي أنشئ في خمس سنوات سيعمل نيابة عن الإمارات في جنوب اليمن.

ويرى مراقبون أن ما قامت به الإمارات خطوة شكلية، وأنها تحتفظ ببعض كتائبها العسكرية وسيطرتها على مرافق حيوية في البلاد، فضلا عن تعميق صلتها وسيطرتها على عدد من المليشيات العسكرية المسلحة التي تمثل قوة ضاربة لها في جنوب اليمن.

تغطية على المذابح

ويعتقد الكاتب أن “دولة الإمارات لم تغادر اليمن أو تخلت عن طموحاتها القذرة؛ كل ما تريده هو التخلص من رد فعل الشعب اليمني غير المرحبة بأدوارها، فيما سيترك المهمات لمرتزقتها في وقت تحاول إظهار نفسها دوليا أنها بعيدة عن أي مهمات أو مذابح قد تحدث هناك”.

وختم الكاتب مقاله بأن على الشعب اليمني الآن أن يرى أنه من غير الممكن إنهاء الانقلاب الحوثي عبر التحالف السعودي الإماراتي، وعليهم البحث عن حلول بديلة.

هذه الرؤية تشاركت بها صحيفة تايم ترك والتي كتبت أن الانسحاب الإماراتي هو للتغطية على المذابح التي ارتكبت والتي قد ترتكب في اليمن.

وأضافت: “بصرف النظر عن النقاش حول ما إذا كان هذا الانسحاب هو الأخير، فإننا ندرك أن القرار اتخذ في وقت تصاعدت فيه التوترات باليمن، ولا تريد الإمارات أن تكون هي محط ردود فعل الأطراف الأخرى خاصة تلك التي قد تقدم عليها إيران، حيث لا تملك أبوظبي القدرة على تحمل النتائج المحتملة”.

ولفتت الصحيفة إلى أن الانسحاب الإماراتي لن يضعف العلاقات السعودية الإماراتية غير أنها قد تتأثر إذ أن كلا الطرفين يريدان كبش فداء يتحمل مسؤولية الحرب في اليمن، هذا فضلا عن الإمارات ستخلق سلطة خارج إطار السلطات المعترف بها على مستوى عالمي في اليمن.

You might also like