أأنتم الزعماء أم المسيحية (جوليا)؟!
الشيخ عبدالمنان السُّنبلي
وهي تقفُ صادحةً تارةً برائعتها ” بنرفض نحن نموت ” محرضة ومصرةً على استعادة الأرض وتحريرها من أيدي الصهاينة، ومتسائلةً تارةً أُخرى بحرقةٍ عن الملايين من الشعوب العربية في رائعتها ” وين الملايين ” مما يحدث في فلسطين من جرائم الكيان الصهيوني بحق شعبنا العربي الفلسطيني، لم تكن في حقيقتها تبحث عن شهرةٍ ضائعةٍ ولا مجدٍ بعيد المنال، وإنما يدفعها إلى ذلك إحساسها العميق بانتمائها العربي وما يقتضيه من واجب التفاعل إيجاباً مع قضايا أمتها العربية المصيرية.
لقد قدمت في اعتقادي الفنانة اللبنانية المسيحية جوليا بطرس بصوتها لقضية فلسطين خَاصَّة وقضايا الأمة عامة وبكل إخلاصٍ وتفانٍ الكثير والكثير وكأنها قد نذرت حياتها لمقارعة ومقاومة المحتل الصهيوني الغاصب، فما الذي قدمتموه أنتم يا أمراء النفط وتجار الحروب؟!
ماذا قدمتم غير مبادرات الذل والخنوع والاستسلام ليس آخرها طبعاً ما عُرف بمبادرة الملك عبدالله (المبادرة العربية للسلام) وإنما تجاوزتم بالذهاب أبعد من ذلك بتورطكم في التواطُؤِ مع الأمريكان والصهاينة في ما بات يُعرف اليوم بصفقة القرن؟!
من منكم نذر حياته كما فعلت (جوليا) لقضايا الأمة بصدق وإخلاص وسخر إمْكَانياته المادية للملمة جراح الأمة وتضميدها؟!
يكفي إنكم أيها (العاهات) في الوقت الذي كنتم تتنقلون فيه من ملهىً إلى ملهى ومرقصٍ إلى مرقص وحانةٍ إلى حانة في أزقة وشوارع أوروبا وأمريكا وتحت تأثير تعاطي المخدرات والمشروبات الروحية والإتجار بها، كانت جوليا بطرس تجوب الأقطار والأمصار ليس لتعرض أزيائها أَو تراثها، وَإنما لتعرض على العالم كله هموم وأوجاع الأمة في فلسطين ولبنان وبقية الأوطان العربية بطريقةٍ عجزت أمامها كُـلّ قدراتكم المادية والعسكرية في أن تقوم حتى ببعض ما قامت به حنجرتها العربية وصوتها العذب الرخيم!
فمن برأيكم سَيُخلد التاريخ، أنتم وعقالاتكم وعباءتكم القصبية وقصوركم الفخمة وأموالكم وغزواتكم على موائد القمار والعهر، أم نعال المسيحية جوليا بطرس وقد شدت الترحال وعزمت الأسفار مراراً جيئةً وذهابا من عاصمةٍ إلى عاصمة ومدينةٍ إلى مدينة بحثاً عن بقايا كرامة ونخوة أضعتموها أنتم؟!