«ديلي بيست»: ترامب حرف تقريراً سرياً للاستخبارات لتبرير إغتيال سليماني!
«ديلي بيست»: ترامب حرف تقريراً سرياً للاستخبارات لتبرير إغتيال سليماني!
متابعات:
قال موقع «ديلي بيست» الأمريكي، اليوم الثلاثاء، إن الرئيس دونالد ترامب حرّف تقريراً استخباراتياً عن تهديدات إيرانية لأهداف أمريكية، واستخدمه كمبرر في اغتيال القائد السابق لفيلق القدس قاسم سليماني بالعاصمة العراقية بغداد.
ما الذي جرى؟
حين قال ترامب في يناير/كانون الثاني الجاري إنه اطلع على معلومات استخبارية عن تخطيط سليماني لتنفيذ هجمات على «أربع سفارات» أمريكية، هزَّ كبار مسؤولي جهاز الأمن القومي الأمريكي رؤوسهم تعبيراً عن رفضهم. لم يعرفوا السبب الذي دفع الرئيس للاعتماد على هذه النقطة تحديداً، وحاولوا في الأيام التالية الخروج بإجابات عن سيل من الأسئلة التي انهالت بها وسائل الإعلام عليهم، حول مقصد الرئيس بالضبط.
ونقل الموقع الأمريكي عن مصادره -لم يُسمها- أنه تبيّن فيما بعد بأن ترامب لم يختلق هذه المزاعم العجيبة من العدم، إذ أفادت 3 مصادر بأن الرئيس استغل جزءاً بسيطاً مما سمعه خلال اجتماعات إحاطة خاصة، وهوَّل من تلك المعلومات الاستخبارية، ثم بدأ في مشاركتها مع الشعب الأمريكي خلال احتفاله بانتصاره عقب استشهاد سليماني.
تفاصيل الإحاطة الخاصة:
قبل وقت قصير من إعلان ترامب لوسائل الإعلام والجماهير أن الجنرال الإيراني كان يخطط لمهاجمة سفارات أمريكية، تلقى ترامب إحاطات في البيت الأبيض من كل من مسؤولي الأمن القومي وموظفي الاتصالات. كان الغرض من بعض هذه الاجتماعات هو إعداد ترامب للطريقة الأمثل للتحدث إلى الصحافة بشأن مبررات إدارته لاغتيال سليماني، وتلقى الرئيس إحاطة قبيل دخوله قاعة روزفلت في 9 يناير/كانون الثاني 2020، وقوله إن إيران «كانت تخطط لتفجير سفارتنا». وفقاً لشخصين مطلعين على هذه الإحاطة، قيل لترامب إنه في أعقاب اغتيال سليماني يمكن لإيران أن تنتقم باستهداف الأصول الأمريكية في المنطقة، وأضاف أحد هذه المصادر أنَّ الرئيس أعيد على مسامعه هذه المعلومة في إحاطة إعلامية لاحقة في نفس اليوم.
مع ذلك، كانت السفارات جزءاً من قائمة طويلة من المواقع والقواعد الأمريكية التي يُحتمَل أن تتعرض للتهديد من إيران، لكن المصادر المطلعة على تلك الإحاطات الداخلية لا تتذكر قط الإشارة إلى رقم أربعة الذي حدده الرئيس، وهي بالتأكيد لا تتذكر ورود أية معلومات عن خطر وشيك على تلك السفارات.
لفتت مصادر الموقع الأمريكي إلى أن مسؤولي الإدارة الأمريكية حين أطلعوا ترامب على تلك المعلومات ذكروا أهدافاً «محتملة» قد تستهدفها إيران انتقاماً، لكن لم يتحدثوا عن معلومات استخبارية تتعلق بتدبير أي فرد من النظام الإيراني مؤامرات نشطة ضد المصالح الأمريكية.
مع ذلك، وفي اللحظة التي سمع فيها كلمة «السفارات»، قاطع ترامب الحديث على الفور، وأوقف الاجتماع ليستجوب المسؤولين حول هذه النقطة تفصيلياً، حسبما صرَّح أحد المسؤولين الأمريكيين. من هنا، بدأ ترامب يتعامل مع هذا التهديد المحتمل على أنه خطر شبه مؤكد، وفي يوم 10 يناير/كانون الثاني، تلقى ترامب إحاطة استخباراتية أخرى قبل فترة وجيزة من مقابلته مع لورا إنغراهام من شبكة فوكس نيوز ، التي كرَّر خلالها نفس الادعاء بأنَّ إيران كانت لتهاجم أربع سفارات.
وحصل إرباك لدى أجهزة الدولة: عندما بدأ الرئيس يروج علناً لمزاعمه الخاصة باستهداف «أربع سفارات»، وصُدِم مستشارو الأمن القومي،وذكرت صحيفة واشنطن بوست، أنَّ تركيز ترامب على نقطة «السفارات الأربع» تعارض مع تقييمات استخباراتية من مسؤولي ترامب.
من جانبها، أفادت شبكة سي ان ان أيضاً بأنَّ مسؤولي الأمن في وزارة الخارجية لم يُبلغوا حتى بوجود أي خطر وشيك على أي عدد من السفارات أمريكية. بالإضافة إلى ذلك، أقر وزير الدفاع مارك إسبر نفسه، خلال مقابلة مع برنامج Face the Nation على شبكة CBS News الأمريكية، بأنَّه «على الرغم من أنَّ الرئيس أعرب عن اعتقاده باحتمال وجود خطط لاستهداف مزيد من السفارات»، فهو شخصياً «لم يطلع على دليل واحد يتعلق بأربع سفارات» يُحتمَل تعرضها لهجوم.
نتيجة لما قاله ترامب، فقد ساهم الأخير في خلق مزيد من الارتباك والخلاف بين قيادات أجهزة الأمن القومي، التي كانت تجاهد بالفعل لإقناع الشعب الأمريكي بمبرراتها لشن الضربة الجوية التي أوشكت على دفع إيران والولايات المتحدة إلى حرب شاملة.
من جانبها، سعت إدارة ترامب للوصول لأفضل صياغة تُعلِن وفقها السبب الذي دفع الولايات المتحدة لاتخاذ قرار اغتيال سليماني، وما الذي ستفعله في المستقبل للنجاح في إعادة الدبلوماسية لعلاقاتها مع إيران.