حرب ناعمة في زمن النبي
حرب ناعمة في زمن النبي
{{علمتني سورة الكهف}} [حرب ناعمة في زمن النبي]
يقول المولى تبارك وتعالى
(وَمَا نُرۡسِلُ ٱلۡمُرۡسَلِینَ إِلَّا مُبَشِّرِینَ وَمُنذِرِینَۚ وَیُجَـٰدِلُ ٱلَّذِینَ كَفَرُوا۟ بِٱلۡبَـٰطِلِ لِیُدۡحِضُوا۟ بِهِ ٱلۡحَقَّۖ وَٱتَّخَذُوۤا۟ ءَایَـٰتِی وَمَاۤ أُنذِرُوا۟ هُزُوࣰا)
هذهِ الآية نعيش أمام مشاهد لها تحتاج إلى تأمل وتدبر وكل آيات الله تعالى تحتاج إلى تأمل وتدبر
المشهد الأول مليء بالحب
يعطي الله مشهد عن أنبياء ومرسلين يعيشون حالة الحب والحرص في إسعاد البشر من حولهم
يبشرونهم ليتخذوا طريق السعادة
ينذرونهم ليجنبوهم الألم والحسرة
وكل ذلك دون مقابل
المشهد الثاني يحكي عن عناد
هنالك أشخاص لا يروق لهم الحق.. حياتهم الطغيانية الاستكبارية يهددها دعوة الأنبياء الداعية إلى الفضيلة والعدالة.. وإن صح التعبير فالأنبياء جاؤوا ليصححوا وضعية هؤلاء المعاندين ولكن حال الطغاة في كل الأزمنة يرون الحق دماراً لهم
فيتوجهون هنا لحرب ليست عسكرية ولكنها ناعمة تمثلت في محورين
المحور الأول :- الجدال بالباطل لدحض الحق
خلق حالة من التشويش والارباك داخل المجتمعات آنذاك في عمل جدالي مستمر وقوي ومتنوع الأساليب لدحض الحق.. أليس هو ما نراه اليوم في مواقع التواصل الاجتماعي والقنوات الفضائية في تمييع القضايا الأساسية للأمة وإعطاء قضايا ثانوية وجعل القضايا المحقة بعيدة عن متناول الجميع في أولويات حياتهم؟
هذا دليل إن هنالك أعداء حقيقيين للإنسانية.. فأي إنسان يدحض الحق ويقف أمام رسالات الأنبياء وقضاياهم الربانية الذين يحملون الحب والسمو للإنسان ويبشرون الإنسان وينذروه حباً له وتجد من يقف أمامهم فأولئك هم المجرمين ولكن بطرق ناعمة … أمريكا نموذج
المحور الثاني :-
الاستهزاء والسخرية.. من ماذا؟
من دعوة أنبياء مليئة بالحب والحرص
قد تنجر وتنساب _دون علم _ وراء دعوات من السخرية وانت تضحك ولكن لا تعلم أنك تسخر من أشياء جاءت لأجلك وحباً فيك
هنالك قضايا تمس كرامة الأمة فحين يتم اثارتها ليقضة العقول ورسم المصير إلى الأجمل تجد هنالك جماعات تعمل على السخرية من تناول هذهِ القضية.. كأولئك الذين قال لهم رسول الله صلى الله عليه وآله في معركة الخندق بأنه يرى قصور كسرى تفتح أمام المسلمين فترد جماعة ممن حوله بقولهم المليء بالسخرية :- محمد يعدنا فتح فارس ولا أحد يأمن نفسه من أن يذهب ليقضي حاجته
فالسخرية هي أداة من أكبر أدوات #الحرب_الناعمة
بقلم #أمين_المتوكل