كل ما يجري من حولك

هذا ما تعنيه الهُــوِيَّة اليمنية الإيمانية

816

 

عبدالفتاح حيدرة

لا توجدُ قوةٌ تعادِلُ قوةَ هُــوِيَّة شعب مؤمن بربه ودينه وذاته ووطنه وتاريخه، ولا يوجد نظامٌ قادرٌ على حكم شعب إلّا برضا هُــوِيَّة هذا الشعب، وَإذَا كنا نُريد التغييرَ الحقيقيَّ بهُــوِيَّة يمنية إيمانية، يجب أن نزرعَ داخل هذا الشعب فكرةَ أنه صاحبُ هُــوِيَّة يمنية إيمانية، نُهنّدس فكرةَ أنه شعبٌ قادرٌ بهُــوِيَّته اليمنية الإيمانية، نغرس فكرةَ أنه شعبٌ صاحبُ تاريخ ذي هُــوِيَّة يمنية إيمانية، نوضح فكرةَ أن أولَ شعب بادئ الحضارة هو الشعبُ اليمنيُّ، نكرّس فكرةَ أنه شعبٌ معلّمُ البشرية الأول معنى الهُــوِيَّة الإيمانية..

هذا ليس خداعاً للنفس ولا شيفونية، ولكنها حقائقُ تاريخية توثقها كُـلُّ كتب الرسالات السماوية ومرويات التاريخ ومنحوتات الصخور، وعلامات الجغرافيا، هذا ما يجبُ أن يعلمَ الشعبُ اليمني عنه، يجب أن يعلمَ الشعبُ اليمني أن هُــوِيَّته الإيمانية ثارت مراتٍ عديدةً في تاريخه على ظلم وعنطزة الهُــوِيَّات الصغيرة والقزمة على هُــوِيَّته الإيمانية والجغرافية والتاريخية، بدءاً من طرد الأحباش والرومان والإغريق والفرس، مروراً بكلِّ الإمبراطوريات والدول المتعاقبة التي حاولت أن تمسَّ هُــوِيَّته اليمنية الإيمانية..

الهُــوِيَّةُ اليمنيةُ الإيمانية، تعني رفضَ التبعية والارتهان، تعني رفضَ السيطرة والهيمنة، تعني الثورةَ ضد الغباء والحقد والتفاهة والسقوط، وهذا ما يوجب أن يعلم الشعبُ اليمني جيَدًا أنه ثار فقط في الدولة الحديثة مرات عديدة، ضد العثمانيين وضد الإنجليز وضد المصريين وضد السعديين وضد الملكية العائلية وضد الجمهورية الارتهانية، وضد صالح والإصلاح وضد هادي ومحسن، واليومَ يثورُ ضد أمريكا وبريطانيا وإسرائيل، فهذا هو وقود وعي الشعب اليمني بهُــوِيَّته الإيمانية..

إنَّ نشرَ الأمل بهُــوِيَّة اليمن الإيمانية يعني أن التغييرَ في الخارطة العالمية اليومَ هو تغييرٌ يمنيٌّ بحت، لكن استمرارَ التهميش والإحباط يعني بقاءَ الوضع على ما هو عليه، فازرعوا الأملَ بهُــوِيَّتكم اليمنية الإيمانية ما استطعتم، فإِنْ لم تقدروا فاصمتوا؛ لأَنَّ الاستمرارَ في تضخيم فكرة أن الشعبَ اليمني شعبٌ غيرُ مؤمن، وغيرُ قادر، وأنه كسول، وأنه أقلُّ شعوب الأرض تديناً ووطنيةً وتعليماً وثقافةً، فَإنَّ كُـلَّ ذلك لا يخدم سوى الغازي والمحتلّ وشرعيات التبعية والارتهان حتى لو لم يقصد قائلُه أَو مروِّجُه ذلك..

شاركوا الشعبَ اليمنيَّ، بممارسات تجسِّدُ له كافة مفاخره واعتزازه بكرامة وشرف وعي هُــوِيَّته اليمنية الإيمانية، وبتصرفات تُعبّر له عن قوة عاداته وتقاليده التي تحفظ قيمَ هُــوِيَّته اليمنية الإيمانية، وبمعاملات تُقدّم له هيبة دولته وعدالة مشروع هُــوِيَّته اليمنية الإيمانية، حتى لا تخدموا دولَ الغزو والاحتلال وَأنظمة التبعية وشلل الارتهان التي تطحنكم، ولا تزرعوا اليأسَ وتكثّـفوا الإحباطَ في نفوس مواطنيكم؛ لأَنَّ ذلك يصُبُّ في صالح بناء منظومات تبعية وارتهان جديدة تسلخ هُــوِيَّتكم اليمنية وتمسَخُ هُــوِيَّتكم الإيمانية وهي ترتدي عباءتَكم وقناعَ شخصكم وتحمِلُ اسمَكم..

You might also like