كل ما يجري من حولك

ثورة الـ21 من سبتمبر.. وثورة الإمام زيد -عَلَيْهِ السَّلَامُ-

372

 

طارق الحمامي

بادئ ذي بدء. أدعوكم أن تسترجعوا معي من القول السديد ما قاله الشهيد القائد رضوان الله عليه: (إن هذه الشواهد هذه الأحداث في هذه الدنيا هي تعطيك بصيرة تعرف من خلالها صحة عقائدك، تعرف من خلالها أن تلك العقيدة التي قرأتها واعتقدتها أنها حق لا شك فيه، تلمس الشواهد عليها قائمة، وكثيرة جِـدًّا، شواهد كثيرة جِـدًّا، جِـدًّا، لكن من يتأمل، ولمن يستطيع أن يعرف كيف يربط هذا الحدث بهذا الشيء، كيف يعرف العبر في الأحداث، فهي أي هذه الأحداث تأملاتك لها تفيدك حتى في الجانب الاعتقادي فتزيدك بصيرة فيما أنت عليه أنه حق)..

وهنا ولكي نعرفَ كيف نربط ثورة الواحد والعشرين من سبتمبر بثورة الإمام زيد بن علي -عَلَيْهِ السَّلَامُ-.. فإننا لا بُدَّ أن نرجع إلى تلك الشواهد التاريخية من ثورته -عَلَيْهِ السَّلَامُ- فهو من رفع لواء جهاد الظالمين، حَيْــثُ قال: (أدعوكم إلى كتاب الله وسُنة نبيه وجهادِ الظالمين والدفعِ عن المستضعَفين وإعطاء المحرومين)..

وكان لثورته أثر عظيم على الأُمَّــة فقد عبر عن هذا الأثر الإمام محمد بن عبدالله النفس الزكية، حَيْــثُ قال: (أما واللهِ لقد أحيا زيدٌ بنُ علي ما دُثِرَ من سُنن المرسلين. وأقام عمود الدين إذ اعوج. ولن نقتبس إلا من نوره. وزيد إمام الأئمة)..

ويكفينا من ذلك أن يكونَ -عَلَيْهِ السَّلَامُ- من الشواهد التي تزيدنا ثباتاً.. وإيماناً بأننا على الحق..

فكل الأحداث التي كان الإمام زيد بطلَها.. تتشابه كَثيراً مع الأحداث التي يواجهها الأنصار اليوم ضد تحالف الشر.. ومنهجيته العظيمة المنطلقة من كتاب الله هي منهجية المسيرة القرآنية المؤيدة بنصر الله وتأييده اليوم..

الواحد والعشرون من سبتمبر هي ثورة (والله ما يدعني كتابُ الله أن أسكت).. هي ثورة (واللهِ ما كره قومٌ قَطُّ حَرَّ السيوف إلا ذَلُّوا..)

الواحد والعشرون من سبتمبر هي ثورة الإنسانية ومقارعة الظلم وصد المنافقين والمرتزِقة.. وما يسطره المجاهدون اليوم هو ما قدمه إمامُ الأئمة وحليفُ القرآن من ثبات أسطوري وتضحية منقطعة النظير..

إلى شهدائنا الأبرار.. من كانوا على أمر الولاية لزيد وأبيه وجده الأخيار.. وأسماهم رسول الله صلى عليه وعلى آله وسلم الأنصار، هنيئاً لكم فها هي الملائكة تتلقاكم بالترحاب وتستقبلكم استقبال الأحباب قائلة: (هؤلاء خلف الخلف ودعاة الحق).

أنتم روح الثورة.. أنتم الواحد والعشرون من سبتمبر.

You might also like