رئيس الوفد الإسرائيلي المشارِك: “ورشة البحرين” فشلت قبل أن تبدأ
تقديرات إسرائيلية: "ورشة البحرين" فشلت قبل أن تبدأ
تقديرات إسرائيلية: “ورشة البحرين” فشلت قبل أن تبدأ
وقال يوسي بيلين، وزير القضاء الإسرائيلي الأسبق، إنه “يمكن التعامل مع ورشة البحرين على أساس أنها لن تعقد، لأن كل الشواهد تدلل على أنها لن تسفر عن أية نتيجة عملية”.
وفي تحليل نشرته في عددها الصادر اليوم الأربعاء صحيفة “يسرائيل هيوم”، لفت بيلين إلى أن “الأطراف المشاركة في الورشة، إما ستشارك تحت وطأة الضغط الأميركي الهائل، مثل دول عربية عدة، أو أنها ستشارك بمستوى تمثيل متدن لا يعكس تعاطيها بجدية معه، مثل الدول الأوروبية ومعظم الدول الغنية والمؤثرة في العالم”.
|
وأشار إلى أن رفض قوى دولية كبيرة المشاركة في المؤتمر، مثل روسيا والصين، إلى جانب إعلان الدول الغنية والمهمة في العالم أنها لن ترسل وزراء المالية لديها للمشاركة في المؤتمر، يدلل على أن هذا المؤتمر لا يحظى بدعم دولي.
ولفت إلى أن نظم الحكم العربية وجدت نفسها في معضلة، إذ إنها من ناحية تتعرض لضغوط هائلة من قبل الإدارة الأميركية للحضور، وفي المقابل تبدي حساسية إزاء الرأي العام لديها، الذي يعي أن الرفض الفلسطيني لعقد الورشة يأتي لأنه يهدف فقط إلى تمرير خطة تمس بحقوق الفلسطينيين.
وأشار إلى أن دولا عربية، في محاولاتها تجاوز الضغوط الأميركية ومحاولة عدم إغضاب الرأي العام، ستحرص على تمثيل متدني المستوى، على عكس السعودية والإمارات اللتان ستشاركان بتمثيل وزاري.
وأضاف أن طاقم مسؤولي البيت الأبيض المسؤول عن صياغة وتسويق “صفقة القرن” برئاسة جاريد كوشنر، صهر الرئيس دونالد ترامب وكبير مستشاريه، خططوا في البداية أن يشهد مؤتمر البحرين مناقشة البنود السياسية في “صفقة القرن”، مشيرا إلى أن كوشنر أدرك أن بحث المضامين السياسية لـ”الصفقة” سيجعل جميع الدول تقاطع المؤتمر، مما جعله يتدارك الأمر ويعلن أن المؤتمر سيناقش فقط متطلبات تحسين الأوضاع الاقتصادية في الأراضي الفلسطينية، تمهيدا لعرض الخطة بعد إجراء الانتخابات الإسرائيلية.
وأشار بيلين إلى أن “فشل ورشة البحرين كان مؤكدا، لأنها قامت على فكرة غير منطقية، تتمثل في أن الازدهار السياسي يمكن أن يقود إلى التسوية السياسية”، مشددا على أن “العكس هو الصحيح”.
أما الكاتب الإسرائيلي رون كامبيس فقد لفت إلى أن كوشنر وطاقمه “مهدوا لفشل مؤتمر البحرين من خلال تقليص سقف التوقعات منه”، مشيرا إلى أن استخدام مصطلح “ورشة” بدل “مؤتمر” جاء لـ”تبرير التعايش مع الفشل المحتم لهذا الحدث”.
وفي تحليل نشره اليوم الأربعاء في موقع “TIMES OF ISRAEL”، لفت كامبيس إلى أن كوشنر تحوط لفشل مؤتمر البحرين في تسويق “صفقة القرن” من خلال التراجع عن توصيفها بـ”الخطة” والاستعاضة عن ذلك بمصطلح “رؤية”، وذلك من أجل تخفيض مستوى الرهان عليه، لافتا إلى أن الكثير من الشكوك باتت تحوم حول مخرجات الورشة.
وأشار إلى أن سلوك إدارة دونالد ترامب لم يسهم في توفير بيئة تساعد على نجاح المؤتمر، مشيرا إلى أن “سياسات هذه الإدارة تعكس تبنيا لتوجهات حكومة اليمين في إسرائيل”، وضمن ذلك قرارها الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأميركية إلى المدينة المقدسة.
وأوضح أن ما زاد الأمور تعقيدا حقيقة أن الإدارة الأميركية لم تتمكن من اختراق القطاع الخاص الفلسطيني، مشيرا إلى أن “رجال الأعمال الفلسطينيين أعلنوا مقاطعتهم للمؤتمر، مما يمس حتى بصدقية المسوغات الاقتصادية التي تدعي إدارة ترامب أن المؤتمر سينظم بسببها”.
وفي المقابل، اعتبر إسحاق ليفنانون، السفير الإسرائيلي الأسبق في القاهرة، أن عقد مؤتمر البحرين، بغض النظر عن نتائجه، يعد “إنجازا سياسيا للولايات المتحدة وفشلا للفلسطينيين”.
وفي مقال نشرته صحيفة “يسرائيل هيوم” اليوم، ذكر ليفنانون أن المشاركة السعودية في المؤتمر تبعث برسالة واضحة للفلسطينيين، مفادها أن متطلبات مواجهة إيران التي تقتضي الاعتماد على الولايات المتحدة تتقدم على القضية الفلسطينية.
ولفت إلى أنه على الرغم من أن نظام عبد الفتاح السيسي في مصر أعلن موقفه المؤيد للجانب الفلسطيني، إلا أنه في الوقت نفسه “يمارس ضغوطا على رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس لإبداء مرونة بشأن “صفقة القرن””.
من ناحيته، قال شلومو شامير، معلق الشؤون الأميركية في صحيفة “معاريف”، إن إسرائيل قررت عدم المشاركة بصفة رسمية في مؤتمر البحرين “بناء على تنسيق مسبق مع إدارة ترامب وليس نزولا عند طلب البحرين”.
وفي تقرير نشره موقع الصحيفة اليوم الأربعاء، أبرز شامير أنه نظرا للانطباع الذي تجسد لدى الرأي العام العالمي بأن “صفقة القرن” تتماهى مع المواقف والمصالح الإسرائيلية، فقد توصل كوشنر إلى استنتاج مفاده أنه “ليس من المناسب أن تشارك مستويات سياسية إسرائيلية في المؤتمر حتى لا يتم إضفاء صدقية على هذا الانطباع”.
يذكر أن إسرائيل قررت تعيين الجنرال يوآف مردخاي، منسق الشؤون الأراضي الفلسطينية المحتلة السابق في وزارة الحرب الإسرائيلية، على رأس الوفد الذي سيضم رجال الأعمال الإسرائيليين الذين سيشاركون في المؤتمر.
وقد بدأ مردخاي حياته المهنية بالعمل كضابط في وحدة “تجنيد العملاء والتحقيق مع الأسرى”، التابعة لشعبة الاستخبارات العسكرية، والمعروفة بـ”وحدة 504”.
وأشارت وسائل الإعلام الإسرائيلية إلى أن مردخاي عمل كمجند للعملاء في الجبهة الشمالية، ناهيك أنه كان يشارك في التحقيق مع الأسرى الفلسطينيين واللبنانيين الذين تم اعتقالهم خلال الاحتلال الإسرائيلي لجنوب لبنان.
وتتهم “وحدة 504” بتنفيذ جرائم حرب بسبب الأساليب الوحشية التي تتبعها في عمليات التحقيق مع الأسرى من العرب، والتي كُشف عنها بعد رفع مصطفى ديراني، القيادي السابق في حركة “أمل” اللبنانية، الذي اختطف من منزله عام 1994، التماسا للمحكمة العليا الإسرائيلية أثناء اعتقاله في إسرائيل ضد أساليب التحقيق التي استخدمت ضده من قبل محققي “وحدة 504”.
وقد أكد محامي ديراني أن موكله تعرض لانتهاكات وحشية خلال التحقيق على أيدي محققين من “وحدة 504″، التي كان مردخاي أحد قادتها.