كل ما يجري من حولك

السعودية والإمارات تلعبان بالنار!

السعودية والإمارات تلعبان بالنار!

488

متابعات:

أعلن البيت الأبيض يوم الاثنين 22 نيسان/ابريل 2019 أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لن يمدد اعفاء الدول المستثناة لشراء النفط الإيراني، مبيناً أن الهدف من هذا القرار هو تصفير صادرات النفط الإيرانية، مضيفاً ان السعودية والإمارات ستسدان النقص في الأسواق.

لقي هذا القرار ترحيبا من قبل السعودية والامارات وأعداء ايران، الامر الذي يعني دخولهما الى جانب اميركا في المعركة النفطية ضد ايران.

واعتبر الرئيس الايراني، حسن روحاني، هذه المواقف من الرياض وابوظبي بأنه بمثابة الوقوف في مواجهة الشعب الايراني، مؤكدا انه من المستحيل تصفير صادرات النفط الايراني، ومحذرا السعوية والامارات في ذات الوقت من الدخول في المؤامرة الأمريكية ضد الجمهورية الاسلامية الايرانية، لأن ترامب سيرحل عن السلطة في حين ان ايران ودول المنطقة ستبقى.

وذكّر روحاني السعودية والامارات بمحاولة صدام احتلالهما ابان حرب الخليج الثانية لولا عدم تأييد ايران لمخططاته، مخاطبا حكام السعودية والامارات: تدركون جيدا ان ايران هي القوة الرئيسية في المنطقة، اختاروا طريقا يصب بمصلحة شعوب المنطقة والسوق، كما ان الجمهورية الاسلامية هي التي ازالت شبح الارهاب عن المنطقة.

أما وزير الخارجية الايراني، محمد جواد ظريف، فقد صرح للمراسلين عقب لقائه بالامين العام للامم المتحدة: اننا نبیع نفطنا وسنواصل ذلك. سنصمد وسیثبت شعبنا لأمريكا بانها لا یمكنها الوصول لاتفاق مع ایران عبر الضغط.

وتابع: أن المهم لاعضاء المجتمع الدولي ان یقرروا هل یقبلون بان یقول احد الاعضاء الدائمین بمجلس الامن الدولي لهم بانه علیهم خرق قرار لمجلس الامن والا فانه سیعاقبهم على التزامهم بالقانون.

وأكمل: اننا سنتخذ القرار وفقا لرد الفعل من جانب المجتمع الدولي، لاننا لا نامل من هذه الحكومة (الأمريكیة) ان تتصرف بعقلانیة بل ننتظر من المجتمع كیف سیرد على هذا التصرف اللاعقلاني.

وفي هذا السياق، وردا على المواقف الاميركية الاخيرة بعدم تمديد الاعفاءات النفطية لزبائن النفط الايراني قال المتحدث باسم الخارجية الايرانية، عباس موسوي: لقد اعتدنا 40 عاما على الحظر وكذلك المقاومة والالتفاف على الحظر.

وأضاف: اننا لا نتوقع غير ذلك من اميركا وحينما كنا نخوض المفاوضات معها فانها كانت مبنية على عدم الثقة وتوقع مثل هذه الظروف.

واعتبر ان احد الاهداف التي كانوا يتوقعونها بعد خروج أمريكا من الاتفاق النووي هو ان تقوم ايران بابداء رد فعل انفعالي وغير متوقع كي يصلوا هم ودعاة الحرب الذي يديرون دفة الامور في أمريكا الان الى اهدافهم التي يبغونها.

واضاف، انه الى جانب دعاة الحرب والمتطرفين في أمريكا هنالك الكيان الصهيوني الذي لا يريد شيئا سوى دمار ايران وتشتت الشعب الايراني وكذلك هنالك بعض الدول الرجعية في المنطقة التي لا تطيق وجود ايران كقوة اقليمية وعالمية وذات نفوذ (في اشارة الى السعودية والامارات).

وأعرب موسوي عن الامل بأن يقف زبائن ايران النفطيون عمليا امام ممارسات أمريكا وغطرستها مثلما وقف بعضهم لغاية الآن امامها في التصريحات لان مصالحنا ومصالحهم ومصالح العالم بصورة عامة تقتضي ادانة نزعة الاحادية والغطرسة الأمريكية والوقوف امامها.

من جانبه، أكد وزير النفط الايراني، بيجن زكنه، ان السعودية والامارات تبالغان في تقييم قدراتهما، معتبرا الحظر الأمريكي على صادرات النفط الايراني یكشف عن عداء دفين ضد الشعب الايراني.

ورأى امين مجمع تشخيص مصلحة النظام في ايران، محسن رضائي، ان الحظر النفطي الاميركي، له جانبان احدهما سلبي، والآخر ايجابي، موضحا ان هذه الضغوط تؤدي من جهة الى ان تعتمد ايران حكومة وبرلمانا وشعبا على الذات، وتستفيد من الصناعة بدلا من الاعتماد على تصدير النفط الخام، مؤكدا ان ايران سترد في الوقت المناسب على الحرب الاقتصادية – الارهابية التي تمارسها أمريكا.

وتابع: ان اول من سيتضرر من هذا الموضوع هو الادارة الأمريكية، لذلك من الافضل ان تتخلى عن خبثها، والا فإن الشعب الايراني العظيم سيرد على ذلك، مضيفا: بالطبع لا نقول شيئا، ولكننا سنعلن عنه في الوقت المقتضي.

وأكمل: ليدرك الأمريكان ان هذه الاجراءات الغادرة، حيث يقولون (نريد ان نعمل على ان لا تتمكن الحكومة الايرانية حتى من دفع رواتب موظفيها)، لا شك لن تبقى بدون رد، ولن نقف مكتوفي الايدي، نأمل بأن يقوم عقلاء أمريكا ومفكروها بتحذير ترامب من هذا القرار.

وكتب وزير الخارجية الايراني الاسبق، منوجهر متكي، في تغريدة له، ليعلم شيوخ الامارات اليوم ان دخولهم في لعبة ترامب الخطرة ستؤدي الى تصفير صادراتهم النفطية.

هذا في حين، يحاول بعض زبائن النفط الايراني، إقناع الولايات المتحدة بالسماح لهم بالاستمرار في شراء النفط الايراني، وعلى سبيل المثال، قال المتحدث باسم الخارجية التركي، حامي اقصوي، ان تركيا تسعى لإقناع الولايات المتحدة بالسماح لشركة توبراش للتكرير، أكبر مستورد نفط في البلاد، بمواصلة شراء النفط الخام من إيران بدون التعرض لعقوبات.

وأضاف: أقصوي إن القرار الأمريكي يلحق الضرر بالتعاون الإقليمي والعلاقات التجارية لتركيا.

وردا على سؤال بشأن ما إذا كانت توبراش للتكرير ستواصل شراء النفط الخام من إيران، اوضح ان “توبراش تتابع المسألة عن كثب.

خصائص مصافيها تناسب النفط الإيراني. نسعى لإقناع الولايات المتحدة”.

واستبعد الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، ان تقوم السعودية بزياة انتاجها النفطي، مذكّرا بأنها هي التي دعت روسيا للالتحاق باتفاق “أوبك+” للحد من الإنتاج.

وأضاف: لدينا اتفاق في إطار “أوبك+”، ونحن ملتزمون به، وليس لدينا أي معلومات حول أن السعودية أوغيرها من أعضاء “أوبك+” مستعدون للخروج من هذه الاتفاقيات، وهذا أمر غير مرجح.

كما انتقدت الصين كذلك، الحظر النفطي الأمريكي، واكدت انها ستواصل شراءها النفط من ايران.

وفي المحصلة، انها ليست المرة الاولى تقوم فيها الانظمة الرجعية بمواكبة المؤامرات الأمريكية ضد الشعب الايراني، ومن المؤكد ان هذه المؤامرة ستبوء بالفشل، لعدة اسباب بما فيها: وجود زبائن متمسكين بالنفط الايراني وترجيحهم مصالحهم مع ايران على مصالحهم مع أمريكا، فضلا عن ان العائدات النفطية لا تشكل سوى نسبة الثلث من الميزانية الايرانية، اي انها وعلى فرض عدم تصدير النفط، لن تتضرر كثيرا، ويمكنها التعويض عن ذلك بزيادة التبادل التجاري مع دول الجوار، كما ان هناك تجاوبا من قبل هذه الدول بما فيها تركيا والعراق وباكستان وافغانستان.

أضف الى ذلك ان هذا الامر يشكل فرصة كبيرة وسانحة لايران للحد من اعتمادها على العائدات النفطية، وتعزز الصناعات التكريرية ذات القيمة المضافة.

وهناك امكانية ايضا ان تسعى ايران مع دول اخرى لوضع نظام تبادل مالي بينها يتجاوز الدولار، يسهل التبادل التجاري فيما بينها، ويحد من هيمنة الدولار عالميا. وهناك آليات اخرى قد تعتمدها ايران، بما فيها اعتماد العملة الرقمية الصعبة وهي لا يمكن فرض الحظر عليها.

ولكن ماذا ستجني السعودية والامارات من هذه المعركة؟ انهما تلعبان بالنار، لأن دخان المعمعة اول ما سيدخل في عيونهم، وستتكبدان اضرارا كبيرة، ومثلما يقول الايرانيون: ان ترامب راحل عن السلطة، ولكن ايران ودول المنطقة باقية، وعليها ان تحل مشاكلها بالتي هي احسن.

You might also like