ماذا في الخامس يا ترى؟
جبران العصيمي
في مرحلة لم يجرِ النصر في مرحلة مثلها ولم تتسابق الانتصارات كما تسابقت فيها. مرحلة تتساقط فيها الأقنعة وتهوي فيها هاماتُ الوهم.
مرحلةُ اليوم جعلت العدُوَّ يلاحقُ ذيلَه. ويختبئُ من أوهام صنعها هو ويموّه من زخات رصاصاته. ويحلق لكي يسقط. ويزحف لكي ينكسر. ويعترف لكي ينكر. ويستكبر لكي يداس بأقدام أبت إلا أن تنتعله.
فبعد أن شعرت الجرائمُ بجرمها وأبدت المجازرُ حزنَها وأظهر الخبثُ خضوعَه وأعلن الكُرهُ استسلامَه.
ما زال المجرم الجزار الخبيث الكريه مُصراً على ارتكبت أبشع المجازر ومتعطشاً لدماء أَطفال في عمر الزهور؛ لكي يشفيَ بجرائمه قلوبَ أسياده الأمريكان والصهاينة.
ولَكن..
وكما عهدنا النصر والتمكين والصبر والثبات ما زال مرافقا لشعب ترعرع على صوت الانفجارات وزخات الصواريخ. شعب ملت قدماه من دوس الغزاة على مر التأريخ. شعب إعتاد على خوض غمار الموت حتى قهره بالشهادة.
فبعد أربعة أعوام وأمام عالم متجمد بليد لا يصدق ما يرى في الجمهورية اليمنية. فقد أرهقته الغرابة من توالي الانتصارات وهو منتظر لاستكمال الأُسبوعين التي وعد بها تحالف الاعراب لحسم المعركة.
فلا غرابة في ظهور البدر في منتصف الشهر؛ لأَنَّه أمر طبيعي. ولَكن ما لم تصدقه الطبيعة هو ظهور البدر بعد أربعة أعوام ليزيد الإضاءة لكي يحتفل الشعب بنور الانتصار وعلى ضوء بدر قهر ليل الطغاة بنوره.
إنه بدرF الذي لم يكتفِ بخلط الأوراق بل خلط دماء من أعد وجهز وخطط تلك الأوراق ومن ينتمي إليها.
فجاء البدر كأُستاذ يماني يتطلع إلى أوراق التحالف الأمريكي الصهيوني السعوديّ وبكل شموخ وكبرياء يضع عليها هذه المرة علامة (F) ويحمل 14000 ختمٍ ليعمد فشلهم وهزيمتهم.
ويحمل رسالة مفادها أن الحصة قد بدأت بتصحيح الأوراق وحان الآن معاقبة الفاشلين ليبدأ الأُستاذ (بدر) درسَه لعالم بليد..