كل ما يجري من حولك

صالح الصمَّاد حصنُ اليمن الشاهق للأبد

350

 

 

جبران سهيل

ملايين الشعب أجمعت على أن الرئيسَ الشهيدَ صالح الصمَّاد استطاع خلال الفترة القليلة الماضية تقديمَ نفسه على المستوى المحلي والخارجي كرجل دولة متمكّن من أدوَاته السياسيّة وصاحب رؤية جديدة حظيت بتوافق داخلي كبير واهتمام واسع، الأمر الذي جعل المواطن اليمني يراهن على الصمَّاد الرئيس المجاهد والرجل المؤمن لرسم خارطة متكاملة الملامح لليمن في المجالات السياسيّة والاقتصادية والاجتماعية، وقد بدأت تباشير هذه المرحلة تبدو للعيان على أَكْثَــرَ من صعيد ضمن مشروع (يدٌ تبني ويدٌ تحمي)، ولعل بوادر النجاح بدأت تتجلى من خلال التوجه المهم للوطن عن طريق الاكتفاء الذاتي وتطوير الجانب الزراعي في ظل العدوان والحصار الذي تعيشه البلاد منذ أربعة أعوام وفيها فترة حكمه، وتنويع المصادر وتطوير وتصنيع السلاح الرادع.

إن الصمَّاد رجل دولة صاحب نظرة بعيدة تخاطب الحاضر والمستقبل في آن واحد وتستند في صياغة مفرداتها إلى الاعتماد على الله والصادقين من أبناء اليمن.

كما أنه أولى الجيش اليمني على رأس قائمة اهتماماته خلال الفترة الماضية وكان حاضرا معهم باستمرار رافعا من معنوياتهم في مواجهة العدوان وأدوَاته.

أقولها ولا أمَلُّ من ترديدها بأن الرئيس الشهيد صالح الصمَّاد كان هو رجل المرحلة وفجر المستقبل الجديد القادم من بين الركام، وأنه قادر بفضل الله ودعم القائد العلَم، على وضع الوطن الموضع الذي يستحقه على خارطة العالم المتحضر والقوي؛ ولهذا بدأ العدُوّ يفكر جيداً في كيفية التخلص منه.

وعند الحديث عن الوطن يحق لك أن تتذكر الصمَّاد وحسب، فهو ممن قدموا للوطن الكثير دون أن ينتظروا شكراً أَو معروفاً من أحد إلا من الله سبحانه وتعالى حتى أنه جاد بروحه وهل هناك أغلى من الروح؟!، خطواتُه الهادئة وَالهمة العالية والعمل المتواصل والإيْمَــان بقضية ومصير وطن منهك نتيجة المؤامرة القذرة التي يتعرض لها بحاجة إلى (يد تحمي وأُخْــرَى تبني)، فكان ذلك هو المحور الأساسي للسير والانطلاق بسفينة الوطن بالاتّجاه الصحيح، وانعكس ذلك في نجاح كثير من الأعمال والتحول النوعي في إطار لملمة شتات الوطن وتعزيز قدراته في مواجهة أعدائه وتعزيز وتماسكك الجبهة الداخلية.

ورغم أن الحرب في ذروتها وتحالف العدوان يدمّــر كُـــلّ شيء جميل إلا أن الرئيس الشهيد اتخذ قراراتٍ إصلاحيةً عاجلة من أجل البناء والتطوير واعادة تأهيل ما دمّــره العدوان الجبان في الوقت الذي يستمر في الغزاة ومرتزِقتهم في مواصلة التدمير، وحل عدد من المِـلَـفّات العالقة في ما بين الأطراف الوطنية التي تقف في صف الوطن وفي مواجهة الأعدَاء وتثبيت مبدأ التسامح، وفي مشوار العمل والعطاء تميز بصدق توجّهاته وعمق ورقي تعاطيه مع الأحداث المختلفة التي تشغل بال المواطن العادي الضعيف فهو ملمٌّ بتفاصيل تلك المشاكل وأبعاد حلولها وآليات تلك الحلول بعيداً عن التعقيد..

نعم استطاعت سفينة وطن الصمود بقيادته السيرَ خطواتٍ متقدمةً نحو البناء والتطوير، متجاوزةً كثيراً من أمواج الصعاب وأضرار عاصفة أعراب الخليج، واضعاً يديه بأيدي رجال الجيش واللجان الشعبيّة الأشاوس، اختار الوقوف صفًّا مع الشعب والقائد في خندق الدفاع عن الوطن والتصدي لكل المؤامرات التي تحاك باستمرار، استطاع كسبَ التفاف الناس إليه فهو رجل الصدق في زمن الزيف والخداع، وأثبت جدارتَه في تحمل مسؤوليته بكل اقتدار، ونال حبَّ الناس الذين أرهقتهم المعاناةُ ويبحثون عن بصيص أمل ونور ينبثق من النفق المظلم التي وصلت إليه اليمن، واستطاع الشهيدُ الصمَّاد بقيادته وحنكته تلمُّسَ الطريق بوعي وإخلاص للولوج إلى أفق أَكْثَــر رحابة، وتنفس الناس الصعداء واستبشروا خيراً فيه من خلال تحَــرّكاته المدروسة، والتي يحاول فيها جاهدا إنهاء المعاناة وتحقيق النصر وتحويل الظروف القاسية التي يعيشها الوطن إلا فرصة للازدهار والقُــوَّة والمنعة، وَلما يخدم البلاد بإيلاء اهتمامه بتوفير سبل العيش الكريم.

نقش الرئيس الشهيد صالح الصمَّاد مكانةً رفيعة له في قلوب كُـــلّ اليمنيين، وسطّر التأريخُ مواقفَه الأصيلة في الوقوف إلى جانب المستضعفين والمظلومين من أبناء وطنه بأحرف من نور في أزهى صفحاته وخلال فترة قياسية جداً.

وجد الشعبُ في الصمَّاد نِعْمَ السندُ والمعينُ في المحن والملمات على مدى فترة حكمه القصيرة، حين حمل هموم وطنه المغدور به على عاتقه، وقارب المتخاصمين، ووفّق بين اليمنيين بعد أحداث فتنة 2 ديسمبر التي اطفأ الله بفضله ومنه لهيبها في أَيَّام وبفضل تضحيات الأبطال، ثم بالحكمة النادرة والرؤية الشاملة والبصيرة الثاقبة التي كانت من أبرز خصال الرئيس الشهيد صالح الصمَّاد، فلقد كان شمساً ساطعة في وطن يتعرض لأخطر مُخَطّط عدائي من قبل أعدَاء وعُمَلَاء الأُمَّــة، آمن إيْمَــاناً راسخاً بأن التحدي هو من يصنع الرجال وأن القادة الكبار لا يُعرَفون إلا وقتَ الشدائد وأيامَ المحن والعقبات فهم يصقلون ويؤهلون بذلك أنفسهم على تبوُّءِ الزعامة المتفردة يوماً بعد يوم.

لقد وهب نفسَه لبناء وطنه وخدمة مواطنيه وتحقيق طموحاتهم وتطلعاتهم في الحياة الكريمة الخالية من الوصاية والذل والخنوع، فقاد ملحمةَ البناء والمواجهة معاً.

لذا فالرسالةُ التي أود إيصالَها لقَتَلَتِه الأغبياءِ أنهم بمحاولتهم اقتلاعَ حصن من حصون اليمن الشاهقة من على أرض اليمن هم بفعلتهم القبيحة انتجوا ألفَ ألفِ صمَّاد، ولم ولن يغيبَ صالح الصمَّاد لحظةً من الزمن عن ذاكرة الوطن ووجدان الأُمَّــة قيادةً وشعباً، منذ اصطفاه اللهُ شهيداً قبل عام وإلى الأبد.

You might also like