كل ما يجري من حولك

بين فقراء اليمن والإصطياد في بحرهم.. غارات جوية ومعتقلات تحت الأرض

بين فقراء اليمن والإصطياد في بحرهم.. غارات جوية ومعتقلات تحت الأرض

939

متابعات:

لم يكن البحر بخيلا في يوم من الأيام غير أن القوات الإماراتية التي تقيم دولتها في جبل علي بمياه الخليج قادت قواتها وسفنها إلى ساحل اليمن ووضعت بين يده الكريمة وأيدي الصيادين اليمنيين الفقراء حاجزاً من طلقات نارية وسجون ومنعتهم من آخر مقدرات العيش.

على بعد أمتار من قارب صغير وإلى جانب شباك فارغ من الأسماك والآمال معا يجلس صياد من أبناء مدينة المخاء ينظر بيأس وحسرة إلى قاربه الراسي منذ مارس العام الماضي حيث منعت القوات الإماراتية أبناء المدينة بشكل كامل من الاصطياد في ساحلهم واعتقلت جميع من حاولوا مد سناراتهم إلى البحر.

بحسب مكتب الثروة السمكية في محافظة تعز فإن أكثر من  50 ألف مواطن من أبناء مديريتي المخاء وذوباب الواقعتين غرب المحافظة والخاضعتين للسيطرة الإماراتية يعتمدون على مهنة الاصطياد كمصدر وحيد للدخل قبل أن تقوم القوات الإماراتية بمنعهم بشكل تام عن ممارسة هذه المهنة وحولتهم إلى نازحين غير مرغوب بعودتهم أو معتقلين في السجون الإماراتية لأنهم فقط حاولوا أن يسدوا رمق أطفالهم الجوعى بقليل مما يجود به البحر الكريم .. وهؤلاء هم أكثر حظا ربما بمعايير الحياة من قرناءهم الذين قتلوا أيضا بغارات التحالف الجوية أو رصاص قواته على البر.

قوات إماراتية تعدم 17 صيادا قبالة الخوخة.. ناج وحيد يروي تفاصيل المجزرة

يقول أكرم محمد ناجي وهو صياد من أبناء مديرية المخاء نزح إلى جانب الآلاف من أقرانه الصيادين : نزحنا بسبب قوي التحالف وانتهاكاتها.. ويشير أكرم إلى أن البحر عليهم ممنوع. ويؤكد أن القوات الإماراتية أعتقلت صيادين وأخذتهم إلى سجون تحت الأرض في إرتيريا كما أعتقلت آخرين إلى سجن في المنصورة بمحافظة عدن وتمارس بحقهم التعذيب بمختلف أنواعه حتى إن بعضهم قضى نحبه في هذه المعتقلات.

فيما يروي الصياد محمد محمد جون تفاصيل اعتقاله من قبل القوات الإماراتية في بحر اليمن فيقول : كتفونا وفتشونا ما حصلوا أي حاجة.. كتفونا ومشوا بنا على طول إلى السعودية.. غطوا على وجوهنا وأخذونا إلى التحقيق ويشير جون إلى أنه والمعتقلين من الصياديين إلى جانبه تعرضوا للضرب الشديد بهدف اجبارهم على الاعتراف بما لم يقترفوه  من أعمال ومن ذلك أنهم إيرانيون ويسعون لتفجير البحر.

وينعم البحر اليمني بأكثر من400 صنف من الأسماك غير أن القوات الإماراتية منعت الصيادين اليمنيين من هذا الخير وأتت كما تؤكد مصادر بسفنها العملاقة لتجريف الثروات البحرية اليمنية من أسماك وشعاب مرجانية وتأخذها إلى مصانعها في أبو ظبي، كما تشاركها في ذلك مصر والسعودية.

ووفقا للمصادر فإن القوات الإماراتية تنقل سفينة وأحدة على الأقل من الأسماك التي تقوم بتجريفها من الساحل اليمني إلى أبو ظبي. ولا يقتصر منع القوات الاماراتية للاصطياد على سكان مديريتي المخاء وذوباب فما تصل قوات هذه الدولة إلى منطقة إلى ومنعت أهلها حتى أهالي تلك الجزر والمناطق البعيدة كجزيرة سقطرى ومحافظة المهرة والجزر الأخرى في البحر الأحمر.

وحاول الصيادون في المخاء وذو باب التوسل لدى مسؤول القوات الإماراتية هناك ويدعى أبو محمد للسماح لهم بالصيد لكنه رفض ورد عليهم أن من يريد الصيد فليذهب إلى منطقة تسمى واحجة ولمدة يومين في الأسبوع وهي منطقة تبعد 7 كيلو متر جنوب ميناء المخاء ويحتاج الصياديون إلى تكاليف باهظة للوصول إلى هناك بينما لا تعد هذه المنطقة غنية بالأسماك.. ورغم ذلك فقد عادت القوات الإماراتية ومنعت الاصطياد حتى في هذه المنطقة البعيدة.

وتؤكد مصادر في مدينة المخاء أن الشرعية لا تتوجد أطلاقا في المديريات الغربية لمحافظة تعز وإنما تتحكم القوات الإماراتية بكافة الأمور والمهام الإدارية ورغم مضي أكثر من عامين منذ السيطرة على هذه المديريات إلا أنها لا تزال تمنع النازحين من أبناء هذه المديريات من العودة وهو ما أقرت به السلطة المحلية في محافظة تعز حيث قال هشام السامعي – سكرتير محافظ تعز السابق أمين محمود شهر يونيو 2018م : إن التحالف السعودي يبرر هذا المنع بوجود قاعدة عسكرية ممتدة من ميناء المخا الواقع وسط مدينة المخا حتى سواحل ذباب غربي تعز وتضم قوات إماراتية وقوات من المحافظات الجنوبية وتقودها الإمارات ويصعب على الصيادين الصيد هناك.

نيويورك تايمز: السعودية تقود حربا في بحار اليمن لا يلتفت إليها أحد

وفي مارس الماضي تم تعيين شخصية جنوبية يدعى لؤي الزامكي قائد لأحد ألوية الحماية الرئاسية في المخاء بينما يعلم محافظ تعز المعين من قبل هادي نبيل شمسان مالذي يحدث في هذه المديريات.

You might also like