كل ما يجري من حولك

مليشيات الحشد الشعبي والفصائل المسلحة “المشروع الأخطر في تعز”

مليشيات الحشد الشعبي والفصائل المسلحة “المشروع الأخطر في تعز”

949

متابعات:

بعد أربعة أعوام حرب دامية أتت على كل شيء – تقريبا – لم يتوقف الأمر عند هذا المستوى من البؤس و الدمار ومن طول أمد الحرب و تبعاتها ولا عند مستوى انسداد أفق التسوية السياسية بين طرفي النزاع – برغم الجهود المضنية التي تقوم بها الأمم المتحدة – بل يتجاوزه اليوم الى خلافات حادة بين أجنحة الطرف الذي يقوده تحالف السعودية و الإمارات وصلت الى صدامات عسكرية دموية بعدد من المناطق الواقعة تحت سيطرة أجنحة هذا المعسكر كانت و ما تزال أشدها ضراوة و أكثرها قتلى و جرحى  في وسط البلاد بمدينة تعز و محيطها بين قوات حزب الإصلاح و بين جماعات سلفية جهادية يقودها الشيخ السلفي أبو العباس المدعوم إماراتيا و سعودياً برغم أدراجهما له قبل عامين على قائمة الإرهاب-.

هذه الصدامات العسكرية الشرسة التي تعم كثير من المناطق هي نتيجة متوقعة الحدوث منذ بداية الحرب نظراً للخليط المتنافر لمكونات هذا المعسكر الذي سلقته السعودية على عجل عشية إعلانها عاصفة الحزم باليمن مساء 26أذار مارس 2015م و نتيجة منطقية لما آلت إليه مؤخراً العلاقة بين أجنحة هذا المعسكر نقصد: التحالف السعودي الإماراتي والقوى والتشكيلات الأمنية و العسكرية و الجهادية السلفية الشمالية و الجنوبية الموالية له من جهة، و بين حزب الإصلاح “اخوان اليمن” المسنود إعلامياً من قطر من جهة أخرى من حالة انعداما للثقة و اشتداد الخصومة و من حالة الريبة التي تتملك هذه الأجنحة من بعضها … ضاعفتْ الأزمة الخليجية بين دولة قطر و كل من السعودية و الامارات و مصر و البحرين من جهة أخرى مِــنْ حِدة هذا الخلاف داخل هذا المعسكر عكس هذا الوضع  نفسه على سير المعارك بجبهات القتال التي جرّاء ذلك  تقاعس واضح من طرف التحالف و أعوانه استفادت منه قوات حكومة صنعاء.

الإمارات لم تعد تسعى الى بلوغ صنعاء و إسقاط المحافظات الشمالية التي تحكمها الحركة الحوثية خشية من أن يستحوذ إخوان اليمن على الوضع هناك في ظل فشل التحالف بإنشاء قوة عسكرية و سياسية موالية له على غرار ما نجح به في الجنوب.

كما أن السعودية تتوجع بصمت جرّاء حرب الاستنزاف البشري و المادي باهظ الكُــلفة في حدها الجنوبي برغم استعانتها بالمقاتل اليمني و الجنوبي بالذات. و بالمقابل بدأ حزب الإصلاح يجأر بالشكوى  بصورة واضحة – قياسا بما كان قبل عامين – من نكوص التحالف عن أهدافه المعلنة من هذه الحرب “عاصفة الحزم” و من التحشيد العسكري الإماراتي  السعودي المكثف في محافظات المهرة و سقطرى الذي يرى فيه الإصلاح احتلالاً خليجيا و أطماع توسعية واضحة.

و عطفا على هكذا وضع مضطرب داخل هذا المعسكر الهجين و على هكذا علاقة مفككة داخله و انحدار حالة الثقة داخله المعسكر الذي صار كل جناح داخله يتحيّــن للفرصة السانحة للانقضاض على الآخر انقضاضاً نهائياً و على حرص القوى الدولية الكبرى على تسعير الحرب التي تمثل سوق سلاح مزدهرة و حرص هذه القوى على كبح كل المساعي الدولية لوقفها فلا غرو أن نرى هذا الصدام الذي بلغ مرحلة كسر العظم كمرآةٍ يمنية عاكسة  لصورة الصراع الإقليمي و الدولي بالمنطقة الذي يتخذ من اليمن ساحة له.!

إلى ذلك قالت مصادر محلية مطلعة أن محافظ تعز نبيل شمسان توصل إلى إتفاق مع قيادات كتائب أبي العباس السلفية بعد أيام من مواجهات عنيفة شهدتها المدينة القديمة راح ضحيتها عشرات المدنيين الأبرياء.

وعقد لقاء قبل يومين بين المحافظ شمسان ومدير شرطة تعز منصور الأكحلي والقيادي في كتائب أبي العباس مؤمن المخلافي بحضور لجنة التهدئة. وبحسب المصادر قضى الاتفاق بإخلاء المدينة القديمة بتعز من أفراد كتائب أبي العباس وأسلحتهم وتأمين انتقالهم إلى جبهة الكدحة بمديرية المعافر باعتبارها نطاق عمليات اللواء 35 مدرع الذي تتبعه الكتائب.

وطبقاً لما أوردته المصادر قضى الاتفاق على حق أبي العباس بالتواجد في منزله ومقره الخاص في المدينة القديمة مع أفراد حراسته الخاصة وأشارت المصادر أن الاتفاق تضمن أيضاً تسليم مجمع هائل للبنات لإدارة التربية والتعليم وأقسام الشرطة لإدارة الأمن و تكليف الأمن بحماية أحياء المدينة القديمة.

و لم تعلن السلطة المحلية في تعز بعد الاتفاق غير أن وكيل المحافظة عارف جامل الذي يرأس لجنة التهدئة كان قد أكد أمس الخروج باتفاقات لكنه لفت إلى أنه سيتم الإعلان عنها لاحقا كون العمل لا يزال جاريا عليها. مؤكدا أن الأمور مطمئنة و مستقرة.

مليشيات الحشد الشعبي “المشروع الأخطر لحزب الإصلاح في تعز”

تخرجت 5 دفع عسكرية من مليشيات مايسمى بالحشد الشعبي الذي يرعاه إخوان اليمن”حزب الإصلاح” في محافظة تعز خلال الأيام القليلة الماضية للبدء في مهامها الطائفية والعقائدية واستكمال السيطرة على المدينة.

وضمت الدفع العسكرية التي لقيت تدريب مكثف من قبل قيادات في حزب الإصلاح قرابة 5000 جندي وهم شباب من مختلف مديريات محافظة تعز والمحافظات الأخرى .

مصادر عسكرية خاصة كشفت إن هذه المليشيات تلقون دورات ثقافية دينية وحزبية والهدف من هذا التشكيل المليشاوي أحكام السيطرة العقائدية الإخوانية على ألوية الجيش” اللواء 22 ميكا واللواء 17 مشاة واللواء 170 دفاع جوي واللواء الرابع مشاة جبلي الخاضعة لسيطرة حزب الإصلاح والبقية يتم تأطيرهم كقوات احتياطية.

وحسب المصادر العسكرية فان هذه القوات التي تم تديربها في برنامج سري تلقت تدريبات أمنية أكثر منها عسكرية “مداهمات – تسلق مباني – إنقاذ – وحماية وتعقب شخصيات” بالاضافة الى دورات ثقافية ودينية وافلام وثائقية تمجد تأريخ الإخوان المسلمين.

وتؤكد المصادر ان المدربين العسكريين والثقافيين ركزو خلال تدريبهم اهمية سيطرة هذه القوات”الحشد الشعبي” على مناطق الحجرية الخاضعة لسيطرة اللواء35 مدرع الموالي للسلفي أبي العباس ومديرات الساحل التعزي “المندب – المخا – ذوباب – موزع – الوازعية” آي مواجهة كتائب أبي العباس وقوات العمالقة المسيطرة على هذه الأماكن .

وتأتي هذه التشكيلات العقائدية والطائفية لمواجهة كتائب أبي العباس المعروفة بانتماءها السلفي المتشدد حيث يتصارع الطرفان للسيطرة على مدينة تعز بالشحن الطائفي والعمل العسكري حيث انتشرت المليشيات المسلحة لكلا الطرفين في احياء االمدينة وشوارعها متسببين في اعمال تخريبية بين الفترة والأخرى.

وتكمن خطورتها على الجنوب بتصدير عناصر من هذه المليشيات بصورة سرية تعمل على زرع المناطقية والعقائدية بين أبناء الجنوب أنفسهم كما يحصل في مدينة تعز حالياً حيث يعد مخطط الإخوان أكبر من أستهداف مدينة بحد ذاتها وان الفتن والإرهاب يرعونه في كل محافظات الجنوب.

45 يوماً .. خفايا وأسرار عن مليشيا الحشد الشعبي

كذلك أوضحت مصادر استخباراتية أن إجمالي النفقات التي صرفها الإصلاح على تأهيل الدفعتين الأولى والثانية من مليشيات “الحشد الشعبي” في تعز بلغت أكثر من نصف مليار ريال يمني تقريباً.

ووفقاً لمعلومات خاصة من داخل معسكرات تدريب هذه المليشيات فإن المسؤول العسكري في الإصلاح عبده فرحان سالم الشهير بـ”سالم” والذي يشغل منصب مستشار قائد المحور إضافة إلى ضياء الحق الأهدل توليا الإشراف على البرنامج حيث يأتي ذلك بتوجيه ورعاية كاملة من المدعو علي محسن الأحمر.

وتم أستقطاب أفراد بشروط حزبية مع تركيز خاص على أبناء المقربين من قيادات الحزب بتزكيات قيادات الحزب في المناطق.

وأفادت المصادر إلى أن الدفعة الأولى من هذه القوات تم توزيعها على شكل كتائب وسرايا حيث بلغ قوام السرية الواحدة 60 فرداً، وكل سرية من هذه السرايا تم تدريبها في إحدى المؤسسات التي يسيطر عليها الإصلاح لمدة 45 يوماً ومنها: المجمع القضائي في جبل جرة ومدرسة أبوبكر الصديق ومعهد المعلمين ومقر الشرطة العرضي والمعسكر التدريبي يفرس.. وأنهت هذه الدفعة تدريباتها وتم الاحتفاء بتخرجها في منطقة يفرس بمديرية جبل حبشي بحضور قيادات عسكرية من الصف الأول في الحزب تحت إشراف الألوية 17 مشاة و22 ميكا، و170 دفاع جوي والتي يسيطر عليها حزب الإصلاح.

وبحسب المصادر فقد تركزت التدريبات على تأهيل هذه العناصر على المهارات الأمنية على حساب المهارات العسكرية حيث تم تدريب المشاركين في هذه الدورات على الحركة النظامية والاقتحامات وحرب الشوارع واقتحام المنازل ومداهمتها وفنون ومهارات الزحف ومهمة اقتحام وحماية المنشآت.

وأشارت المصادر إلى أن المتدربين خضعوا لمحاضرات مكثفة ضمن برنامج غسيل للأدمغة اقتصرت على محاضرات تحريضية ضد الأحزاب ومنها الاشتراكي والناصري وضد المؤتمر والسلفيين وبخاصة جماعة أبي العباس والعلمانيين كما يصفون شباب التغيير.

وتضمنت ترويجاً مكثفاً للاحتلال العثماني والذي يعتبره هؤلاء المحاضرون “دولة الخلافة الإسلامية”.

وتركز التوجيه المعنوي في هذه المعسكرات على بث الأناشيد الجهادية الخاصة بالجماعات الدينية المتطرفة والأناشيد الحماسية لحركات المقاومة المسلحة مثل حماس وغيرها وأهملت الأناشيد والأغاني الوطنية خلال مدة التدريب بالرغم من الحديث المتكرر عن اضطلاع هذه التشكيلات بمهمة وطنية كبيرة وعن أهمية دورها في مساندة الجيش وإطلاق الوعود بدمج هذه المليشيات ضمن وحدات الجيش الوطني.

ويرفض الإخوان في مناهجهم وصف الغزو العثماني بالاحتلال واعتباره تحريراً لليمن وتكريساً لنموذج الخلافة الإسلامية المنشودة في أدبيات الجماعة معتبرين أن الغزو التركي جزء أصيل لا يتجزأ من الحضارة اليمنية وأن الأتراك هم من بنوا اليمن.

وأفادت المصادر بأنه خلال تلك الدورات كان يتم اختيار 3 إلى 4 أفراد من المتدربين الأكثر إخلاصاً وولاءً للحزب ليتم إحلالهم بدلاً عن أفراد في الجيش ممن سحبت أرقامهم العسكرية وذلك لتشجيع المتدربين على إبداء ولائهم وإخلاصهم وإقناعهم بمشروعية “الحشد الشعبي” وارتباطه بالجيش الوطني.

وأوضحت المصادر بأن الأفراد المتدربين حظوا بمعاملة خاصة من حيث الاهتمام بهم وباحتياجاتهم حيث حصل كل فرد منهم على مبلغ مالي وحقيبة مهمة خاصة به تتضمن الزي العسكري وطقماً رياضياً وفراشاً وبطانية ولحافاً ووسادة وبيادة كما أنهم تمتعوا بالرعاية الطبية الكاملة.

You might also like