كل ما يجري من حولك

بعد 4 أعوام حرب.. خلافات وفساد وفشل وقتل وتدمير وانقطاع تام للخدمات

بعد 4 أعوام حرب.. خلافات وفساد وفشل وقتل وتدمير وانقطاع تام للخدمات

679

متابعات:

مع دخول العام الخامس على التوالي لعمليات التحالف السعودي في اليمن التي انطلقت في الـ26 من مارس 2015م تواجه منظومة “الشرعية” بعد مضي 4 سنوات من المبيت في فنادق عواصم التحالف جملة من الانتقادات الحادة والاتهامات بالعجز والفشل وسوء الإدارة للملفات العسكرية والاقتصادية والسياسية والإنسانية والحقوقية وتفشي مظاهر الفساد المالي والإداري في مختلف المؤسسات الرسمية والخدمية.

4 سنوات ماضية من العمليات العسكرية الجوية والبرية والبحرية لقوات وإمكانيات “التحالف” السعودي والإماراتي لإعادة ودعم الشرعية ودحر الانقلاب عليها كأهداف معلنة للتحالف لا يبدو أن “الشرعية” مكترثة لإطالة أمد بقائها خارج اليمن ولا تمدد الانقلاب داخل اليمن بقدر انهماكها باستجرار أزمات وخلافات شخوصها وأحزابها وكياناتها واستثمار الحرب لتحقيق أكبر قدر ممكن من الإثراء والاستحواذ على المناصب والتوسع العمراني في بلدان المهجر فيما يعد انقلاباً واضحاًعلى أهداف العمليات العسكرية لقوات التحالف القائم على فكرة إعادة الشرعية لإنقاذ الشعب وليس توطينها خارج اليمن ومعاقبة الشعب.

تأكيد أممي على استمرار تآكل الشرعية

وفي تقييمه لمستوى أداء وتواجد “الشرعية” في الداخل أشار التقرير السنوي لفريق لجنة خبراء العقوبات الأممية على اليمن (1 يناير- 31 ديسمبر 2018م) إلى استمرار تآكل سلطة حكومة “الشرعية” خلال فترة إعداد التقرير. وذكر التقرير أنه ورغم أن الرئيس هادي بقي في عدن لأكثر من ستة أسابيع في الفترة من حزيران/يونيه إلى آب/أغسطس وزار محافظة المهرة، فإن فريق الخبراء لم يلاحظ بعد أي إشارة تدل على أنه تمكن من تعزيز سلطة حكومته في المناطق المحررة. وجاء في التقرير “أن هدف استعادة سلطة الحكومة في جميع أنحاء اليمن بعيد عن التحقق رغم التقدم على الأرض ضد الحوثيين”.

ومن داخل صفوف “الشرعية” تتعالى الأصوات المطالبة بما يمكن تسميته هيكلة الشرعية بما يقتضيه ذلك من استبعاد لهادي وفي هذا السياق يرى الناشط السياسي والأكاديمي عادل الشجاع أنه يتوجب على تحالف دعم الشرعية “أن يعيد صياغة الشرعية وفق المبادرة الخليجية وتشكيل لجنة سياسية مكونة من كافة الأطراف لإدارة البلاد مؤقتا ولا دور لهادي فيها” مقترحا كذلك “تشكيل لجنة عسكرية وأمنية لإرساء الأمن والاستقرار في المناطق المحررة والتي يتم تحريرها”.

وفي تقييمه لـ 4 سنوات من العمليات العسكرية للتحالف قال الشجاع إن الحرب بدأت في اليمن “بإعلان عاصفة الحزم مروراً بعاصفة الأمل لتستقر عند عاصفة الفساد” مشيرا خلال هذه المرحلة إلى تشكل ما وصفها “طبقة من الفاسدين داخل تحالف دعم الشرعية” قال إنها عملت على حرف مسار الحرب من حرب لاستعادة الشرعية إلى حرب تنتج مليشيات تعمل ضد شرعية الدولة ومؤسساتها”.

“الشرعية” كرافعة لتنفيذ مخططات الإخوان

ويرى المحلل السياسي والكاتب في صحيفة البيان الإماراتية، هاني سالم مسهور، أن الشرعية في اليمن خذلت الجميع بضعفها وهشاشتها، “وعقب سيطرة حزب الإصلاح عليها أصبحت مطية لتنفيذ مخططات تنظيم الإخوان” داعيا في هذا السياق إلى أهمية هيكلتها وإصلاحها لإنقاذ اليمن. ويتطابق رأي الكاتب الإماراتي مع ما يراه الكاتب والصحافي اليمني جلال الشرعبي والذي يعتقد أن خمس سنوات من الحرب تستحق من التحالف الجلوس على الطاولة لتقييم المرحلة وتصحيح الخلل سواءً في أدائه، أو في الممثلين للشرعية اليمنية، التي -حسب الشرعبي- باتت بحاجة ماسة لمبادرة تتجاوز الأصنام التي تمثلها الآن.

الجنوب خلال 4 أعوام..قتل وإرهاب وتدمير وانقطاع تام للخدمات

انتهت المعارك في عدن ضد الحوثيين وانتقلت الى لحج ومابعدها ومرت الشهور والسنيين وصولاً الى آخر أيام العام الرابع تحديداً وابناء عدن ينتضرون التعويضات واعادة الإعمار التي وعدتهم بها قيادة التحالف لكن دون جدوى بل ظهر مالم يكن في حسبان الجنوبيين من قتل وإرهاب واختطافات وسجون سرية وماشابهها.

حشدت قوات التحالف والشرعية وحزب الإصلاح الجنوبيين الى عدن للقتال ضد الحوثيين تحت عناويين التحرر من الإحتلال اليمني واعادة دولة الجنوب العربي وظلت الشعارات الثورية تحرك الجنوبيين طمعاً في تحقيق مايريدونه خصوصاً وانهم ينددون طيلة 21 عاماً باستعادة دولتهم التي نهبها الرئيس الهالك “علي عبدالله صالح” وحزب الإصلاح.

ورغم ان المصطلحات التي استخدمها حزب الإصلاح والتحالف لحشد الجنوبيين ضد الحوثيين هي مشابهة للشعارات التي استخدمها الرئيس الهالك”صالح” وحزب الإصلاح ضد الجنوبيين في عام 1994م حين اطلقو مصطلحات التكفير والشيوعيين وماشابه الا انهم لم يتعضوا بذلك واستطاع حزب الإخوان”الإصلاح” جر الجنوبيين ىالى مربع الصراع بتهم محاربة المجوس والروافض وسرعان ماانتهى الأمر بالانقضاض على الجنوبيين مرة أخرى بتثبيت دعائم الوحدة في عدن بعد خوج الحوثيين منها.

وانتهت شعارات استعادة الجنوب العربي بعد خروج الحوثيين من عدن وأصبح المال السعودي والإماراتي اللاعب الفعلي في الحرب حيث يتم تجنيد الجنوبيين والزج بهم الى جبهات الحدود والساحل مقابل قليل من المال .

ظلت العاصمة عدن ومحافظات الجنوب في انفلات أمني منذ 2015م وحتى اللحظة 26مارس 2019م حيث تحولت القوات التي قاتلت الحوثيين انذاك تحت مسمى المقاومة الجنوبية الى مجاميع مسلحة ومليشيات وقاعدة وداعش نال عدن منها نصيب الأسد واصبحت الاشتباكات تحدث بين الساعة والأخرى والعمليات الإرهابية تُرتكب بكل سهولة ويسر.

وتحولت العاصمة عدن والمحافظات الجنوبية الى مربع لللإرهاب ومسرح عمليات للقاعدة وداعش ودفعت ثمن باهض لخدعة التحالف لهم حيث قتل الإرهاب الآلاف من ابناءها بينهم قيادات عسكرية وسياسية واهمهم محافظ عدن اللواء جعفر محمد سعد.

وازدادت العمليات الإرهابية وانتشرت الجماعات المسلحة التي اتجهت نحو البسط على الأراضي ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتحول المقاوميين الى عصابات مسلحة تفعل ماتشاء في المدينة الخالية من الأمن .

وتعددت التشكيلات الأمنية مؤخراً بين الحزام الأمني والنخب الذي اسستهم الإمارات وقوات أمنية للشرعية حيث يسعى كل طرف السيطرة على مدن الجنوب لكن الجماعات المسلحة والعصابات لم تنتهي عملياتهم ولازالو حتى اللحظة في نشاط مستمر.

ولعدم الإنسجام بين قوات الشرعية والقوات المدعومة اماراتياً يظل الصراع قائم والإشتباكات تحدث بين الطرفين في فترة وأخرى منها المعارك الطاحنة التي شههدتها عدن عدة مرات كما حصل في 13 يناير 2018م.

شهدت محافظات الجنوب منذ 2015م انعدام تام لكافة الخدمات رغم تغير الحكومة مرتين خلال هذه الفترة القصيرة وستمرار استنزاف ثروات هذه المحافظات.

You might also like