بعد إستقبال سفيرها بحفاوة.. هل تتدخل روسيا في جنوب اليمن؟
بعد إستقبال سفيرها بحفاوة.. هل تتدخل روسيا في جنوب اليمن؟
متابعات:
أثارت تحركات روسية مؤخراً لافتة للنظر تتعلق بملف جنوبي اليمن وقضية الانفصال التي ينادي بها المجلس الانتقالي المدعوم من الإمارات؛ أثارت تساؤلات وتخوفات يمنية حول الدور الذي ستؤديه روسيا في ملف الصراع باليمن.
هذه التحركات تمثلت في زيارة السفير الروسي إلى عدن واستقباله من قبل المجلس الانتقالي بمراسم وعلم الانفصال، وزيارة رئيس المجلس الانتقالي، عيدروس الزبيدي، المدعوم من الإمارات إلى موسكو، ولقائه بمسؤولين روس، حيث عقد مؤتمراً صحفياً دعا فيه روسيا لأداء دور فعال في الملف اليمني، مشيراً ً إلى أن ذلك سيحقق الاستقرار والأمان في البلاد.
هذه التصريحات جاءت في سياق عدم إشراك المجلس الانتقالي في مفاوضات كانت مقررة في جنيف، قبل أن تعقد في السويد أواخر العام الماضي.
رسالة وتمهيد
وبحسب ما ذكر الناشط السياسي آزال الجاوي السقاف، فإن هذا الترحيب “لم يحظَ به أي سفير أو وزير، ومن ضمن ذلك وزير الشؤون الخارجية البريطاني، ولا السفير الأمريكي ولا حتى السفير السعودي”، مشيراً إلى أن ما حصل “رسالة واضحة من المجلس الانتقالي لتلك الدول أن الانتقالي انتقل إلى معسكر روسيا وحلفائها”.
في هذا السياق يقول المحلل السياسي اليمني، ثابت الأحمدي: “لم تعد القضية اليمنية وطنية يمنية؛ فاللاعبون الكبار اليوم هم من يمسكون بالملف اليمني، ولذا طال الصراع لتعدد الأهداف أيضاً؛ لأن الأجندات الخارجية متعددة وأحياناً متضادة”.
المحلل السياسي اليمني تطرق إلى لقاء أجرته قناة “روسيا اليوم” مع عيدروس، ويرى أن هذا اللقاء “لا يعدو كونه جسّ نبض لمدى جدية الرجل وقدرته على إدارة مشروعه، وهل من الممكن التعاطي معه كلاعب داخلي أم لا؟ هذه محاور الفكرة الأساسية للقاء”.
وتابع يقول: إن “الأمر تسابق لحجز مقعد مستقبلي في حال تم الانفصال، وأيضاً هو ربط علاقة بورقة تجيد المناورة حتى وإن لم يتم الانفصال”، مشدداً بالقول: “حتى الآن المشهد لا يقول غير ذلك”.
ملف أمريكي
وأضاف في حديثه لـ”الخليج أونلاين”: إن “أي زيارة إلى عدن يجب ألا يُتعامل معها على اعتبار أنها زيارة لمحافظة جنوبية، بل باعتبار أنها مقر الحكومة اليمنية المؤقتة وعاصمتها المؤقتة”.
وأضاف: “اجتماع الرئيس الأمريكي ترامب، بالرئيس الروسي بوتين، في فنلندا، نتج عنه تقاسم حقيقي؛ ملف اليمن لواشنطن وحلفائها وفي المقدمة التحالف العربي كمعني أولي، وليصبح نفوذاً أمريكياً، مقابل ملف سوريا لروسيا وعلى واشنطن أن تساعد موسكو في سوريا وعلى موسكو أن تساعد واشنطن في اليمن”.
حضور ومصالح
وأوضح في حديثه لـ”الخليج أونلاين” أن “روسيا التي انشغلت خلال السنوات الماضية بالأزمة السورية لن يكون حضورها في المشهد اليمني جديداً؛ فقد كانت حاضرة في جنوب اليمن بجلد الاتحاد السوفييتي منذ الستينيات وحتى انهيار الاتحاد، مطلع تسعينيات القرن الماضي، من خلال دعم النظام الاشتراكي الحاكم لجنوب اليمن وقتذاك، ومساعدة القوات المسلحة في جنوب اليمن خلال الحرب الباردة بشكل كبير، وعلى رأسها قاعدة العند الجوية الاستراتيجية التي بناها الروس”.
وتابع: “بالإضافة إلى اقتراب الحرب في سوريا من نقطة النهاية، وأيضاً الأطماع الروسية في إنشاء قاعدة عسكرية في اليمن، فدعم روسيا للجنوبيين قد يحقق لها مكاناً لإنشاء قاعدة عسكرية، وهذه الأطماع قديمة؛ حيث إن موسكو حريصة على الوجود في الممر المائي، خصوصاً البحر الأحمر”.
(الخليج أونلاين)