تعز .. التوتر يعود إلى محيط المدينة القديمة
تعز .. التوتر يعود إلى محيط المدينة القديمة
متابعات:
قالت مصادر محلية ان التوتر عاد إلى محيط المدينة القديمة وسط مدينة تعز عصر اليوم الاثنين 25 مارس/آذار 2019 وأفادت المصادر أن كتائب أبي العباس السلفية اعادت انتشارها في باب موسى والباب الكبير تزامناً مع انتشار مجاميع مسلحة من الحشد الشعبي التابع للإصلاح على متن أطقم في شارعي جمال و أطراف التحرير الأسفل.
حيث إن الحركة التي كانت قد عادت إلى أسواق المدينة القديمة خصوصاً سوق الشنيني توقفت قبل مغرب اليوم بعد انتشار مسلحي الطرفين تزامناً مع أنباء عن إغلاق كتائب أبي العباس لباب موسى والباب الكبير مغرب اليوم.
ويقول سكان محليون انهم سمعوا زخاخات من الرصاص غرب المدينة القديمة من أتجاه وأدي المعسل بالتزامن مع انتشار مسلحي الحشد الشعبي في المنطقة.
ولم تباشر اللجنة القضائية التي شكلها المحافظ نبيل شمسان للتحقيق في الأحداث التي شهدتها المدينة أعمالها رغم مرور يومين على تشكيلها.
وشهدت مدينة تعز مظاهرات منددة بالقصف الذي تعرضت له منازل المدنيين جنوب المدينة جراء إقدام عناصر مسلحة تابعة لحزب الإصلاح على استخدام الأسلحة الثقيلة في المواجهات مع مجموعات مسلحة تابعة لكتائب أبي العباس.
وشهدت المدينة القديمة في تعز موجة نزوح نتيجة للاشتباكات التي استخدم فيها اللواء 22 ميكا التابع لحزب الإصلاح الدبابات والقذائف الموجهة في قصف الأحياء السكنية، الأمر الذي أدى إلى اشتعال الحرائق في عدد من المنازل والمرافق العامة وسقوط 61 قتيلاً وحوالي 168 جريحاً.
وقال شهود عيان إن الأحياء القديمة جنوب مدينة تعز تعرضت لعمليات سلب ونهب واسعة من قبل القوات الأمنية والعسكرية التي اجتاحت المنطقة تحت ذريعة ملاحقة مطلوبين أمنيين.
وأعتبر ناشطون من تعز أن المواجهات الدامية التي شهدتها المدينة في الأيام الماضية كشفت عن حجم سيطرة جماعة الإخوان على مفاصل الجيش والوحدات الأمنية في محافظة تعز ورغبة هذه الجماعة في إزاحة كافة الفصائل والتيارات السياسية المناوئة لها.
وأكد ناشطون وجود أجندات سياسية وحزبية خلف ما سمي بالحملة الأمنية التي استخدمت توجيهات صادرة من محافظ تعز نبيل شمسان المعين حديثاً ذريعة لتصفية الخصوم السياسيين وإحكام السيطرة على كافة المناطق المحررة في المدينة التي لا تزال الميليشيات المسلحة تسيطر على أجزاء واسعة منها.
وأشارت مصادر محلية إلى رفض الحملة الأمنية التي يقودها مدير الشرطة وقائد المحور سمير الحاج (من الإخوان) لتوجهات محافظ تعز اللاحقة التي نصت على وقف الحملة وعودة القوات إلى ثكناتها في أعقاب تسبب العنف المفرط في إحراج المحافظ وخصوصا بعد الإقدام على حرق مقر حزب المؤتمر في المحافظة ومداهمة عدد من المؤسسات ومنظمات المجتمع المدني.
وقال عارف جامل وكيل محافظة تعز إن قائد المحور سمير الحاج، ومدير أمن المحافظة أمين الأكحلي متمردان على توجيهات المحافظ. وحمل جامل الذي يشغل منصب رئيس فرع حزب المؤتمر في تعز قائد المحور ومدير الأمن مسؤولية ما يجري من أحداث داخل المدينة القديمة.
ولفتت مصادر إلى تقديم نبيل شمسان الذي استلم مهام عمله قبل أيام لاستقالته لكن هادي رفض الاستقالة. وذكرت مصادرأن هادي أجرى السبت اتصالاً هاتفيا بمحافظ تعز “للوقوف على تداعيات الأحداث الأخيرة التي شهدتها المحافظة”.
والمصادر فقد وجه هادي “بضرورة ضبط النفس وحقن الدماء” و”وقف التصعيد غير المبرر من قبل كافة الأطراف والالتزام التام بتوجيهات محافظ تعز باعتباره رئيس اللجنة الأمنية بالمحافظة”وكشفت عن تشكيل محافظ تعز نبيل شمسان للجنة تحقيق من ثلاثة قضاة للوقوف على تفاصيل المواجهات والانتهاكات التي رافقتها وحصر الأضرار وتحديد المتسببين فيها.
ووصف محافظ تعز السابق أمين محمود المواجهات التي شهدتها المدينة خلال الأيام الماضية بأنها “جرائم حرب وإبادة جماعية بحق المدنيين العزل”. وقال محمود الذي أقيل من منصبه في ديسمبر 2019 إثر محاولاته عرقلة التغول الإخواني على مؤسسات الشرعية في تعز إن ما يحدث “انقلاب عسكري مصغر على قرارات المحافظ من قبل ميليشيات دينية راديكالية تتلقى أوامرها من الدوحة”.
وكشفت مصادر خاصة عن تصاعد الدور القطري في محافظة تعز من خلال تمويل أنشطة وفعاليات مناوئة للتحالف العربي وقيام عناصر إخوانية مقربة من قطر في أوقات سابقة بتسيير مظاهرات تستهدف الإساءة للتحالف العسكري السعودي والتشكيك بدوره في اليمن وإقدام بعض المتظاهرين من تيار توكل كرمان على إحراق صور قادة التحالف وأعلام السعودية والإمارات.
كما أكدت المصادر على تجاوز الدور القطري في تعز الجانب الإعلامي والسياسي إلى دعم تأسيس كتائب وفصائل عسكرية جديدة تحت لافتة الجيش الوطني، إضافة إلى ما كشف في وقت سابق عن دخول سلطنة عمان على خط التدخل في تعز عبر القيادي الإخواني حمود المخلافي الذي يقيم في مسقط ويشرف على تأسيس وحدات عسكرية من عناصر حزب الإصلاح في بعض مناطق ريف تعز.
وفي هذا السياق أعلن قياديون وناشطون في حزب الإصلاح عن تأسيس كيانين مثيرين للجدل في تعز قبيل المواجهات التي شهدتها المحافظة الأول عسكري تحت عنوان “الحشد الشعبي” فيما يتخذ المكون الآخر شعاراً سياسياً تحت لافتة “السيادة” واتهام دول التحالف بالانتقاص من السيادة اليمنية وهو ذات الخطاب السياسي الذي تبني عليه الناشطة الإخوانية توكل كرمان خطابها السياسي والإعلامي المعادي للرياض وأبوظبي.
وعلى صعيد ردود الأفعال على ما شهدته تعز أصدر المكتب التنفيذي للتنظيم الوحدوي الشعبي الناصري بمحافظة تعز بيانا قال فيه إنه حذر من “الأحداث المأسوية والمتسارعة التي شهدتها تعز″ قبيل وقوعها نتيجة “حرف مسار الحملة الأمنية”.
وأشار بيان الحزب الذي يحظى بشعبية في محافظة تعز إلى تحذيره المبكر من التداعيات في اجتماع القوى السياسية مع المحافظ، الخميس الحادي والعشرين من مارس الحالي، والتخوف من استغلال قرار الحملة الأمنية لتصفية حسابات من البعض مع من يروهم خصوما لهم بنزعة استعلائية وانتقامية ضد من هم في الأصل شركاء في معركة التحرير.
وأرجع البيان المواجهات إلى ما قال إنه نتيجة حرف مسار الحملة الأمنية وتحويلها “إلى حرب انتقام وإبادة وتصفية الأمر الذي أسفر عن سقوط العشرات من الضحايا المدنيين بين شهيد وجريح واقتراف جريمة إعدام خارج القانون في حق جريح، فضلا عن إحراق المستشفى الوحيد في المدينة القديمة وبعض المنازل والممتلكات واقتحام ونهب منازل المواطنين دون مبرر وترويع النساء والأطفال ونهب الممتلكات العامة”.
وعمل حزب الإصلاح منذ وقت مبكر على إحكام السيطرة على محافظة تعز بشكل كامل وتكرار نموذج محافظتي مأرب والجوف اللتين يسيطر عليهما الإخوان بشكل أحادي عبر تعزيز حضوره السياسي والإعلامي والعسكري بمساندة شبكاته في حكومة هادي التي عملت على إصدار العشرات من القرارات التي تم بموجبها تعيين موالين للإخوان في مواقع عسكرية وأمنية هامة في مقدمتها قيادة محور تعز وقيادة الشرطة العامة والشرطة العسكرية إضافة إلى تشكيل العديد من الألوية العسكرية من عناصر الإخوان وتتويج ذلك من خلال تعيين المشرف العسكري للإخوان في تعز عبده فرحان الشهير بسالم مستشاراً لقيادة محور تعز بالتزامن مع تشويه وإضعاف الفصائل الأخرى التي لا تدين بالولاء لحزب الإصلاح مثل كتائب أبي العباس السلفية واللواء 35 مدرع بقيادة عدنان الحمادي.
واختلق الإخوان صراعاً عسكرياً مع كتائب أبي العباس لدفعها خارج المدينة وعمدوا في وقت لاحق للضغط لتشكيل لجنة رئاسية برئاسة مشرف الإخوان “سالم” لإكمال سيطرتهم على المناطق المحررة في تعز تحت ذريعة ملاحقة مطلوبين أمنيين في مناطق سيطرة كتائب أبي العباس إضافة إلى مطالبة كتائب أبي العباس بتسليم مؤسسات ومرافق حكومية سيطرت عليها سابقاً وهو الأمر الذي وافقت عليه الكتائب شريطة أن يقوم الإصلاح بخطوة مماثلة وفي نهاية المطاف سلم أبي العباس المناطق التي تحت سيطرته في الوقت الذي رفض الإصلاح فعل ذلك ومع ذلك استمرت الحملات العسكرية ضد كتائب أبي العباس وتم استهداف وقتل العشرات من عناصر الكتائب.
وفي سياق سعيهم الحثيث للاستحواذ على محافظة تعز أنشأ الإخوان لواء عسكرياً في منطقة الحجرية ذات الميول القومية واليسارية حيث يتواجد لواء عدنان الحمادي 35 مدرع بهدف تضييق الخناق عليه وتشكل لواء مواز حمل اسم اللواء الرابع مشاة جبلي من بين عناصر الإخوان في المنطقة.
وزادت مخاوف حزب الإصلاح مع اقتراب قوات العمالقة الجنوبية من منطقة “الكدحة” حيث تتواجد قوات كتائب أبي العباس خوفاً من التحام القوتين وتغير معادلة القوة في محافظة تعز، فعملوا على وضع الكمائن لقوات أبوالعباس وقتل العديد من عناصرها ما قدم خدمة للميليشيات الحوثية في هذه الجبهة.
وتشير المصادر إلى تطور صراع السيطرة على تعز بشكل لافت بعد عودة القائد الإخواني حمود سعيد المخلافي من تركيا وبروز دوره مجدداً ولكن من خلال دعم عماني-قطري مشترك هذه المرة بهدف قلب المعادلة، حيث شرع المخلافي في تأسيس لواءين في منطقة المعافر لقطع الطريق على قوات أبوالعباس والحيلولة دون التحامها مع قوات العمالقة، وقد وصلت العشرات من الأطقم العسكرية من مأرب محملة بالأسلحة التي تقول المعلومات إن المخلافي اشتراها بدعم من مسقط.