“نيويورك تايمز”: بصمات أمريكا حاضرة في جرائم السعوديين باليمن
متابعات:
ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، أن بصمات الولايات المتحدة مهيمنة على الحرب الجوية في اليمن، حيث قتلت الهجمات الضالة التي قام بها التحالف الإماراتي السعودي أكثر من 4600 مدني، ما أثار نقاشات محتدمة في واشنطن حول مخاطر تحالف أمريكا مع السعودية بقيادة ولي العهد محمد بن سلمان، الذي يعتمد على الدعم الأمريكي في تشغيل طائراته الحربية.
أضافت الصحيفة في تقرير لها، أن الرياض دخلت الحرب في عام 2015، متحالفة مع أبوظبي ومجموعة من الفصائل اليمنية، بهدف الإطاحة بالحوثيين من شمال اليمن، لكن بعد 4 سنوات، لم يحرزوا تقدماً كبيراً، وقُتل ما لا يقل عن 60 ألف يمني في الحرب، وأصبحت البلاد الآن على حافة مجاعة كارثية، وبالنسبة للمسؤولين الأمريكيين، أصبحت هذه الحرب المتعثرة مستنقعاً استراتيجياً وأخلاقياً، وقد أثارت أسئلة حول التواطؤ في جرائم حرب محتملة.
وتابعت: رغم أن وزارتي الدفاع «البنتاجون» والخارجية الأمريكية نفتا معرفتهما بما إذا كانت القنابل الأمريكية قد استُخدمت في الغارات الجوية الأكثر شراسة في الحرب، والتي ضربت حفلات الزفاف والمساجد والجنازات، فإن مسؤولاً رفيعاً سابقاً في وزارة الخارجية الأمريكية، أكد للصحيفة أن الولايات المتحدة لديها إمكانية الاطلاع على سجلات كل غارة جوية على اليمن منذ الأيام الأولى للحرب، بما في ذلك الطائرات الحربية والذخيرة المستخدمة.
وأوضحت الصحيفة أن حملة الغارات الجوية التي يشنها التحالف الإماراتي السعودي لا تزال تتسم بالتعتيم والإفلات من العقاب، فالأمر الذي أصدره الملك سلمان برفع جميع العقوبات العسكرية والانضباطية عن القوات السعودية التي تقاتل في اليمن، هو عفو واضح عن جرائم حرب محتملة.
ونقلت الصحيفة عن الجنرال سي. كيو براون القائد الأعلى السابق للقوات الجوية الأمريكية في الشرق الأوسط، قوله: «شركاؤنا لا يفعلون دائماً أشياء نتوقعها، خلال الصيف، عندما قصفت الطائرات الحربية الإماراتية ميناء الحديدة في البحر الأحمر، قام الجنرال فوتيل ووزير الدفاع آنذاك جيمس ماتيس بإجراء ما لا يقل عن 10 مكالمات هاتفية أو مؤتمرات فيديو مع قادة إماراتيين وسعوديين، لحثّهم على التحلي بضبط النفس، وقد شارك محمد بن زايد ولي عهد أبوظبي في أحد هذه المؤتمرات».
وبعيداً عن وقف جميع مبيعات الأسلحة، قال المنتقدون إن الولايات المتحدة يمكن أن تضغط على السعوديين من خلال تقليص مساعدتها للحرب الجوية.
ونقلت الصحيفة عن دانيال بيمان -الأستاذ بكلية الشؤون الخارجية بجامعة جورجتاون- قوله، إن على الولايات المتحدة تبني سياسة أكثر قوة تجاه الضربات الجوية السعودية، وقال: «إن هذه الحرب كانت كارثة استراتيجية للسعوديين، فلم تظهر الغارات الجوية أي مؤشر على هزيمة الحوثيين، واستفادت إيران من قرار السعودية الأحمق بإطالة أمد الحرب»، وأضاف بيمان: «يجب على الولايات المتحدة استخدام قوتها لتعزيز السلام والاستقرار في اليمن، فهي بحاجة إلى حماية حلفائها من أنفسهم».