كل ما يجري من حولك

إرتباكـات التحالـف مقابـل قـدرة صنعـاء علـى المنـاورة

495

متابعات:

تفرض التحركات الدولية في كل مرة بشأن الحرب على اليمن، هبوطاً في الموقف والأداء السياسي والعسكري بالنسبة للتحالف بقيادة السعودية والإمارات وحكومة هادي.

*ويتعاظم الأمر مؤخراً مع سعي المجتمع الدولي إلى إيجاد صيغة تنهي دور التحالف الذي صار عبثياً وعبئاً على دوائر قدمت دعماً لوجستياً وسياسياً له، ولكن بلا جدوى.*

*ويجوز وصف مسارعة السعودية ومثلها الإمارات في الترحيب بقرار مجلس الأمن الجديد بأنها لا تعكس جدية، بقدر ما قادت إلى جملة انحسارات وانتكاسات في طبيعة مهمة الطرفين في اليمن.*

ويزداد موقف التحالف ارتباكاً، بالنظر إلى قدرات خصومه في صنعاء وتجاوزهم العثرات في التعاطي مع أي تحرك دولي، وتفيد تحليلات سياسية أن هذه القدرات أسهمت بالفعل مؤخراً في فرض صيغة تختلف عن صيغ سابقة للتعامل الأممي مع موقفها، بدليل أن القرار الدولي الجديد “2451” استشهد بالقرار 2216، *جعل منه قرار سلم وليس قرار حرب،* مثلما يفسره ويراه التحالف وهادي وحكومته على عكس ما كانوا يصورونه.

وبالنسبة للتحالف- سيما السعودية التي تدعم تواجد علي محسن وقواته الموالية سياسياً لحزب الإصلاح- فإن سقوط ولو جبهات محدودة ضمن مأرب في أيدي قوات تابعة لصنعاء، يعني سقوطاً لمشروعها الذي يتخلق في هذه المساحة المحتكرة لطرف سياسي بعينه “الإخوان المسلمين” الذين يتصرفون فيها كما لو أنها محمية سياسية خاصة بهم وباستثماراتهم ومشاريعهم.

ووصف الإصلاحي مختار الرحبي، مستشار وزير الإعلام في حكومة هادي، نشر أخبار عن السيطرة على صرواح في وسائل إعلامية جنوبية بأنها خدمة لقوات صنعاء، متهماً مسئولين إعلاميين في حكومة هادي “جنوبيين” بتقديم خدمات لقوات صنعاء عبر وسائل جنوبية.

كما سمت العديد من المواقع الإخبارية الجنوبية الفصائل الجنوبية وتحديدا المجلس الانتقالي “بالجنوب الانفصالي” الموالي للامارات.

اتهامات الرحبي تأتي كمتوالية مستمرة لاتهامات متبادلة بين أطراف متناقضة ومتباينة في حكومة هادي وموالين للتحالف، فضلاً عن أن بروز الأدوار المشبوهة للتحالف في الجنوب وارتكابه لانتهاكات وجرائم صارت كملفات في محاكم دولية “حاول القرار الأممي الأخير حمايتها” ساهمت في انسحابات بعض المواقف الموالية لها حتى داخل حكومة هادي، حيث نقلت مصادر إعلامية عن عبدالعزيز جباري- الذي قدم استقالته من موقعه كنائب لرئيس الوزراء في حكومة بن دغر- تصريحه عن رغبته في العودة إلى صنعاء.

لا يمكن أن تكون بمعزل عن ارتباكات وانحسارات موقف التحالف، احتجاجات المهرة التي تجددت، وبدون اعتماد مواجهتها بالعنف من قبل قوات سعودية وأخرى موالية لها، مثلما فعلت الشهر الماضي، وأسفرت عن قتلى وجرحى في صفوف المحتجين.

فالسعودية التي تقف وراء تطورات الأحداث في المهرة صارت مثقلة بضغوطات تفرض عليها ترتيبات جديدة للتصعيد عسكرياً عبر القوات الموالية لها، خصوصاً بعد الهزائم التي نالتها في مأرب والبيضاء والضالع.

(تقرير/ ياسر حيدرة)

You might also like