كل ما يجري من حولك

حسابـات إماراتيـة تركيـة تُجـرى تصفيتهـا فـي الجنـوب

530

متابعات:

توترٌ جديد- إماراتي تركي- مبعثه هذه المرة ليست تصريحات من وراء العتبات الدبلوماسية أو من منصة تويتر، كما ليست المصادفة أن يكون الجنوب ساحته تبعاً لحادثة احتجاز وفد تركي من قبل قوات تابعة للإمارات في أبين، واقتيادها أعضائه إلى عدن للتحقيق، فمن المؤكد أن التحالف الذي تقوده السعودية والإمارات استهدف تصفية حسابات إقليمية ودولية من خلال تدخله عسكرياً في اليمن وسيطرته على الجنوب تحديداً.

لا تعليق رسمي للتحالف أو حتى للإمارات تجاه الحادثة، مقابل بيان تركي مقتضب قال في وقت متأخر من ليل الجمعة: “نتابع موضوع احتجاز طاقم إعلامي تركي من قبل قوات تابعة للإمارات في عدن باليمن”.

ودونما نفي أو تأكيد لأنباء احتجاز الوفد في أبين قالت الخارجية التركية إنها “على تواصل مع سفارتها في اليمن، والتي بدورها تتابع الأمر”.

وينظر مراقبون إلى حادثة احتجاز وفد تركي في مهمة إغاثية، أنها تصعيد من طرف الإمارات ليس ضد تركيا بشكل مباشر وإنما ضد طرف سياسي معروف عن تركيا تقديمها الدعم السياسي والمالي واللوجستي له في اليمن، “حزب الإصلاح”. مؤكدين أن الحادثة تأتي في سياق تصفية حسابات بين الجانبين الإماراتي والتركي، وأنه من المحتمل أن تسهم الحادثة في إنهاء ما يُعتقد بهدنة إماراتية تجاه الإصلاح في عدن ومحافظات الجنوب، بالنظر إلى لقاء أبوظبي الشهر الماضي.

لكن مصدراً أمني بعدن أكد “احتجاز وفد تركي لأسباب أمنية بعد أن شكت قوات أمنية في وجوده بالمدينة”. مشيراً أن الوفد دخل إلى مدينة عدن بذريعة أنه وفد إعلامي تابع لقناة تركية. ولم يستبعد المصدر أن يكون للوفد مهام استخباراتية.

وتناقلت مواقع إخبارية تابعة للإصلاح، السبت الماضي، أن جمعية الإصلاح الاجتماعي الخيرية بأبين وزعت (100) سلة غذائية على الأسر النازحة من محافظة الحديدة إلى أبين، بتمويل من مركز “وقف الديانة التركي”، وبحضور مسؤول الشرق الأوسط في المركز التركي محمود تملي. وأوردت قول المسئول التركي “إن تقديم هذه المعونات واجب علينا لإخواننا المسلمين في هذا البلد.”

وفي السياق، استعاد ناشطون إصلاحيون على مواقع التواصل الاجتماعي مهاجمة الإمارات والتذكير بأدوارها المشبوهة في الجنوب وفي اليمن عموماً، حسب تعبيرهم.

وكانت قوات الحزام الأمني المدعومة إماراتياً منعت خلال العام الماضي، عدداً من وزراء حكومة “بن دغر” من حضور استقبال سفينة إغاثة تركية وتفريغ شحنتها في ميناء المعلا بعدن التي تتولى حمايته، كما منعت وفد إغاثة تركياً من دخول الميناء للإشراف على تفريغ شحنة مساعدات من سفينة إغاثة تركية، وتعمدت إهانة وإذلال الموظفين الأتراك على ظهر السفينة وترك المواد الغذائية في الشمس لأكثر من أسبوعين حتى تفسد.

وفشلت قوات تابعة للإمارات في عدن الجمعة، في منع التجول بالسلاح وإغلاق محلات بيعه في المدينة، بعد اشتباكات عنيفة بينها وبين مسلحين يعتقد بأنهم يتبعون حزب الإصلاح، في حي ردفان بالمعلا.

وذكرت مصادر أمنية أن الاشتباكات اندلعت بسبب منع قوات الحزام للمسلحين المرور في إحدى النقاط الأمنية، مؤكدة سقوط عدد من الجرحى خلال الاشتباكات التي استخدم فيها الطرفان السلاح الخفيف والمتوسط.

وعلى صلة، تصاعدت مظاهر التوتر في محافظة لحج بما ينذر بانفجار الوضع أمنياً بين قوات تابعة للإمارات وبين مجاميع مسلحة تتبع قبائل الصبيحة.

وتواجه قوات الحزم المدعومة من الإمارات في لحج تحريضاً قبلياً وسياسياً ضد أدائها في المحافظة وسيطرتها على نقاطها الأمنية.

وتدعم الإمارات تشكيلات مسلحة متطرفة في مديريات تابعة لمحافظة لحج، وسط تواطؤ رسمي لحكومة هادي.

وبدأت التشكيلات التي ترتبط بتنظيمي القاعدة وداعش السيطرة على مرافق حكومية، كما سيطرت على العديد من المساجد متخذة منها مراكز لنشاطها الفكري واستقطاب الشباب.

You might also like