كل ما يجري من حولك

أمريكا تطرق وكر الإصلاح في مأرب.. هل ينجح ماثيو تولر في مهمة إعادة الأموال للدولة؟

765

متابعات:

وصل السفير الأمريكي في اليمن، ماثيو تولر، الخميس، إلى مأرب وفي جعبته افكار تتمحور حول إمكانية اقناع سلطة المحافظة باتفاق السويد، لاسيما الفصل الخاص بتوحيد البنك المركزي، لكن مالم يدركه تولر بعد بأن مأرب لم تعد مجرد محافظة في خارطة اليمن بقدر ما اصبحت مركزا لسلطة تتجذر في حكومة هادي ومافيا حزبية تقبض على أهم موارد اليمن من شبوة جنوبا مرورا بحضرموت ووصولا إلى الجوف إضافة إلى تجار حروب يتمترسون خلف قوة جبارة تضم مجندين من 5 محافظات، وبإمكان هذا التكتل الذي يتصارع سرا أن يدفن اليمن بكاملها تحت انقاض حرب لأجل مصالحه.

السفير الأمريكي الذي كثف مؤخرا لقاءاته بقادة الاصلاح ابرزهم اليدومي والأنسي – الجناح السياسي للحزب وعلى محسن، القائد العسكري لميليشياته، لا يبدو بأنه عثر على خيط يقوده إلى رأس هرم السلطة المتحكم في مأرب وقد قرر الاستعانة بمروحيتين عسكرتين في الرياض والذهاب بنفسه إلى مأرب تلك المحافظة التي لطالما استهدفت مقاتلات بلاده قادة الجماعات المتطرفة فيها ، وتكاد تكون اليوم اشبه بفوهة بركان وهي تجمع كل الأصوليين بتجار الحروب وارباب المصالح.

التقى تولر بسلطان العرادة، محافظ مأرب، أو بالأحرى سلطانها وناقش معه اتفاق السويد والتقدم الذي احرزته الأطراف اليمنية بشأن الوضع الاقتصادي وتحيده عن الصراع، واعقب اللقاء بمؤتمر صحفي أكد فيه على ضرورة التزام الأطراف اليمنية جميعا بالاتفاق الذي يقضي بضرورة توريد عائدات المحافظات إلى البنك المركزي الذي يجرى التحضير لتشكيل قيادة جديدة من كل الأطراف في الأردن تمهيا لاستئناف نشاطه وبما يخدم اليمنيين جميعا ويخفف من معانتهم الإنسانية، لكن العرادة الذي لا يعرف الكثير عن المجاعة التي تجتاح المدن اليمنية وقد اتخذ من ايرادات الدولة مصدرا للأثراء الشخصي والعائلي والحزبي ، راح يراوغ بالحديث عن قدرة مأرب عن التصدي للحوثيون وسلطته التي استطاعت فرض النظام في مدينة مثقلة بكاهل الصراعات القبلية والاختطافات.

زيارة تولر هذه تأتي بعد ايام قليلة على زيارة مستشارة الأمن القومي بمعية قائد قوات التحالف، تركي المالكي، لذات الغرض لكن وبدلا من مناقشة العرادة للمتطلبات الاقتصادية راح يحدث الوفود عن اهتمام سلطته بالأطفال “المجندين” وتحمل اعباء “النازحين.

لم يكن العرادة رقما صعبا في المعادلة اليمنية يوما، لكنه وقد استند لقوى تقليدية في اليمن بات اليوم أكثر الشخصيات نفوذا واثراء وهو الذي يقبض شهريا ما يقارب 15 مليار ريال من عائدات شركة صافر لوحدها، أضف إلى ذلك المليارات من عائدات الضرائب والكهرباء وقد تحولت المحافظة إلى مركز مالي وسياسي وإداري لملايين اليمنيين. استفاد العرادة من الصراع باكرا فقرر في 2016 فصل فرع البنك المركزي عن مركزه في صنعاء باسطا في الوقت ذاته على أكثر من 20 مليار في خزينته، واقتحمت قواته حينها شركة النفط وصادرت قرابة 150 مليار من خزانها ، كما رفض تحويل فلسا واحد إلى البنك في عدن الذي يرسل ما يقارب 18 مليار شهريا لموظفي المحافظات الخاضعة لسلطة مأرب.

لم تقتصر طموحات العرادة عند هذا الحد بل عمد إلى جلب فريق هندي لتأسيس كبر شركة صرافة في اليمن وحول كافة الايرادات اليها وسط اخبار تداولت احتفاظه بالمليارات في مخازن عمائر سكنية حتى تبقى تلك الأموال بعيدة عن انظار الرقابة، ناهيك عن تحويله مبالغ بمليارات الدولارات لشراء مباني استثمارية في تركيا والقاهرة عبر شركة تابعة لحميد الأحمر وبإدارة مباشرة من خالد العرادة، شقق سلطان.

ليس العرادة وحده من يتخذ من مأرب وكرا لنفوذه، فعلي محسن، نائب هادي الذي اصدر توجيها بعدم توريد العائدات إلى مارب يحتفظ في هذه المحافظة بثروة ضخمة مصدرها حقول النفط والغاز في وادي وصحراء حضرموت وبيحان في شبوة إلى جانب المليارات التي يتسلمها شهريا من التحالف كمرتبات للمقاتلين اغلبهم اسماء وهمية بتأكيد اللجنة السعودية التي قصدت مأرب لتوزيع المرتبات ولم تجد اسما مما ذكرهم محسن في كشوفاته فقررت المغادرة ليدفع محسن بانسحاب عناصره من بعض الجبهات كورقة ضغط على السعودية لتسليمه المبالغ بحجة أن الجنود مرابطين في الجبهات وقد نجح في ذلك، اضف إلى كل هذا عمليات الاختطافات وابتزاز المارة وأخرهم ضابط سعودي يطالب الخاطفين بمليارات الدولارات مقابل إطلاق سراحه وتلك العمليات كانت مصدر دخل محسن في الماضي.

تتعدد الأسماء النافذة في مأرب فيحضر هاشم الأحمر الذي يتولى منفذ الوديعة ويجني منه مبالغ مالية تقدر بعشرات المليارات سنويا، و أمين العكيمي الذي يقبض على عائدات الجوف وأخرين التهموا ثروة اليمن في الماضي ويتفردون بها في الحاضر، وهذه الشبكات بات من الصعب مجابهتها وهي التي حركت جبهات القتال في البيضاء ونهم وتعز ، وفتحت ابواب للصراع في الشرق والغرب والشمال والجنوب مع انطلاق الثواني الأولى لمفاوضات السويد تلك التي ادركوا بان أي اتفاق فيها قد يقضي على نفوذهم ويقلص مصادر ثرائهم ولا سبيل لهم سوى قلب الطاولة وقد استبعدوا من فريق المفاوضات.

قد يشكل اتفاق توحيد البنك المركزي وجمع عائداته في سلة واحدة مصدر بشرى لليمنيين ممن يرزحون تحت وطأة انهيار الريال وارتفاع الأسعار وانعدام الوقود وانتشار المجاعة، لكن بالنسبة لهذه اللوبيات لن يكون الإ مصدر ازعاج اخر يستدعي التصدي له بكل قوة وحزم.

مصادر

You might also like