كل ما يجري من حولك

تحالفات مشبوهة و”الصانع عربي” لأجل الكيان الإسرائيلي

490

 

ربى يوسف شاهين

سنوات من التفكك والتشرذم يشهدها العالم العربي، فمنذ النكبة الفلسطينية عام 1948 يتعقد المشهد العربي أكثر فأكثر، وتندلع الحروب في المشرق العربي، والذي سُلط عليه الضوء بأعين الغرب منذ الحروب الصليبية الغربية، والتي كان هدفها الاستيلاء على القدس والأراضي المقدسة في المشرق العربي، لتستمر المخططات في التنفيذ حتى في زمننا المعاصر، ولكن مشهدية الحروب وجزئياتها اختلفت لتصبح أكثرَ فتكاً نتيجة التطور العلمي العالمي.

 

استكمال المخطط الصهيو أميركي بأيدي عربية

حروب الشرق الأوسط الداخلية منذ الحرب الأهلية اللبنانية وحروب الخليج، أَوْ ما يحدث في سورية واليمن في وقتنا هذا، لأكبر مؤشر على أنّ المخطط الصهيو-أميركي ما زال يُروى وبأيدٍ عربية، وما يقضّ مضاجع التراب العربي تحالفات عربية بأسماء في الظاهر تحسبها لخدمة شعوبها العربية، مثلاً المملكة العربية السعودية تعدّ العدة لتشكيل حلف «الناتو العربي» الذي يضمّ مجموعة من الدول العربية السعودية، مصر، الأردن، الكويت، الإمارات، البحرين وعُمان، وهم الذين يشكلون «مجلس التعاون الخليجي»، إضافة إلى الأردن ومصر، وباستثناء قطر.

المؤكد أنّ المملكة العربية السعودية تحقق رغبات الولايات المتحدة في تشكيل هذا الحلف المزعوم، لتعود السعودية وتعلن أنه تمّ الاتفاق على فكرة تأسيس «كيان لدول البحر الأحمر»، ويضمّ كلاً من السعودية ومصر والسودان وجيبوتي واليمن والصومال والأردن، والتي تزعم أنه يهدف إلى حماية التجارة العالمية وحركة الملاحة الدولية.

السبب الرئيسي لهذا الكيان الجديد في ظلّ هذه الأزمات، يشي بأنّ السعودية ماضية في مدّ يد العون لـ «إسرائيل»، والأسباب تكمن منذ إصرار السعودية على حقها في السيادة على جزيرتي تيران وصنافير، واللتين تشكلان عبر «مضيق تيران» ممراً هاماً لحركة الملاحة وخاصة لـ «إسرائيل»، حيث تضمن السعودية في وثيقة سلمتها لـ «إسرائيل» حرية التحرك وذلك منذ المعاهدة بين تل أبيب والقاهرة الموقعة عام 1979، وما الحرب السعودية الإماراتية على اليمن وقتلها للشعب اليمني، إلا لأجل مضيق باب المندب والذي يعتبر استكمالاً لمشروع حماية أمن «إسرائيل» في البحر اقتصادياً وعسكرياً.

يتضح لنا أنّ الكيان الجديد المسمّى بكيان الدول السبع، وإنْ كان لم يعلن عن الطرف السابع فيه، إلا أنه وبالتأكيد «الكيان الإسرائيلي»، فقد أكد وزير الخارجية السعودي الجبير «أنّ إنشاء كيان في حوض البحر الأحمر سيساهم في تعزيز الأوضاع الاقتصادية والبيئية والأمنية للمنطقة»، وأعتبر انّ «الكيان الجديد سيعمد إلى إيجاد تناغم في التنمية بين الدول في المنطقة الحساسة والمساهمة في منع أيّ قوى خارجية تستطيع أن تلعب دوراً في المنطقة».

ما تخشاه السعودية هو ما تخشاه «إسرائيل»، والمقصود الوجود الإيراني في المنطقة، لذلك لا بدّ من تشكيل مثل هذه الكيانات أَوْ التحالفات، فإيران والتي تعدّ قوة إقليمية مؤثرة لا يُستهان بها، بدأت تقضّ مضاجع الأميركي و«الإسرائيلي»، وبالتالي ما تحاول السعودية تسويقه يصبّ مباشرة في مصلحة الأجندة الأميركية و«الإسرائيلية».

على ما يبدو انّ الحرب السورية قد بدأت تداعياتها تؤرق الحكومات التي كانت لها اليد الطولى في هذا الدمار، لتُكوّن لنفسها أحلافاً هي أبعد ما تكون عما يسمّى بالوحدة العربية، فالمصلحة «الإسرائيلية» طغت على أجندات هذه الحكومات، وبدأت تتحرك على ضفة أخرى تدّعي فيها الأمن والطمأنينة، لكن خفاياها تصبّ في مصلحة من شرّدوا الفلسطينيين، وقتلوا اليمنين والسوريين والعراقيين.

You might also like