«الشرعية» ماضية في الحرب و«الفريق الأممي» مستاء من خروقات «التحالف» وتحليق الطيران فوق الحديدة
متابعات:
بدأ الفريق الأممي المكلف بالإشراف على وقف إطلاق النار في الحديدة، مباشرة أعماله منذ صباح أمس الثلاثاء. ووسط إجراءات أمنية مشددة لقوات الشرطة المحلية، زار رئيس الفريق، باتريك كاميرت، كل من ميناء الحديدة ومقر مبنى المحافظة، وذلك برفقة الفريق التابع لحركة «أنصار الله»، والذي شكل في سياق اللجنة المشتركة التي سيعمل معها الفريق الأممي في الإشراف على وقف إطلاق النار، وعلى الانسحابات من الميناء ومن الصليف ورأس عيسى.
إصلاحات في الميناء
وبحسب مصادر محلية في الحديدة، فإن الفريق الأممي المكون من خبراء دوليين، «اطلع على حجم الأضرار التي لحقت بالميناء والرافعات التي تم ضربها من قبل طيران التحالف العربي قبل فترة». وشدد باتريك في نقاشاته مع القيادات التي رافقته، على أنه «سيتم اعطاء اصلاح الرافعات اهتماما كبيرا من قبل الأمم المتحدة»، لافتاً إلى أن ما يتعلق بالملف الاقتصادي والاصلاحات التي تطرح وجوانب الدعم «ليس من مهمتهم وليس من اختصاصاتهم أو ضمن برنامج العمل المكلفون به في الحديدة حاليا».
باتريك وبعد قيامه بجولة إلى ميناء الحديدة ومقر المحافظة ومواقع اخرى قريبة، أكد في حديثه لـ الصحفيين، وفي لقاء قصير، على «أن إطلاق النار والاشراف عليه هو المهمة الاولى التي سيقومون به». وقبل أن يباشر باتريك حديثه عن المهام والبنود التي سيعملون عليها، قال: «أولا نود التأكيد على أن الحل هو بأيديكم وأن القرار هو قراركم ونحن مجرد وسطاء ومراقب».
وأكدت مصادر مقربة من الفريق، في حديثها إلى «العربي»، أن «الفريق بدأ برصد الأوضاع التي وقف عليها خلال جولته التي قام بها أمس، وأنه سيبدأ اليوم بعقد لقاء بالطرف الآخر التابع للشرعية».
ومن المتوقع أن يلتقي به في منطقة قريبة من منطقة الدريهمي، اليوم الأربعاء، وحيث الخروقات العسكرية تمت خلال أمس من قبل طيران «التحالف» والقوات التابعة لـ «الشرعية»، في حين يتهم الطرف الاخير قوات «الإنقاذ» بخرق الهدنة بـ20 خرقاً. أي أن اليوم الأول للفريق الدولي في الحديدة لم يمر بسلام، بل وسط خروقات مستمرة على الأرض، بينما المتحدث باسم قوات حكومة «الانقاذ»، يؤكد أنهم رصدوا 31 خرقا لاتفاق وقف إطلاق النار في مواقع مختلفة في الحديدة.
«الشرعية» ماضية في الحرب؟
لكن المؤشرات العسكرية واضحة ربما بشأن ارتكاب طرف «الشرعية» و«التحالف» خروقات. من بين تلك المؤشرات، التحليق المستمر للطيران فوق بعض مناطق الحديدة، وسماع دوي القصف. بالإضافة إلى بعض المؤشرات، على سبيل المثال تغريدة للقائد العسكري، طارق صالح، والتي قال فيها إنهم «يحاربون من اجل فرض السلام». وهذا تأكيد واضح على أنهم ماضون في خيار الحرب.
وأشارت المصادر، إلى أن «الفريق الأممي المكلف بالإشراف على وقف إطلاق النار، من المتوقع أن يعقد لقاءً مشتركاً مع اللجنة المشتركة من الطرفين جنوب مدينة الحديدة، وسيلزمهم بإلزام جماعاتهم بالوقف الفوري لإطلاق النار»، مؤكدةً أنه خلال «أربعة أيام سيرفع تقريره الأول إلى مجلس الأمن، ولن يتردد بالإشارة إلى من سيرتكب خروقات بشكل واضح ودقيق».
وأشارت المصادر، إلى أن «الفريق بدى مستاء من الخروقات التي حدثت والتحليق للطيران الذي سمع فوق مناطق الدريهمي، والمناطق المجاورة». ولفتت المصادر، إلى أن «الفريق قرر أن يبدأ بالنزول إلى مناطق التماس ومناطق المواجهات، حتى يتمكن من رصد الخروقات بشكل دقيق».
وأما بشأن تسليم الحديدة، فأكد وكيل محافظة الحديدة، عبد الجبار محمد، أن «تسليم الميناء ليس أمراً مطروحا من قبل الفريق الأممي»، في حين أن «الشرعية» تتحدث عن تسليم الميناء، وتتحدث عن اتفاقات وبنود لا وجود لها في نصوص الاتفاقية، فهي تقول إنها تجهّز قوة عسكرية مكونة من خمسة آلاف شخص لتحل محل القوات المسيطرة على الميناء وبعض المواقع وهذا لا وجود له أيضا في نصوص الاتفاق.
(معاذ منصر – العربي)