هيلنيك شيبنج نيوز: تكتّل «أوبك» يقترب من نهايته
متابعات:
قال موقع «هيلنيك شيبتنج نيوز» العالمي، إن منظمة الدول المصدّرة للنفط «أوبك» قد فقدت سطوتها في أسواق الطاقة وفاعليتها، إذ باتت المنظمة، التي كانت لوقت طويل تهيمن بشكل طاغ على الطاقة العالمية، تدريجياً في وضع أضعف وأكثر استسلاماً.
أوضح الموقع، في تقريره، أن أوبك لم تعد الفاصل الوحيد في ميزان الطاقة العالمية، مشيراً إلى أن الأشهر الأخيرة شهدت استعانة السعودية، المسيطرة على المنظمة، بروسيا غير العضو في أوبك، للتحكم مجدداً في ديناميات الخام العالمي، ومن هناك جاء مصطلح (أوبك+1).
وذكر الموقع أن أوبك+1 وضعت سقفاً جديداً لإنتاج النفط العالمي وخفضت إنتاجها بنسبة 1.2 مليون برميل يومياً، لكن يبدو أن الأمر لم ينجح في رفع الأسعار، التي واصلت الهبوط مع اقتراب الخام الأميركي من 40 دولاراً.
وأوضح التقرير أن النفط فقد 40% من قيمته خلال شهرين، وذلك رغم خفض الإنتاج الروسي والسعودي، مضيفاً أن النفوذ المتزايد للنفط الصخري الأميركي لا شك يلعب دوراً في خفض الأسعار عالمياً.
ومن بين العوامل الأخرى لتضاؤل نفوذ أوبك، يتابع التقرير، هو فقدان المنظمة بعضاً من تماسكها الداخلي، فثمة إحساس متزايد داخلها وخاصة بين الأعضاء الصغار، أن أوبك تلبي فقط متطلبات السعودية وروسيا غير العضو، مع تجاهل مصالح الدول الصغيرة.
ولفت الموقع أن قطر تفرض نفوذها في مجال الطاقة حالياً وهو أمر له معانٍ سياسية، فقد خرجت الدوحة من أوبك وعزت ذلك لتركيزها على إنتاج الغاز الطبيعي، بينما يقول خبراء أن ابتعادها عن المنظمة النفطية له علاقة بحصار أبوظبي والرياض لها منذ أكثر من عام.
ونقل الموقع ما قاله خبير أسواق الطاقة، نعيم أصلان، لموقع «ماركت ووتش» المختص بالطاقة، بأن مغادرة قطر لأوبك «يعادل تكسيراً في العمود الفقري للمنظمة»، مضيفاً أن أوبك قد لا تتمكن من الاستمرار، وأن الدوحة أرسلت رسالة مفادها أن الأعضاء وضعهم أفضل وهم خارج المنظمة.
ويرى جيف ياستن، محلل شؤون الطاقة في مؤسسة «بانيان هيل»، أن هذه الأيام ثمة إحساس بأن ما يخدم مصالح السعودية لا يصب بالضرورة في مصالح الدول الأعضاء في أوبك.
ولفت ياستن إلى احتمال تفكك أوبك، خاصة إذا استمرت السعودية تحت قيادة ولي العهد محمد بن سلمان، الذي يتسم بانعدام الكفاءة، مشيراً إلى أن المنظمة ليس بالضرورة أن تتفكك رسمياً، بل من خلال تحولها إلى منظمة غير ملائمة.
ونقل الموقع عن إلين والد، محللة شؤون الطاقة في مؤسسة «أتلانتك كونسل»، قولها إن قرار قطر بالانسحاب من أوبك يرسل رسالة بأن الأعضاء الصغار يشعرون بغضب متنامٍ إزاء هيمنة السعودية وروسيا على المنظمة.
وختم الموقع تقريره بالقول إن الشؤون الجيوسياسية في الشرق الأوسط تلعب دوراً في عملية إعادة تشكيل أوبك، إذ يمكن للدول الصغار مثل قطر وإيران وغيرهما الوقوف في وجه أوبك بقيادة السعودية، وهو أمر لا يبشر بخير لمستقبل أكبر منظمة منتجة للنفط عالمياً.