الحصار … موت صامت يفتك باليمنيين
متابعات:
ارتفعت الفاتورة الإنسانية للعدوان والحصار الذي يفرضة التحالف بقيادة السعودية منذ أربع سنوات، ولذات السبب يموت طفل كل عشر دقائق جراء تدهور الاوضاع المعيشية والاقتصادية وانحسار دور الخدمات الصحية في البلد، يضاف إلى أن متوسط وفيات المرضى المصابين بأمراض مستعصية بلغ حالة وفاة في كل ساعة بسبب إنعدام الادوية المنقذة للحياة وإغلاق مطار صنعاء في وجه المرضى الراغبين بالسفر للخارج لتلقي العلاج.
بصمت يقتل الحصار الآلاف من اليمنيين بأقل تكلفة، فبسبب الحصار يصارع الآلاف من اليمنيين المرضى الموت في مستشفيات العاصمة صنعاء، والمحافظات المحاصرة الواقعة تحت سيطرة حكومة الإنقاذ منذ أكثر من عامين مضى على أغلاق التحالف مطار صنعاء الدولي، تحت ذريعة إقتراب المواجهات العسكرية من المطار وتهديد السلامة الجوية.
إلا ان المطار الذي اغلق في وجه اليمنيين ظل بكل جاهزيته الفنية وفق المعايير الملاحية مفتوحاً امام طائرات الأمم المتحدة فقط.
30 ألف حالة وفاة
ووفقاً لإحصائيات وزارة الصحة في العاصمة صنعاء، فإن 30 ألف حالة وفاة سجلت منذ 8 اغسطس 2016 – ديسمبر 2018، بسبب قرار إغلاق المطار دون مبرر، وتفيد الوزارة إلى أن أكثر من 200 ألف مريض وجريح جراء العدوان عجزوا للعام الثالث على التوالى للسفر للخارج في ظل تواطؤ دولي مفضوح مع دول تحالف العدوان، ورغم فداحة الضرر يصر التحالف على قتل المزيد من اليمنين بطرق غير مباشرة من خلال رفضه المطلق لفتح مطار صنعاء كمطلب إنساني.
ومع إنسداد أفاق السلام، تتصاعد الكلفه البشرية للحصار التي بضحايا خسائر العدوان العسكري الذي لم تتجاوز ضحاياه 40 ألف مدني بين قتيل وجريح طيلة أربع سنوات.
فتداعيات الحصار ادوت بحياة. الآلاف من مرضى القلب والثلاسيميا والسرطان والفشل الكلوي وزارعي الكلي، وضاعف ذلك تفشي الامراض والاوبئة كالكوليرا، والدفتيريات وانفلونزا الخنازير (h1n1)، ووباء الضنك.
يبحث الآلاف من مرضى الفشل الكلوي عن النجاة من موت محقق في مراكز غسيل الكلى الحكومية البالغة 27 مركز، إلا ان تلك المراكز التي كان يتلقى فيها المريض غسلتين في الاسبوع لم تعد قادرة على إستيعاب المزيد من المرضى الذين ارتفعت اعدادهم من 25 ألف مريض قبل العدوان إلى 5658 مريض حالياً يحتاجون إلى 700 ألف غسلة سنويا، بينما تفيد السلطات الصحية بصنعاء، بإنها ما يتوفر لديها من مخزون استراتيجي من محاليل الإستصفاء لايتجاوز أكثر من 10% من هذة الغسلات.
في جمعية رعاية مرضى الفشل الكلوي بالعاصمة صنعاء، يتحدث النازح يحيى شوعي إبراهيم وهو مصاب بالفشل الكلوي عن وفاة الكثير من رفاقة المرضى في الحديدة او في صنعاء، يتحدث بلكنته التهامية “ماتو رحمهن الله”، يقول يحيى إن البعض من المرضى وصل إلى قناعة بان الموت أفضل من البقاء بعد ان عجزت اسرته توفير نفقات النقل إلى مراكز الغسيل الكلوي والإقامة في المدن.
مصدر طبي أكد ان هناك 1200 مصاب بالفشل الكلوي فقدوا حياتهم منذ بدء العدوان والحصار، ويشير إلى ان الغارات المفاجئة التي تستهدف الاحياء السكنية تسببت باصابة العشرات بالفشل الكلوي والإصابة السكري من الأطفال.
سلاح الاوبئة
الناطق الرسمي باسم وزارة الصحة في حكومة الإنقاذ الدكتور يوسف الحاضري، أكد في تصريح لـ«راصد اليمن»، أن الوضع الإنساني والصحي في اليمن في وضع مأساوي بسبب العدوان والحصار المفروض على الشعب اليمني الصامد.
واتهم الحاصري دول العدوان بقيادة السعودية بأستخدم كل انواع الأسلحة لقتل الحياة في اليمن بجميع اشكالها وانواعها، ومن أخطر تلك الاسلحة “سلاح الاوبئة والأمراض” والذي قضى على أكثر من عشرة أضعاف ما قضت عليه أسلحته المحرمة والفتاكة الذي أستخدمت ضد الشعب اليمني.
ولفت إلى ان إنتشار العديد من الاوبئة الفتاكة كالكوليرا والدفتيريا في اليمن كانت نتيجة العدوان واتساع نطاق المجاعة بين المواطنين، واشار إلى أن وباء الموليرا ادى إلىى وفاة 2690 حالة وفاة خلال الفترة (ابريل 2017- ديسمبر 2018) كما بلغت إجمالي الإصابات 1362323 حالة، يضاف إلى وفاة 180 حالة بوباء الدفتيريا.
وحول معاناة المرضى في المستشفيات اليمنية اكد ناطق وزارة الصحة بصنعاء، أن ابناء الشعب اليمني يعيشون وضعاً إنساني صعب، ويموت الآلاف جراء نقص تفشي الاوبئة وانعدام 120 صنف دوائي هام، واشار إلى أن هناك 500 ألف مريض بأحد انواع امراض السكري لا يجدون دواءهم المناسب وعلى رأسه أدوية الأنسولين ، و5000 مريض زارع كلى لا يجدون معظم أدويتهم الخاصة بتثبيط المناعة الذي يتوجب عليهم استخدامة مدى الحياة ، وبسبب انعدام ادويتهم، توفى منهم المئات في ظل عجز الدولة القيام بتوفير الدواء، وخصوصاً بعد نقل البنك المركزي من صنعاء إلى عدن.
سوء التغذية
تفيد اخر احصائية صادرة عن وزارة الصحة بصنعاء في ديسمبر 2014م، ان إجمالي المصابين بسوء التغذية من الاطفال كانوا لايتجاوزون 390 ألف طفل، إلا ان احصائيات الوزارة المعنية في ديسمبر الحالي وبعد اربع سنوات، تشير إلى عدد الاطفال المصابين بسوء التغذية الوخيم والحاد والذين يحتاجون إلى العلاج خلال فترة لاتزيد عن اسبوعين لإنقاذ حياتهم بلغوا 400 الف طفل، ووفقا لإحصائيات رسمية فإن 2.3 مليون طفل يمني ضمن الفئة العمرية من (0- 5) سنوات وبنسبة طفل من كل 3 اطفال يمنيين مصاب بسوء التغذية.
وتقدر الإحصائيات الاممية ان طفلاً واحداً يموت في كل عشر دقائق بسبب سوء التغذية، إلا ان وزارة الصحة بصنعاء تؤكد أن وفيات سوء التغذية من الاطفال دون سن الخامسة خلال الاربع سنوات من عمر العدوان والحصار بلغوا 80 ألف طفل يمني، كما بلغت عدد النساء المصابات بسوء التغذية “ضمن مرحلة الحمل والرضاعة ” 1.2 مليون امرأة.
(تقرير – رشيد العديني)