المونيتور: الملك سلمان سيدفع ثمن دفاعه عن ولي عهده
متابعات:
قال الكاتب بروس ريدل إن العاهل السعودي الملك سلمان، سيدفع ثمن دفاعه عن ابنه محمد ولي العهد، وذلك مع بزوغ 2018 كعام الأحداث السيئة لكل من المملكة وولي العهد، الذي تحوّل من شخصية ثورية تقود ربيعاً سعودياً ويُكال لها المديح دولياً، إلى مدان بالإجماع من قبل «الكونجرس» الأمريكي، لتعمده قتل الصحافي السعودي المعارض جمال خاشقجي.
وذكر الكاتب، الذي كان يعمل ضابطاً في الاستخبارات الأمريكية، في مقاله بموقع المونيتور الأمريكي، أن بن سلمان البالغ من العمر 33 عاماً يتزايد النظر إليه باعتباره طاغية يتميز بالخطورة والطيش، وله يد في ارتكاب جرائم حرب ومجاعة جماعية باليمن، متوقعاً أن تظل وسائل الإعلام والكونجرس في موقف معاد لولي العهد في 2019.
وأوضح الكاتب أن جاذبية بن سلمان عندما زار بريطانيا وأمريكا مطلع العام الحالي كانت تعود إلى مزاعمه عن الإصلاح وتمكين المرأة ومهادنة إسرائيل وحل الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، فاستقبل بحفاوة من النخب السياسية وقادة مجتمع الأعمال هناك.
وأشار الكاتب إلى أنه ورغم حصول قضية اليمن على تركيز أقل خلال زيارة بن سلمان لأمريكا، فإن معارضة حرب السعودية باليمن كانت تكتسب زخماً خلف الكواليس، بقيادة السيناتور الديمقراطي كريس مورفي، الذي سعى لوقف دعم أمريكا العسكري للرياض في حربها تلك، مع إشارة الأمم المتحدة إلى وجود 16 مليون يمني على حافة المجاعة، في أسوأ كارثة إنسانية عالمية، إذ تعد حرب اليمن أبرز مشروعات بن سلمان في السياسية الخارجية.
وتباع ريدل، أنه في حال لم تتجه الحرب نحو وقف إطلاق نار بحلول الشهر المقبل، فإن الكونجرس من المرجح أن يتخذ إجراءات لمعاقبة بن سلمان وإنهاء مشاركة أمريكا في تلك الحرب، وسيحاول الرئيس ترامب الدفاع عن حليفه ولي العهد، مضيفاً أن دفاع ترامب، رغم ذلك، سيكون ضعيفاً بسبب المشاكل القانونية التي يواجهها.
وأوضح الكاتب أن سمعة بن سلمان باتت متضررة ولم يعد من السهل استعادتها، بل يُتوقع استمرار هذا الضرر، وذلك مع محاولته معالجة مشاكله، مثل الخلاف مع كندا، التي أعلن رئيس وزرائها أنه بصدد دراسة إلغاء صفقة أسلحة ضخمة مع الرياض.
واعتبر الكاتب أن القرارات الصادرة من الكونجرس الأمريكي وكندا هي رمزية بالأساس، لكنها مهمة وذات دلالة قوية، مضيفاً أن مصير بن سلمان في يد والده وحده، الذي أطاح قبل عامين باثنين من ولاة العهد، لكنه مصر على مساندة ابنه، رغم سمعته السيئة، مع احتمال معاناة المملكة من مشكلات بسبب وجود حاكم منبوذ لسنوات مقبلة.
وتوقع الكاتب أن تكون لبقاء بن سلمان عواقب على التحالف الأمريكي-السعودي على المدى الطويل، خاصة أن الرياض تحتاج واشنطن أكثر وليس العكس.
وختم الكاتب بقوله إن جنازة الرئيس السابق جورج بوش كشفت عن ملمح رمزي آخر، وهو أن أعلى مسؤول عربي حضر الجنازة كان الملك عبدالله من الأردن وليس بن سلمان.