كل ما يجري من حولك

عن فقاعة إنشاء قوة عربية مشتركة .. “حدث ولا حرج”

485
بقلم / علي الريمي

المقترح الخاص بإنشاء قوة عربية مشتركة ولد ميتاً ويمكن القول بأنه لم يكن سوى “زوبعة في فنجان” ومجرد جعجعة لم ينتج عنها أي طحين!
فالذين طرحوا إعادة تفعيل هذا الموضوع الموجود أصلاً ضمن مشروع أو ميثاق تأسيس الجامعة العربية منذ أن تم إنشاء هذه الجامعة عام 1946م لكنه ظل حبيس الأدراج وكان طوال العقود الماضية مجرد شعار للاستهلاك الإعلامي يتم الحديث عنه قبيل حلول مواعيد عقد ما يسمى بالقمم العربية!

وقد اتخذ منه الكثير من القادة العرب أداة للمزايدة ومادة خصبة لتبادل الاتهامات والاتهامات المضادة بين أولئك القادة “الأنظمة” بأن هذا الزعيم أو ذاك الملك يتخذد سياسات معُطلة لفكرة تأسيس القوات العربية المشتركة التي كان البعض ينادي بضرورة إنشائها لكي تكون بمثابة قوة عسكرية معدة ومدربة للاستعانة بها كقوات تدخل سريعاً في حال تعرض أي دولة عربية لأي خطر قد يهدد كيانها!
المهم أن ذلك المشروع لم ير النور على الرغم من كل المحاولات والمساعي الجادة التي قام بها بعض القادة العرب لكي يتم إخراج الفكرة لتصبح حقيقة على أرض الواقع هدفها الحقيقي حماية الأمن القومي العربي لكن كل تلك الجهود المخلصة والصادقة تم إفشالها من قبل بعض الأنظمة مع سبق الإصرار.. والترصد للأسف الشديد!؟
إجهاض سعودي.. لإعادة التفعيل!
كما هو معروف فإن فكرة إنشاء القوة العربية المشتركة لم تغادر من أدراج جامعة الدول العربية واستمر الحديث حولها مجرد ظاهرة صوتية خالية من أي جدية أو حتى مجرد رغبة بأن تقوم الجامعة بتفعيل ذلك المشروع ليصبح واقعا ملموسا وفي خدمة مصالح الأمة من المحيط إلى الخليج لكن .. وآه من لكن هذه، كان هناك من يُحبط أي تحرك لتأسيس تلك القوة خدمة للأعداء والمتربصين بالعرب الكيان والإنسان!
مؤخراً عاد الحديث عن ذلك الهدف السامي وأهمية الإسراع في إنجاز الخطوات العملية الهادفة لإقامة القوة العربية المشتركة ولتكون جاهزة في أقرب وقت ممكن لكي تضطلع بالدور المناط بها والمرجو منها في التدخل عند الحاجة للدفاع عن كل قطر عربي في حال تعرضه لأي تهديد قد يمسّ أمنه أو استقراره الخ وجاء ذلك الكلام المنُمق من قبل النظام السعودي الذي كان قد شكل تحالفاً عربيا ودشن به الاعتداء على اليمن في 26 مارس الماضي حيث حاول آل سعود تسويق الموضوع وإثارته في القمة العربية التي عقدت في شرم الشيخ بعد أن كان الحلف العسكري بقيادة السعودية ومعه عشر دول أخرى محسوبة على العرب والعروبة قد بدأ عدوانه الغاشم وغير المبرر على الشعب اليمني ولا يزال ذلك العدوان مستمراً ودخل شهره السادس!
وقد حظي المقترح الذي تبناه حكام نجد والحجاز بتأييد ومباركة من تلك الأنظمة التي تشارك في التحالف المذكور وخرج البيان الختامي للقمة بتوصية تصدرته تطالب بالإسراع في إنشاء القوة العربية المشتركة وكما أسلفنا فلم يكن الموضوع سوى إعادة توظيف جديدة لذلك المشروع الذي سبق وأن وئد في مهده! تماما كما كان يحدث في كل مرة في السابق فالنظام السعودي الذي اقترح إعادة النظر في الموضوع أعاد ذلك النظام ذاته ليقوم بإجهاض مقترحه بعد مرور بضعة أشهر ليعود المشروع إلى مدفنه السابق!
آخر السطور
كان واضحاً بأن نظام آل سعود اتخذوا من طرحهم لذلك المقترح إنشاء القوات العربية المشتركة في مثل ذلك التوقيت الحصول على تأييد مطلق بشرعنة عدوانهم البغيض على الجمهورية اليمنية تحت غطاء ووهم وقف التمدد الإيراني في اليمن!
وحين حصلوا على مبتغاهم ذاك عاد آل سعود مؤخراً ليقوموا في 26 أغسطس الماضي بإجهاض ما كانوا قد طالبوابه في القمة العربية بشرم الشيخ التي وللأسف الشديد كانت قد منحت ذلك النظام الغطاء ليقوم بتدمير اليمن وقتل وتشريد أبنائه دون أي وازع ديني أو عربي حيث تلقت الجامعة العربية طلباً سعودياً يقترح تأجيل الاجتماع الذي كان مقرراً عقده في 2015/8/26م على مستوى وزارء الداخلية والدفاع ورؤساء الأركان العرب للبحث في تسريع خطوات إنشاء القوة المشتركة؟
وقد حظي الطلب السعودي بالتأجيل غير المسمى لمشروع تأسيس القوة العربية المشتركة بدعم من خمس دول عربية هي “البحرين، الكويت، قطر، الإمارات، العراق” فكان أن تم إفشال عقد ذلك الاجتماع الذي كان مقرراً أن يتم فيه إقرار بروتوكول القوة العربية المشتركة علماً أنه التأجيل الثاني الذي يحدث وبطلب من نفس الطرف الذي أحبط عقد اجتماع 26/أغسطس وحال أيضاً دون الاتفاق على تحديد موعد آخر لعقد مثل ذلك الاجتماع!
وهكذا انتهى المسلسل السخيف عن مقترح إنشاء القوات العربية المشتركة ووصف الكثير من المراقبين الأمر بما قالوا عنه أنه كان فقاعة أطلقتها ممكلة آل سعود لكنها سرعان ما عملت على إطلاق رصاص الرحمة على تلك الفقاعة.
وعن العمل العربي ومصالح الشعوب العربية.. ومن هو النظام المكلف بإحباط أي تقدم في ذلك .. حدث ولا حرج!
You might also like