السعودية تفشل… عدن تتجه نحو الخروج عن السيطرة
متابعات- تشهد مدينة عدن اليمنية منذ دخول جيش الاحتلال السعودي ومأجوريه إليها حالة عدم استقرار وموجة من الاضطرابات الأمنية المتسلسلة ساعدت على نفوذ تنظيم القاعدة بقوة إليها وزادت من معاناة أهلها الذين سرعان ما انتفضوا في وجه القوات السعودية والإماراتية وهذا ما يفسر قيام الحراك الجنوبي لإخراج الجيش السعودي والقوات الحليفة له من عدن.
مدينة عدن التي كانت تُعرف بموانئها الأكثر إزدحاماً بالعالم أصبحت تعاني من العديد من المشاكل على جميع المستويات والأهم من ذلك كله الفوضى وعدم الاستقرار الأمني وسيطرة تنظيم القاعدة على بعض المناطق الحساسة فيها، حيث أدت كل هذه العوامل مجتمعة الى نشوب حالة من القلق لدى أهالي المدينة من تدهور الأوضاع أكثر في ظل سيطرة العدوان السعودي وتنظيم القاعدة والميليشيات التابعة للرئيس المستقيل عبد ربه منصور هادي عليها.
وقد ساد مدينة عدن هدوء نسبي حيث مَنعت مسلحي القاعدة من الدخول إليها والعبث بأمنها ولكن سرعان ما تبدد هذا الهدوء ليتحول الى عاصفة بلون القاعدة المدعومة سعودياً، فدخول جيش العدوان السعودي والقوات الموالية له عدن وتحالفها مع تنظيم القاعدة لقتاله الى جانبها ضد أنصار الله والجيش اليمني لإخراجهم من المدينة أدى الى زيادة نفوذ هذا التنظيم فيها وسيطرة مسلحيه على مناطق كبيرة داخلها من أهمها منطقة التواهي بمدينة عدن “جنوب اليمن” الى جانب رفعهم أعلام التنظيم على ميناء عدن.
وفي سياق متصل ذكرت “وكالة رويترز” في خبرٍ لها بأن مسلحي القاعدة يجوبون الشوارع ويحملون أسلحتهم بحرية تامة وذكرت أيضاً بأن عناصر التنظيم وصل بهم الحد الى رفع أعلام القاعدة السوداء فوق مبانٍ حكومية ومنها المبنى الإداري بالميناء في عدن.
تغلغل القاعدة وازدياد نفوذها في مدينة عدن الساحلية ذات الموقع الاستراتيجي والحساس، وازدياد الاضطرابات والعمليات الإرهابية وحالة عدم الاستقرار التي تعيشها المدينة جاء نتيجة لعدم وفاء السعودية بوعودها لأهل المدينة إذ قامت السعودية بإطلاق الشعارات وإعطاء الوعود الخلابة لأهل الجنوب وإقناعهم بأن دخولها مدينة عدن سيُحل الأمن والاستقرار فيها وسيساعدهم على الانفصال وتشكيل دولة الجنوب وعودة الرئيس المستقيل عبد ربه منصور هادي ونائبه خالد البحاح إليها، إلا أن السعودية وجدت نفسها عاجزة عن الوقوف في وجه تنظيم القاعدة والسيطرة عليه بعد تحول المنطقة الى قاعدة للجماعات الإرهابية بما فيها تنظيم القاعدة بمساعدة من السعودية نفسها وغير قادرة على ضبط الأوضاع في المدينة التي بدأت تخرج عن السيطرة شيئاً فشيئاً.
ويذكر بأن سيطرة القوات السعودية على عدن تزامن مع دخول تنظيم القاعدة الى المدينة وسيطرته على أجزاء منها وتحكُمِه ببعض المفاصل الحيوية فيها بدعم من القوات السعودية، وهذا ما زاد وبشكلٍ ملحوظ من العمليات الارهابية وحالة انعدام الأمن في المدينة الى جانب الإشتباك مع أهالي المدينة وإجبارهم على الرضوخ الى حكمهم.
بالإضافة الى أن التنظيم عاد الى اتباع سياسته القديمة في تصفية الأشخاص الذين يراهم عقبة في طريقه مثل عمليات الإغتيال التي طالت شخصيات مهمة كان أبرزها عملية اغتيال رئيس شعبة العمليات العسكرية في عدن العقيد عبد الحكيم السنيدي على يد مسلحين مجهولين، ويذكر بأن هذه العملية هي الثانية من نوعها خلال يوم حيث لقي حمدي الشطيري (القائد العسکري الموالي للرئیس المستقيل) مصرعه على يد مسلحين مجهولين كانوا يستقلون دراجة نارية أطلقوا عليه النار ولاذوا بالفرار.
حالة عدم الاستقرار في جنوب اليمن وخصوصاً مدينة عدن وانعدام الأمن في ظل غياب كامل لرجال الشرطة والقوات الأمنية بعد دخول قوات عبد ربه منصور هادي والجيش السعودي اليها أوجدت حالة من التنفر لدى أهالي المدينة الذين أغرتهم وعود السعودية الرنانة بالانفصال والرفاهية المزعومة إلا أن الرياح لم تجر كما تريد السعودية إذ أضحت عاجزة عن احتواء الأوضاع التي تزداد سوءاً في المدينة ودخول الحراك الجنوبي على الخط والذي يسيطر على أجزاء من عدن ومناطق أخرى الى جانب ازدياد نفوذ الجماعات الإرهابية المسلحة وعلى رأسها تنظيم القاعدة الإرهابي أدّت مجتمعة الى إفشال مخططات السعودية والقوى الحليفة لها والى تعريتها أمام حلفائها في الجنوب اليمني بالإضافة الى وصول البعض داخل اليمن الى قناعة بأن السعودية غير قادرة على تحقيق أي من أهدافها من خلال الحرب المعلنة على اليمن وأن الحل الوحيد للسعودية للخروج من ورطتها هو اعترافها بفشلها وفشل عاصفة حزمها وسعيها لإيجاد حلٍ سلمي للأزمة في أسرع وقت ممكن حفظاً لما تبقى لها ولعاصفتها من ماء للوج.
* موقع الوقت