كل ما يجري من حولك

مقارنة موضوعية بين حكومتين

358

 

عبدالحميد شروان

ما امتازت به صنعاءُ وبقيّةُ المناطق التي تقعُ تحت سيطرة الجيش واللجان الشعبيّة، عن المناطق التي تسيطر عليها قُــوَّاتُ الاحتلال، هو الجانبُ الأمني المستقرُّ الذي تنعمُ به هذه المناطقُ وَبشهادة الجميع، داخليًّا وخارجيًّا.. واستمرار هذا الأمر -بطبيعة الحال- يسبّب لدول تحالف الخسّةَ كثيرًا من الأرق والإحراج في آنٍ واحد.

خصوصًا وأن المناطقَ التي تقبعُ تحت سيطرتهم تفتقدُ لأدنى مستويات الأمن، فالاغتيالاتُ وَالاغتصابات والاختطافات وفضائحُ السجون السرّية المنتشرة فيها لم تعد خافيةً على أحد، ناهيك عن انتشار الجماعات المتطرّفة والإرهابية وعصابات التقطع وَالسطو المسلّح بشكل ملحوظ على رقعة واسعة فيها.

التدهوّر الاقتصادي وسوءُ الحال المعيشي لدى الناس في كافة مناطق الجمهورية، لا يختلف كثيرًا، وَهذا الأمر يعد كارثةً بكل مقاييس الوجود.

إذ كيف تتساوى معيشيًا مناطقُ تحكُمُها حكومةٌ معترَفٌ بها دوليًّا، وتقفُ إلى جانبها وتدعَمُها أثرى دول المنطقة والعالم، إضَافَةً إلى وجود منابع وموارد الثروة الوطنية في مناطق سيطرتها الشكليّة، فضلًا عن تحكُّمِها بسياسة البلاد الماليّة بتواجد بنك الدولة المركزي فيها.

بينما مناطقُ الجيش واللجان الشعبيّة على الكفّة الأُخْــرَى، تحكمها حكومة غير معترف بها دوليًا، لكن تستمد شرعيتها واعترافها من شعبها، وتحاربها كُـلّ تلك الدول الثريّة التي تدعم حكومة “الارتزاق”، وتسخّر كُـلّ إمكاناتها العسكرية والاقتصادية والاجتماعية والإعْــلَامية لتدمير كُـلّ شيء، على كُـلّ الأصعدة، بدءًا من العسكرية بالقصف اليومي المستمرّ منذ أَكْثَــر من ثلاث سنوات، والتدمير الممنهج لكل البنى التحتية وَفتح جبهات قتال عديدة متجددة بشكل مستمرّ..

ومرورًا على الصعيد الاجتماعي والإعْــلَامي من خلال زرع الفتنة بين أبناء الشعب، وبثّ الشائعات والزيف والتدليس، وإشعال مشاعر الكُره فيما بينهم بوسائلَ عديدة ومختلفة؛ لتفتيت النسيج المجتمعي، إضَافَةً إلى خلق تكوينات وجمعيات ومنظّمات مهمتها الأساسية استهدافُ الشباب ومسخ فكرهم ووعيهم وتثبيطهم وقتل نفسياتهم؛ سعيًا منها لسلخهم عن مبادئهم وأَخْلَاقهم اليمانية الأصيلة.

وانتهاءً بالصعيد الاقتصادي من حصار واستهداف ممنهج للمصانع والمصالح الاقتصادية وفرض القيود المختلفة على المنتجات المستوردة، ونقلها للبنك، وقطعها لمرتبات بشكل كلّي منذ سنوات.. وفرض القيود على حوالات المغتربين وَالتضييق عليهم وَطردهم من السعوديّة، وغيرها من صنوف الحرب الاقتصادية..

ومع ذلك ورغم كُـلّ هذا القبح الذي يُمارَسُ بشكل ممنهج علينا، فقد خابت مساعيهم، وانعكست كُـلّ مُخَطّطاتهم القذرة التي وضعت لتضييقِ الخناق علينا، وطالت نتائجُها كُـلَّ الشعب في الشمال والجنوب والشرق والغرب بدءًا من المواطنين القاطنين في مناطقهم.

كُلُّ ذلك يجعلُ من الجانب الأمني والوضع المستقرّ الذي ننعم به في مناطق سيطرة الجيش واللجان الشعبيّة، امتيازًا ونجاحًا كبيرًا لم ولن يصلوا إليه رغم كُـلّ الإمكانات التي في متناول أيديهم؛ لذلك يسعون جاهدين لخلخلة الوضع الأمني في مناطقنا لتعم الفوضى وتنتشر الاغتيالات والجرائم ويسود الخراب، لتخف وطأة الحرج الذي تتسبب به هذه الأمور في مناطقهم بشكل متكرّر، أمام المجتمع الدولي والمحلي؛ ولتسهيل وتخفيف الكلفة عليهم تمهيدًا لاقتحامها وغزوها.

لذا كُـلّ يوم يخرجون لنا بقصة جديدة، آخرها ما كان يرادُ حدوثُه يوم ٦ أكتوبر/ تشرين الأول الحالي، من زعزعة الأمن ونشر الفوضى في شوارع العاصمة تحت يافطة “ثورة الجِياع” الممولة خارجيًّا، والتي روّج لها المرتزِقة والمدفوعون وحرّضوا على الخروج فيها.

غير أن رجالَ الأمن تنبهوا مبكرًا لهذا المُخَطّط الدنيء، وتعاملوا بفِطنة ومسؤولية معه قبل أن يحدث، وتبخرّت كُـلّ أوهام العدوّ قبل أن تتشكّل، وأثبت أبطالُنا حُماةُ الوطن مجددًا أن صنعاءَ ستظلُّ عصيَّةً على الغزاة وأدواتهم الرخيصة، وستبقى شوكةً في حلوقهم وكابوسًا يؤرِّقُ مضاجعَهم إلى ما بعد القيامة.

You might also like