ليأكلوا من ثمرِهِ وما عملته أيديهم
أمين عبدالوهّاب الجنيد
من سقى الأرضَ بدمائه؛ ليزرع شجرة الحرية والعزة والكرامة لوطنه.. ها هو اليوم يستنهضُنا لزراعة الحب وَالقمح لتكتمل حلقاتُ النصر والتمكين لشعبه وأمته.
ومن لبّى دعوة القائد حيِنَ البأس واللقاء فانطلق صوب الجبهات باذلاً نفسَه ومالَه؛ فداءً لأرضه وعرضه ودينه.. اليوم مطلوبٌ منه ومنا إصلاح واستصلاح أرضه.
فمن يملكُ أرضاً اختصها الله بطيبة ترابها، وبأس رجالها، وحكمة قائدها، وثبات أهلها، وصمود رجالها، وإيْمَــان شعبها.. لَهو جديرٌ بأن يجعل من الأرض حدائقَ غُلبا وفاكهة وأبّا.
أيها الشعب اليمني نحن اليوم مدعون للاستجابة لقائد الثورة وعَلَم الأُمَّـة؛ للمسارعة والمبادرة في زراعة الأرض واستصلاحها؛ لقطع الطريق أمام الأَعْــدَاء والغزاة لمواجهة مشروع الحصار والقتل والتجويع.
وحتى لا نظلَّ تحت رحمة هَؤُلَاء الفجار مالكي ومشغلي منظّــمات تعلّم الشعوبَ الشحاذة والافتقار، ومد طوابير الانتظار على أرصفة وشوارع الحارات، والوقوف أمام هناجر القطم ولواصق الإغاثات، وتصويرها بانها انتصارات.. فَجُلُّ سعيهم أن يروا الإنْسَـان اليمني منكسَ الرأس منتظراً ما تجود به سعادةُ الأمراء ملوك العهر والبارات.
فلله الحمد على نصره وتأييده، فنحن أعزاء بعزة الله.. فمن سطّر وصنع أعظم آيات النصر في قمم الجبال وفي السهول والوديان وعلى جنبات السواحل والرمال وأعماق البحار، هو اليوم قادرٌ وَقادمٌ لحرث الأرض وزراعة ما طاب ولذ من الثمار والحبوب والفواكه ليجعلها جناتٍ معروشات..
وأقسم برمان صعدة، وزبيب ولوز صنعاء، وبُن ريمة وعسلها وقمح الجوف ومأرب أن تهامة لوحدها ستكفينا إلى يوم القيامة.
ولكن ما أعظم أن نجعل من سقوف منازلنا وأحواشنا وحدائقنا وساحاتنا وكل شبر في هذا الوطن شجرةً مثمرة، تعود علينا بالنفع وَالفائدة فتمنحنا قُــوَّة الصمود والثبات..
أيها الشعب اليمني كم ظلت مجالسَنا تئنُّ وتبكي وتتحسّر وتلوم فيما مضى لعقودٍ!، ما زالت تبحث عن من يوجهُها، عن من يشجعها، عمن يدعمها.. برغم إعراض قادتِها ووقوف مشاريع دول الاستكبار وراء ذلك.. فعمدت إلى تدمير وتصحير أراضينا، وإتلاف شتلاتنا، فاستبدلتها بأشجار لا تغني ولا تسمنُ من جوع وبذرة قاتلة للأرض والإنْسَـان.. حتى أتى أمرُ الله لنخرجَ من تحت وصاية الشيطان.
أيها الشعبُ العظيم خُذْ حريتك، فقد انتزعها أبناؤك من بين أنياب الذئاب.. وازرع أرضك ففيها ما لذّ وطاب..
الاستجابةُ هي عينُ الطاعة وَبشرى انفراج الوضع وسنن الله لبلوغ النصر.