حذر مجلس الوزراء التابع لحكومة «الشرعية»، مساء اليوم الأربعاء، من أي أعمال شغب من شأنها الإضرار بأمن «الوطن ووحدته»، في وقت كان «المجلس الانتقالي الجنوبي» يعلن انتفاضة شعبية في وجه «الشرعية وحكومتها»، في ظل رصد بعض التحركات العسكرية.

ودعت حكومة «الشرعية» في بيان «المجلس الانتقالي الجنوبي» إلى «العمل السياسي، والتخلي عن أية تشكيلات عسكرية أو أمنية لا تخضع للسلطة الشرعية»، متوجهة إلى كافة الأطراف بضرورة «العودة إلى المسار السياسي، بدلا من الدعوة إلى إثارة الفوضى التي سيكتوي بنيرانها الجميع».

هذا التحذير جاء بعد بيان لـ«الانتقالي» أعلن خلاله انتفاضة شعبية في مدينة عدن والمحافظات الجنوبية ضد «الشرعية وحكومتها»، داعياً الجنوبيين للخروج إلى الشوارع والساحات والسيطرة على مؤسسات الدولة.

«المجلس الانتقالي» وعلى الرغم من أنه طالب بأن تكون التحركات سلمية، إلا أنه حث «قوات المقاومة الجنوبية» على حماية الذين سيخرجون لتلبية دعوات «الانتفاضة»، وهو أمر رأى فيه مراقبون نية مبطنة لعسكرة التحركات، خاصة وأنه طلب إلى تلك القوات الاستعداد «لمواجهة مثيري العبث والإفساد لحماية شعبنا في انتفاضته المشروعة».

وفي هذا الإطار، ذكرت وكالة «رويترز» أن «قوات المقاومة الجنوبية، التي شكلتها وسلحتها الإمارات، تتألف من 50 ألف مقاتل، بينهم 20 ألف مسلح»، يخوضون معارك ضد قوات «الإنقاذ» في مدينة الحديدة الساحلية.

مصادر «العربي» أكدت أنه لم يكد يمضي كثير وقت على بيان «الإنتقالي»، حتى بدأت التحركات العسكرية على الأرض، وفيما أفيد عن تحركات شعبية في عدن، تم رصد تحركات مريبة في جبل حديد وسط حركة ازدحام في جولة كالتكس. كما ذكرت المعلومات أن قوة لـ«الانتقالي» انتشرت بالقرب من نقطة العلم المدخل الشرقي لمدينة عدن، في مسعى لتأمين المدخل الشرقي للمدينة، إضافة إلى مطار عدن الدولي.

هذه التطورات المتلاحقة وتذرع «الإنتقالي» بالتدهور الحاد في الأوضاع الاقتصادية لإعلان انتفاضته، بعدما ألقى بالمسؤولية على «الشرعية وحكومتها»، أمور دفعت الأخيرة للتحرك سريعاً، فأوفدت «اللجنة الاقتصادية» ومحافظ البنك المركزي فرع عدن، إلى المحافظة قادمين من الرياض.
وأفادت المصادر بأن «اللجنة وصلت إلى قصر معاشيق حاملة معها المنحة السعودية للبنك المركزي والمقدرة ب200 مليون دولار».

تسارع الأحداث هذا ترافق مع سلسلة تظاهرات عمَّت ولا تزال الشارع الجنوبي، ولليوم الثاني على التوالي استمرت التحركات الاحتجاجية في مدينة تعز، وقد رفع المتظاهرون شعارات تندد بـ«التحالف والحكومة الشرعية»، فيما أغلقت معظم المحلات التجارية أبوابها.

وفي المكلا، نفذ محتجون وقفة أمام إذاعة المكلا، أدانوا خلالها تقاعس «التحالف» وصمته حيال ما يحدث على الصعيد الاقتصادي في البلاد، وما تشهده العملة الوطنية من انهيار.

يشار إلى أن هذه التوترات بين «الإنتقالي» المدعوم من الإمارات، وحكومة هادي المدعومة من السعودية، تعكس مدى اتساع الهوة بين الدولتين (السعودية والامارات) اللتين تقودان «التحالف»، وقد أعلن «الانتقالي» أن تحركاته تأتي تمهيداً لإحياء جمهورية اليمن الجنوبية السابقة، التي اتحدت مع الشمال عام 1990

(العربي)