صحيفة عبرية: الحوثيون يغلقون بوابة إيلات ويقلبون موازينَ الملاحة والتجارة الإسرائيلية
متابعات..|
في تطور يعكس حجم التحول الجيوستراتيجي الذي فرضته صنعاء في البحر الأحمر، كشفت صحيفة “غلوبس” العبرية في تقرير حديث رصده وترجمه “المساء برس” عن أزمة غير مسبوقة تعصف بميناء إيلات الإسرائيلي، بعد أكثر من 16 شهراً من الشلل التام نتيجة الضربات اليمنية التي عطلت الملاحة في خليج العقبة وجعلت من الميناء منطقة أشباح، ما تسبب بانهيار الحركة التجارية، وتسريح العمال، وخسائر مالية ضخمة لإدارة الميناء وشركات الشحن المرتبطة به.
ضربة يمنية تصيب الاقتصاد الإسرائيلي في مقتل
وبحسب الصحيفة، فإن القوات اليمنية نجحت في شل ميناء إيلات بالكامل منذ أواخر عام 2023، وأجبرت شركات الملاحة على تحويل مساراتها نحو موانئ البحر المتوسط، وهو ما أدى إلى انخفاض إيرادات الميناء بنسبة 81% خلال الربع الأول من عام 2024، وفقدان 100% من نشاطه في مجال تفريغ السيارات المستوردة، وهو المجال الذي كان يمثل شريان الحياة الرئيسي للميناء.
إفلاس سياسي وأمني.. وهزيمة اقتصادية
وفيما يواصل المسؤولون الإسرائيليون الترويج لـ”الردع”، تكشف الوقائع على الأرض عن فشل مزدوج: عسكري واقتصادي. فميدانياً، لم تفلح الضربات الأمريكية والبريطانية وحالياً الضربات الأمريكية بقيادة ترمب في وقف هجمات صنعاء أو إعادة تأمين الممرات البحرية. أما اقتصادياً، فقد تحولت إيلات إلى عبء على الحكومة، تتطلب مساعدات حكومية ودعماً عاجلاً لتجنب الإفلاس الكامل.
وفي مفارقة لافتة، نقلت الصحيفة عن الرئيس التنفيذي للميناء قوله: “أنا لا أشعر بالخجل من دفع فدية للحوثيين”، في اعتراف ضمني بحجم الضغط الذي فرضته الهجمات اليمنية، والتي جعلت حتى الحديث عن “دفع مبالغ لتأمين السفن” خياراً مطروحاً على الطاولة، ما يعني أن الإسرائيليين على استعداد لدفع الأموال من أجل السماح لسفنهم بالمرور وهو بالطبع ما يعتبر مستحيلاً بالنسبة لليمنيين.
الهستدروت تتهم.. والنقابة تنهار
الهستدروت (نقابة العمال) دخلت على خط الأزمة، مطالبة بإلغاء امتياز إدارة الميناء، بعد أن قامت الإدارة بتسريح 18 موظفاً من أصل 120، رغم الوعود السابقة بالحفاظ على الوظائف. كما اتهمت النقابة الشركة بإهمال البنية التحتية وبتعريض السلامة العامة للخطر، ما يعكس عمق الأزمة الإدارية الناتجة عن غياب النشاط الملاحي.
أرقام تكشف الهزيمة
100% تراجع في استيراد السيارات إلى إيلات
81% انخفاض في الإيرادات خلال ربع واحد
60% تراجع في الأنشطة اللوجستية الأخرى
8 ملايين شيكل مصاريف تشغيل شهرية دون إيرادات
162 مليون شيكل أرباح سابقة سُحبت من الميناء قبل الأزمة
قراءة يمنية استراتيجية
وتكشف هذه الأرقام أن ما حققته صنعاء ليس مجرد “ضربة تكتيكية”، بل نصر استراتيجي أعاد رسم خرائط التجارة البحرية الإقليمية. فميناء إيلات، الذي يُمثل المنفذ الجنوبي الرئيسي لإسرائيل على البحر الأحمر، أصبح بلا فائدة. وبات على الاحتلال أن يواجه عواقب خوضه عدواناً على غزة في جبهات لا يملك السيطرة عليها، من البحر الأحمر إلى غزة إلى الداخل المحتل.
كما تؤكد معطيات “غلوبس” أن المعادلة اليمنية قلبت الطاولة على إسرائيل، حيث باتت منشآتها الحيوية تحت ضغط ناري مستمر، وأصبح أمنها البحري مهدداً، واقتصادها ينزف. أما واشنطن، فقد فشلت في حمايتها، ما يثبت أن الردع اليوم بات في يد اليمنيين الذين أعادوا تعريف القوة من الساحل اليمني إلى شواطئ فلسطين.