كل ما يجري من حولك

“ذا أتلانتك”: صنعاء تُراكِمُ الانتصارات الاستراتيجية وأمريكا تهزم نفسَها في اليمن

40

متابعات..|

في واحدة من أهم الاعترافات الإعلامية الغربية، يعترف تقرير موسّع نشرته مجلة “ذا أتلانتك” الأمريكية، رصده وترجمه “المساء برس” بأن إدارة ترامب تخوض حربًا “بلا استراتيجية واضحة” ضد من أسمتهم المجلة بـ”الحوثيين”، محذرًا من أن نتائجها “ستكون عكسية” وأن صنعاء قد تخرج منها “أقوى سياسيًا وأكثر توحدًا”. هذه ليست مجرد وجهة نظر؛ بل اعتراف صريح بهزيمة واشنطن أمام اليمن على المستويين العسكري والاستراتيجي.

“عملية الفارس الخشن”: حملة عسكرية فاشلة ومكلفة

بحسب كاتب التقرير روبرت وورث، فإن ما يسمى بـ”عملية الفارس الخشن” التي أطلقها وزير الدفاع بيت هيغسيث لم تكن سوى نسخة محدثة من مغامرات عسكرية أمريكية فاشلة كحرب العراق. العملية كلفت أكثر من 200 مليون دولار في أسابيعها الأولى فقط، وربما تجاوزت مليار دولار عند احتساب التكاليف التشغيلية، ومع ذلك لم تحقق سوى “ضرر محدود”.

بينما يُفترض أن تكون الحملة انتقامية لردع الحوثيين الذين يهاجمون السفن تضامنًا مع غزة، فشل الجيش الأمريكي في تدمير ترسانة صنعاء أو شلّ قدرتها على تنفيذ عملياتها. بل على العكس، أظهرت الدفاعات الجوية اليمنية كفاءة بإسقاط طائرات أمريكية متطورة (مثل MQ-9 Reaper).

فشل استخباراتي وتفكك في القيادة

من أخطر ما كشفه التقرير هو اختراق أمني كبير تمثل في تسريب خطة الحرب الأمريكية عبر تطبيق سيغنال إلى رئيس تحرير المجلة نفسها! وهو ما وصفه الكاتب بـ”الفضيحة”، وعبّر عن عمق الارتباك في قيادة ترامب الأمنية، وغياب الانسجام بين مسؤولي إدارته أنفسهم.

حتى نائب الرئيس جيه دي فانس أبدى رفضه للعملية بسبب أنها “تنقذ أوروبا أكثر مما تنقذ أمريكا”، في دلالة على تفكك الأولويات والانقسام داخل الإدارة.

اليمن يفرض معادلة جديدة

وأورد التقرير مجموعة من المعطيات على شكل نقاط رئيسية منها: أن “الحوثيون استطاعوا ضرب إسرائيل بطائرات مسيرة، وصنعاء أسقطت 17 طائرة ريبر أمريكية (قيمة كل واحدة: 30 مليون دولار)، والتجارة العالمية عبر قناة السويس تضررت، مع تهديد مباشر للكابلات البحرية تحت البحر الأحمر، واكتساب قدرات تصنيع محلية (خلايا وقود، طائرات مسيرة بعيدة المدى)، وصعود إقليمي، ودعم روسي وصيني غير معلن”، وهذه المعطيات، التي أوردها التقرير، تُثبت أن صنعاء لم تكن مجرد جهة مدافعة، بل فاعل إقليمي قلب موازين القوى وفرض معادلة الردع من موقع الهجوم.

ابن خلدون يُفسّر الانتصار اليمني!

في سابقة لافتة، ختم الكاتب تحليله بالإشارة إلى “العصبية” التي تحدث عنها ابن خلدون، بوصفها سر صمود اليمنيين وتماسكهم الداخلي في مقابل الانقسام الأمريكي والعجز السعودي الإماراتي. هذه “العصبية” – التضامن الاجتماعي – هي التي مكنت صنعاء من مواجهة أعتى آلة حربية في العالم بثقة واستمرار، ليختم كاتب التقرير تحليله بالتاكيد على أن “إسرائيل هُزمت بحصار الموانئ، وأمريكا تُستنزف اقتصاديًا وعسكريًا، فيما اليمن فرض ردعًا بحريًا وجويًا، وبات لاعبًا مركزيًا في معادلة فلسطين، وإدارة ترامب تتخبط… ولا تملك خطة واضحة سوى التصعيد العبثي”.

You might also like