الإبادة الإسرائيلية لا توفّر أحداً: محرقةُ الصحافيين بعد مذبحة المسعفين
متابعات..| تقرير*
ارتكب العدو، ليل الأحد – الإثنين، جريمة جديدة في قطاع غزة طاولت الطواقم الصحافية، حيث قصفت الطائرات المُسيّرة خيمةً لمبيت وعمل الصحافيين بجانب مستشفى «ناصر» في مدينة خانيونس جنوبي القطاع. وفي خلال هذه الجريمة التي نقلتها عدسات المصوّرين على الهواء مباشرة، ظهر الصحافي في وكالة «فلسطين اليوم»، أحمد منصور، وهو يحترق حياً أثناء دوامه المسائي، فيما أكلت النيران زميله حلمي الفقعاوي حتى الموت، واستشهد أيضاً الشاب يوسف الخزندار، وأصيب كل من الصحافيين حسن أصليح ومحمد فايق وأحمد الآغا وعبدالله العطار وإيهاب البرديني ومحمود عوض بإصابات متفاوتة.
وينضم الفقعاوي إلى قافلة تضم 210 صحافيين قضوا في عمليات اغتيال متفرّقة تحت ذريعة انتمائهم إلى فصائل المقاومة، وهي التهمة نفسها التي برّر بها العدو قصف خيمة الصحافيين لاغتيال أصليح، وكان قد برّر بها اغتيال الصحافيين حسام شبات ومحمد منصور قبل نحو أسبوعين. وكان أصليح تعرّض، خلال الأيام السابقة، لحملة تحريض من صحافيين إسرائيليين، بوصفه واحداً من الصحافيين الأكثر شهرة في القطاع، والذي واكب عملية «طوفان الأقصى»؛ كما شارك هؤلاء صورة تجمعه مع قائد حركة «حماس»، الشهيد يحيى السنوار، كمبرّر لاستهدافه. وتأتي هذه الجريمة الجديدة غداة عملية إعدام طواقم الإسعاف والدفاع المدني في مدينة رفح جنوبي القطاع، والتي كشف مقطع مصوّر التُقط بهاتف أحد الضحايا توثيقاً كاملاً لها، مكذّباً الرواية التي روّجت لها المؤسسة الأمنية الإسرائيلية.
كثّف جيش الاحتلال مجازره في كل مناطق القطاع
وعلى الصعيد الميداني، كثّف جيش الاحتلال غاراته على مناطق القطاع كافة؛ وسجّلت، أمس، عشرات الاستهدافات الميدانية. وفي الصباح، استشهد ثلاثة مواطنين في استهداف تجمّع في شارع وادي العرايس في حي الزيتون جنوب مدينة غزة. كما استشهد مواطن في جباليا البلد، في حين أغارت الطائرات الحربية على ثلاثة منازل مأهولة بالسكان في مدينة دير البلح وسط القطاع، ما تسبّب في ارتقاء ستة شهداء وإصابة آخرين. وكذلك، أغارت الطائرات على منزل مكتظ بالنازحين لعائلة النفار في مدينة خانيونس جنوباً، ما أدّى إلى استشهاد تسعة مواطنين وإصابة آخرين.
ومع ساعات الظهيرة، أغارت الطائرات المُسيّرة على تجمع للمواطنين بالقرب من مفترق الأمن العام في حي الكرامة شمال مدينة غزة، وكذلك على تجمّع آخر للمواطنين في شارع النصر شمال غرب المدينة. وفي المنطقة الإنسانية في مواصي خانيونس، ارتكب جيش الاحتلال جريمة بشعة بحق العشرات من النازحين الذين اصطفّوا للحصول على الطعام من تكية خيرية، حيث تسبّب القصف باستشهاد سبعة نازحين من بينهم أم وطفلها وإصابة العشرات. كما نفّذت الطائرات المُسيّرة هجوماً على مقهى في منطقة المواصي، فيما طاول عدد من الاستهدافات تجمعات للمواطنين في شارع الجلاء شمال مدينة غزة، ما تسبب باستشهاد مواطن وإصابة آخرين. ومع ساعات، المساء سقط ثلاثة مواطنين شهداء في قصف لمنزل لعائلة سلمان في مدينة دير البلح. ووفقاً لمصدر طبي تحدّثت معه «الأخبار»، فقد وصل إلى مستشفيات القطاع خلال 24 ساعة 39 شهيداً.
وعلى الصعيد الإنساني، يتّجه جيش الاحتلال إلى مزيد من التضييق والخنق، حيث ردّ وزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريش، على تقرير نشرته صحيفة «معاريف» ذكّرته فيه بأن المستوى السياسي سيوجّه بإدخال المساعدات إلى القطاع خلال الأسابيع المقبلة حتى وإن لم يتوقف القتال، بقوله إنه لن يسمح بإدخال حبة قمح واحدة إلى غزة. وفي السياق نفسه، أصدر مكتب رئيس وزراء العدو، بنيامين نتنياهو، بياناً كذّب فيه تقرير «معاريف»، وأكّد أن «الجيش يتّجه إلى ممارسة المزيد من الضغط على القطاع من أجل إعادة المختطفين وتحقيق أهداف الحرب ضمن مظلة القانون الدولي».
* الأخبار البيروتية