كل ما يجري من حولك

العدو يواصلُ تهديدَ درعا: دورياتٌ فصائلية ليليةٌ للاستطلاع

29

متابعات..| تقرير*

تشهد محافظة درعا، منذ الاشتباك الذي وقع بين قوات الاحتلال الإسرائيلي وفصائل محلية في المنطقة المحيطة بـ«سد الجبيلية» (سد تسيل) في ريف درعا الغربي، الأربعاء الماضي، هدوءاً يبدو «مريباً» بالنسبة إلى سكان محليين تحدّثوا إلى «الأخبار». وفي مقابل ذلك، تعيش المنطقة الممتدّة إلى الجنوب من مدينة نوى، تحركات ليلية للفصائل ضمن مجموعات صغيرة، تخرج في مهمة رصد واستطلاع لتحركات العدو على امتداد المساحة المنبسطة من «تل أحمر غربي»، والذي تتخذه قوات الاحتلال قاعدة غير شرعية لها، ومحيط سد الجبيلية، وصولاً إلى «تل الجموع»، وفقاً لمصادر عشائرية من المدينة.

وفي هذا الإطار، يشير أحد المقاتلين الذين شاركوا في عملية صدّ العدوان الإسرائيلي في نوى، إلى أن دوريات الاستطلاع الليلية تأتي على خلفية الرغبة التي أظهرها العدوّ في السيطرة على سد الجبيلية ومنطقة «المحمية الوطنية»، والتي تُعرف شعبياً باسم «حرش تسيل»، وصولاً إلى محاولة السيطرة على «تل الجموع».

ويُعد التل المشار إليه، الأكثر استراتيجية في حسابات الريف الغربي لمحافظة درعا؛ إذ يشرف على كامل القطاع الغربي من ريف درعا وصولاً إلى مشارف بلدة الحارة، والتي تضمّ أعلى المرتفعات الاستراتيجية في الجنوب السوري، وبينها «تل الحارة» الذي كان يُعرف قبل سقوط النظام بـ«مرصد القائد العام»، ويحتوي على مواقع إدارة وتحكّم لأي معركة محتملة مع إسرائيل. وفي حال استطاعت القوات الإسرائيلية السيطرة على «تل الجموع»، فسيمكّنها ذلك من الإشراف الناري على كامل المناطق التي يشرف عليها التل، ما يتيح لها الدخول إلى أي نقطة تريدها في هذا القطاع من ريف درعا.

ويشير تهديد العدو لمدينة نوى، بوصفها أكبر التجمعات السكانية في المناطق القريبة من الحدود مع الأراضي المحتلة، إلى نيته إقامة منطقة وجود مستدام لقواته في الداخل السوري، والسيطرة على نوى وما يتبعها من قرى، وبالتالي على مساحات زراعية وموارد مائية مهمة جداً في حسابات الأمن المائي والغذائي السوري، حسبما يقول ضابط سوري سابق في الجيش المنحل. ويضيف، في حديثه إلى «الأخبار»، أن «السيطرة على تل الجموع، تعني ربطاً نارياً مع قاعدة الاحتلال في تل أحمر غربي، وبالتالي أي تحرك معادٍ لقوات الاحتلال بين التلّين سيكون مرصوداً ومن السهل إنهاؤه سريعاً».

بدوره، يقول المقاتل، الذي فضّل عدم الكشف عن هويته لأسباب أمنية، إن «الفصائل المحلية التي كانت قد رفضت تسليم الأسلحة والاندماج في قوات وزارة الدفاع، المشكّلة من قبل حكومة دمشق الحالية، هي من اتّخذت قرار المواجهة مع العدو، ولا تزال متأهّبة لصد أي عدوان لاحق». ويتابع أن بعض الأشخاص الذين يمثّلون الحكومة أو يرتبطون بها، ممّن زاروا مدينة نوى خلال الأيام القليلة الماضية لتقديم واجب العزاء بالشهداء الذين ارتقوا خلال الاشتباك الأخير، دعوا إلى «ضبط النفس وعدم منح الاحتلال مبررات لدخول مناطق جديدة في الجنوب»، لافتين إلى أن «العدو يقول إنه يبحث عن إنشاء منطقة آمنة ومنزوعة السلاح خشية من الفصائل التي قد تشكّل تهديداً لإسرائيل».

 

You might also like