قائدُ القوات الأوروبية في البحر الأحمر: لسنا هنا لمحاربةِ الحوثيين ونفتقرُ للموارد
متابعات..|
أكد قائد القوة البحرية للاتحاد الأوروبي في البحر الأحمر، الأدميرال فاسيليوس جريباريس، أن مهمة عملية “أسبيدس” الأوروبية لا تستهدف جماعة أنصار الله (الحوثيين) في اليمن، بل تقتصر على حماية السفن التجارية وحرية الملاحة الدولية، نافياً تنفيذ أي ضربات مباشرة ضد مقاتلي الجماعة منذ انطلاق العملية في فبراير الماضي.
وقال الأدميرال جريباريس، في مقابلة مع صحيفة “ذا ناشيونال” البريطانية، رصدها وترجمها “المساء برس”، من مقر قيادة العملية في لاريسا باليونان: “نحن لا نقاتل الحوثيين… لم نُصب أي حوثيين خلال جميع هذه العمليات”. ولفت إلى أن مهمته تركز على تأمين المرور الآمن للسفن في ممرات ملاحة رئيسية مثل مضيق باب المندب وخليج عدن.
وأشار جريباريس إلى أن الإمكانيات الأوروبية الحالية محدودة جداً، إذ لا تضم قوة “أسبيدس” سوى ثلاث سفن (إيطالية ويونانية وفرنسية)، لحماية منطقة شاسعة بطول 2200 كيلومتر. وأوضح أن قلة الموارد تشكل التحدي الأكبر، قائلاً: “لا أستطيع حماية الجميع هناك”.
وتأتي هذه التصريحات في وقت تتعرض فيه أوروبا لانتقادات أميركية بشأن ما تعتبره واشنطن “تخاذلاً أوروبياً” في مواجهة الهجمات الحوثية. ونقل التقرير أن نائب الرئيس الأميركي جي دي فانس كتب في محادثة مسربة: “أنا أكره إنقاذ أوروبا مرة أخرى”، في إشارة إلى تحميل واشنطن عبء التصدي للحوثيين. ورداً على ذلك، أكد جريباريس أن السفن الأوروبية حمت سفناً أميركية أيضاً.
وخلال العام الماضي، ساعدت العملية في عبور 740 سفينة، 440 منها وفرت لها حماية لصيقة، كما اعترضت 18 طائرة مسيرة وزورقين مفخخين وأربعة صواريخ مضادة للسفن.
وفيما نفى الأدميرال الأوروبي التنسيق مع إيران أو الاعتراف الرسمي بجماعة أنصار الله، أقر بوجود قنوات غير مباشرة لنقل الرسائل إلى الحوثيين عبر أطراف إقليمية.
كما كشف عن توسيع مهام العملية الأوروبية لتشمل مراقبة تهريب الأسلحة و”السفن الظلية” التي يُشتبه في نقلها معدات عسكرية للحوثيين، في خطوة قال إنها قد تساعد في كبح قدرات الجماعة العسكرية.
وفيما شدد على ضرورة التوصل إلى حل دبلوماسي طويل الأمد، اعتبر جريباريس أن “العمل العسكري وحده ليس كافياً”، مضيفاً أن أوروبا بحاجة لبناء آلية مستدامة للحفاظ على مصالحها التجارية عبر البحر الأحمر.
بدأت عمليات أنصار الله في البحر الأحمر وخليج عدن في نوفمبر 2023، رداً على العدوان الإسرائيلي على غزة، حيث أعلنت صنعاء منع مرور السفن المرتبطة بإسرائيل حتى وقف العدوان ورفع الحصار عن الشعب الفلسطيني. وقد أدت تلك العمليات إلى تغيير جذري في حركة التجارة العالمية، حيث اضطرت شركات الشحن إلى الالتفاف حول رأس الرجاء الصالح.
ورداً على ذلك، دشنت الولايات المتحدة وبريطانيا عمليات عسكرية واسعة تحت اسم “حارس الرخاء”، ترافقت مع ضربات متكررة على الأراضي اليمنية، لم تنجح في وقف عمليات أنصار الله، التي تمكنت من استهداف بوارج وسفن أميركية وإسرائيلية وحتى إسقاط طائرات مسيرة متطورة من طراز MQ-9 ريبر.
في المقابل، اختار الاتحاد الأوروبي نهجاً أقل تصادمية، عبر عملية “أسبيدس”، التي تركز على الدفاع دون الانخراط في ضربات هجومية، في محاولة لتجنب التورط المباشر في الصراع.
وبينما تستمر العمليات الهجومية الأميركية، وتهدد واشنطن بـ”ألم حقيقي” للحوثيين، لا تزال صنعاء تؤكد أن عملياتها البحرية ستتوقف فقط بوقف العدوان على غزة. وفي ظل استمرار الأزمة، تزداد المطالب الأوروبية بإيجاد حل دبلوماسي شامل، وسط تخوفات من تصعيد أوسع في الممر البحري الأهم عالمياً.