كل ما يجري من حولك

مجزرةُ رفح «بروفة» للآتي: العدوّ يستنسخُ مشاهد الإبادة

27

متابعات..| تقرير*

تغري الطريقة التي ارتُكبت بها جريمة الإبادة الجماعية في حي تل السلطان في مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، جيش الاحتلال بإعادة إنتاجها في مناطق القطاع كافة. وفي ذلك الحي، حيث حُوصر أكثر من 50 ألفاً من المواطنين، أُطلقت القذائف على العشرات من النازحين بشكل عشوائي. كما جُمع الشبّان في حفرة، ونُفّذت بحقهم جريمة الإعدام الميداني الجماعي، ما أسفر عن استشهاد عدد منهم، فيما أُخضع البقية للتفتيش والفحص عبر الحلابات، وسط عمليات اعتقال جماعية وتنكيل بحق الآمنين.

أما من نجا من النساء والأطفال وكبار السن، فأُجبروا على الخروج سيراً على الأقدام مسافات طويلة، من دون أن يُسمح لهم بنقل أغراضهم. ووسط الحصار هذا، انقطعت أخبار طواقم طبية وأخرى تابعة للدفاع المدني. وعلى إثر ذلك، توسّعت العمليات العسكرية في رفح، في حين استهدفت آليات العدو الأهالي النازحين في منطقة الإقليمي والشاكوش في مواصي خانيونس، وهي المناطق المصنّفة بأنها «مناطق إنسانية آمنة».

ويبدو أن مشهدية كهذه يسيل لأجلها لعاب العدو، الذي شنّ، أمس، حملة اغتيالات طاولت عدداً من الصحافيين، وقتلت طائراته المُسيّرة، الصحافي محمد منصور وهو مراسل قناة «فلسطين اليوم»، بصاروخ استهدفه وزوجته في شقّة سكنية نزحا إليها في مدينة خانيونس. وبفارق ساعة واحدة، استهدفت الطائرات المُسيّرة الصحافي حسام شبات، مراسل قناة «الجزيرة مباشر»، أثناء إجرائه مقابلات صحافية مع النازحين من مدينة بيت حانون. وبذلك، يرتفع عدد الشهداء الصحافيين الذين قضوا في حالات اغتيال مباشرة منذ بداية الحرب، إلى 208.

اغتيال صحافييْن بالمُسيّرات وقذيفة إسرائيلية على مقرّ للصليب الأحمر

وبالتوازي مع ذلك، وسّع جيش الاحتلال من عدوانه في مناطق القطاع كافة، حيث قصف ليل الأحد – الإثنين نحو 100 سيارة مدنية بدعوى استخدامها لأغراض عسكرية. كما أغارت طائراته الحربية على العشرات من الأهداف المدنية، واغتالت مدير التربية والتعليم في محافظة خانيونس جنوبي القطاع، وقصفت مقراً لـ»المطبخ المركزي العالمي» في منطقة التوام شمالاً، ما تسبّب في استشهاد 4 مواطنين وإصابة آخرين. أيضاً، قصفت الطائرات الحربية عدة منازل تؤوي نازحين في منطقة قيزان النجار جنوبي غزة، ما تسبّب في ارتقاء 5 شهداء، فيما طاولت غارات أخرى العشرات من الخيام والأراضي الزراعية.

وذكرت «منظمة الصليب الأحمر» أن مكتبها في مدينة رفح تعرّض لأضرار جسيمة بسبب استهدافه بقذيفة، ما يعطّل قدرة المنظّمة على ممارسة مهامها. وفي الوقت ذاته، أعلن المتحدّث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، أن القصف الذي طاول مجمّعاً تابعاً للمنظمة في غزة الأسبوع الماضي، وأسفر عن مقتل موظف بلغاري، مصدره «دبابة إسرائيلية». وأوضح أن «الأمم المتحدة قرّرت تقليص عدد موظفيها الدوليين في القطاع الفلسطيني مؤقتاً»، فيما زعم جيش الاحتلال أنه أطلق القذيفة عن «طريق الخطأ».

في مقابل ذلك، أطلقت الأذرع العسكرية لفصائل المقاومة رشقة صاروخية في اتجاه مستوطنات «غلاف غزة». وأعلنت «سرايا القدس» مسؤوليتها عن استهداف مستوطنة «اسديروت» ومدينة عسقلان، في عملية هي الثانية خلال يومين. وكانت «كتائب القسام» قصفت عسقلان بـ3 صواريخ، كما نشر «الإعلام العسكري» التابع للكتائب مقطعاً مصوّراً حمل اسم «أخبرهم يا أوهاد» عرض فيه رسالة لأسيرين إسرائيليين طالبا فيها رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، بالعمل لإطلاق سراح الأسرى.

على الصعيد السياسي، رفضت حكومة الاحتلال مقترحاً مصرياً جديداً يقضي بالإفراج عن خمسة أسرى من بينهم الأميركي، عيدان ألكسندر، مع تقديم معلومات عن حالة الأسرى الإسرائيليين، في مقابل إطلاق سراح أسرى فلسطينيين وفقاً للمفاتيح المتّفق عليها، ووقف إطلاق النار لمدة 50 يوماً وإدخال المساعدات، فضلاً عن تقديم جدول زمني واضح لإطلاق سراح ما تبقّى من الأسرى الإسرائيليين، وذلك ضمن مسار يفضي إلى وقف الحرب.

* الأخبار
You might also like