بعد لحظات قليلة على إعادة  الرئيس الأمريكي فتح ملف التطبيع، ابتهجت الامارات بصورة تجاوزت حدود العقل، فما دافع الامارات في ذلك؟

ترامب الذي أوقع في فترته الرئاسية  الأولى ابوظبي في شرك التطبيع مع الاحتلال ضمن ما بات يعرف بـ”اتفاقية ابرهام” جدد في تغريدته الأخيرة  مطالبته  دول لم يسميها باستكمال التزاماتها تجاه الانضمام للاتفاقية وهو بذلك يشير صراحة للسعودية التي كان يشرف على مفاوضات بينها والاحتلال الإسرائيلي وتوقفت بفعل وضع الرياض شروط منها إقامة حل الدولتين إضافة إلى بنود سرية لم تعرف بعد.

كان ترامب قد نسى الملف في خضم الصراعات والحروب التي تعصف بالعالم وتنخرط فيها بلاده بشكل كبير قد يفقدها هيمنتها على العالم وحكمها له،  لكن بعد الزيارة التي قام بها رئيس الاستخبارات الاماراتي طحنون بن زايد وإعلان ابوظبي نيتها دفع تريليون ونصف التريليون دولار بعد ان وضع شرط على السعودية بدفع تريليون لزيارتها، أعاد فتح الملف.

هذه التحولات في موقف ترامب من حيث التوقيت تشير إلى أنه يحاول الضغط على الرياض لمضاعفة المبلغ الذي اعلنه ويشير إلى أن الامارات التي  تخوض صراع شرس ضد السعودية لتصدر المشهد في المنطقة تحاول الضغط باتجاه اخضاع السعودية للاحتلال الإسرائيلي لا لهدف سوى وعود إسرائيلية بتمكينها في قيادة المنطقة.

لم يكن الابتهاج الاماراتي الذي ابداه مستشار رئيس الدولة عبدالخالق عبدالله عبر اسقاط سور قرانية على ترامب بتوصيفه كرسول مجرد فرحة عابرة بل تعكس حجم الدور الاماراتي الجديد في إعادة صياغة المشهد في المنطقة اعتمادا على ما ضخته من تريليونات لترامب الطامح في نهب الخليج والعالم .