العدو يوسّع توغّلاته: توجُّهٌ لاحتلال كامل لغزة
متابعات..| تقرير*
عاودت الآلاف من العائلات الفلسطينية في قطاع غزة، النزوح من المنازل التي لم تكد تنتهي من استصلاحها، بعد 50 يوماً من العمل المضني ليلاً ونهاراً، والذي انتهى بترميم غرفة واحدة في البيت المدمّر، أو نصب خيمة يمكن الاستقرار فيها مكان البيت بعد نزوح طويل، لتتقوّض كلّ تلك الجهود بأوامر الإخلاء الإسرائيلية الجديدة. ويقول الحاج محمد المصري، لـ»الأخبار»، وهو في طريقه للخروج من مدينة بيت لاهيا شمال القطاع متّجهاً إلى مدينة غزة: «لم ننجز بعد تنظيف المنزل.
اليوم فقط فرشنا البيت وأغلقنا النوافذ بالنايلون، وأوصلنا المياه، فأنذروا منطقتنا بالإخلاء، وقد خرجنا بملابسنا فقط»، مضيفاً: «حرام ما يحصل لنا. لم تبق لنا طاقة. الموت أرحم من هذه الحياة».
أنذر الاحتلال أهالي بيت حانون وبيت لاهيا وخزاعة والقرارة وبني سهيلا بالإخلاء
ومثّلت باحات المستشفيات، الوجه الآخر الأكثر بؤساً للتصعيد الإسرائيلي الجديد، حيث تصل جثامين المئات من الشهداء تباعاً إلى مستشفى «الإندونيسي» في شمال القطاع، في حين تحوّل وقتا السحور والفطور في رمضان إلى مجالس عزاء للعائلات الآمنة. وطاول قصف الطائرات الحربية الإسرائيلية مساجد ومربعات سكنية بأكملها، وسط انهيار تام للمنظومة الصحية.
ووفقاً لإحصائيات وزارة الصحة، فقد ارتفعت حصيلة الضحايا إلى 605 شهداء وأكثر من 1000 مصاب، 70% منهم من النساء والأطفال وكبار السن، منذ استئناف العدو هجومه الوحشي على القطاع، فجر الثلاثاء الماضي.
ويأتي هذا في وقت وسّع فيه جيش الاحتلال العملية البرية في شمال القطاع وجنوبه، حيث تقدّمت الدبّابات الإسرائيلية من محور الساحل الشمالي لمدينة بيت لاهيا حتى حي العطاطرة شمال غرب المدينة؛ كما توغّلت الآليات في مخيم الشابورة في مدينة رفح جنوب القطاع، توازياً مع إتمام السيطرة على محور «نتساريم» من شارع صلاح الدين شرق القطاع وحتى شارع الرشيد غرباً، في خلال اليومين الماضيين. وفي غضون ذلك، أنذر جيش الاحتلال أهالي مدينتي بيت حانون وبيت لاهيا، وبلدات خزاعة والقرارة وبني سهيلا شرق مدينة خانيونس بالإخلاء، بعدما ضاعفت الطائرات الحربية الإسرائيلية من استهداف المربعات السكنية، وقصفت، أمس، مربعاً سكنياً وسط مخيم جباليا، وعدداً من المنازل في بيت لاهيا وأحياء السلاطين والتفاح والشجاعية شرق مدينة غزة.
وعلى الصعيد السياسي، أكّد مصدر قيادي فلسطيني تلقّي مقترح مصري لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح المزيد من الأسرى، وأشار المصدر، في حديث إلى «الأخبار»، إلى وجود موافقة أميركية مبدئية على المقترح الذي ينص على وضع جدول زمني لإطلاق سراح جميع الأسرى الإسرائيليين والانسحاب التام من القطاع مع وقف إطلاق النار، فيما ينتظر الوسطاء ردّ العدو الإسرائيلي و»حماس» على المقترح المصري، في غضون الساعات المقبلة.
ونقلت صحيفة «هآرتس» العبرية عن مصدر أمني إسرائيلي قوله إن «الباب ما زال مفتوحاً لإبرام صفقة تبادل يطلق بموجبها بعض الرهائن، غير أن التصعيد متّجه إلى التفاقم إذا لم يتم إبرام اتفاق بسبب ضغط الحكومة لصالح توسيع رقعة القتال». وأضافت أن «إسرائيل تخفي كما يبدو في الوقت الراهن، النوايا الحقيقية للحكومة والجيش. فبينما يجري انتظار مفاوضات مشكوك في نتيجتها، يتم تجهيز الأرضية لعملية واسعة لاحتلال قطاع غزة بالكامل».
وكان وزير جيش الاحتلال، يسرائيل كاتس، وجّه بتوسيع العملية البرية واحتلال المزيد من الأراضي في غزة، مشدّداً على ضرورة ممارسة المزيد من الضغط على «حماس» لتقديم تنازلات في إطار إطلاق سراح الأسرى لديها.