هكذا حوّلت صنعاء “ترومان” من سيدة البحار إلى فريسة هاربة
متابعات..|
استهدفت القوات المسلحة اليمنية بعملية واسعة حاملة الطائرات الأمريكية هاري ترومان شمال البحر الأحمر، وذلك بعد أقل من 24 ساعة على الهجوم السابق الذي نفذته صنعاء ضدها رداً على العدوان الأمريكي قبل يومين والذي أدى لسقوط مدنيين شهداء وجرحى بالعشرات.
اللافت في العملية الأخيرة للقوات اليمنية ضد حاملة الطائرات أنها كانت استباقية وأدت لإفشال الخطة الأمريكية لتنفيذ هجوم واسع جديد ضد اليمن، ففي الوقت الذي كانت فيه حاملة الطائرات والقطع الحربية الأخرى المرافقة لها تتحضر لشن هجوم جوي ضد اليمن، باشرت القوات اليمنية بشن هجوم استباقي بعدد كبير من الطائرات المسيرة والصواريخ المضادة للسفن الأمر الذي دفع كل القوة البحرية الأمريكية في البحر الأحمر إلى إلغاء الهجوم على اليمن والاكتفاء بالتصدي للهجوم المضاد لحماية السفن الحربية الأمريكية وحماية حاملة الطائرات “ترومان” ذاتها من الاستهداف، والأكثر من ذلك أن القوة البحرية الأمريكية خلال المواجهة مع اليمن هربت من مواقعها، وهذا ما كشفه زعيم أنصار الله عبدالملك الحوثي في خطابه الأخير والذي كشف أن حاملة الطائرات هاري ترومان اضطرت للانسحاب والهرب إلى أقصى شمال البحر الأحمر خلال الهجوم اليمني الذي استمر لعدة ساعات.
هذا التطور يعكس مدى التفوق العملياتي والاستخباراتي للقوات اليمنية في إدارة المواجهة البحرية ضد الولايات المتحدة، ويشير إلى أن البحر الأحمر لم يعد ساحة آمنة للأسطول الأمريكي، بل تحول إلى ميدان اشتباك تفرض فيه القوات اليمنية معادلاتها الخاصة.
حاملة الطائرات “يو إس إس هاري ترومان”، التي كانت تُعتبر منصة هجومية استراتيجية للولايات المتحدة، باتت الآن في موقف دفاعي غير مسبوق، مكبّلة بالهجمات الصاروخية والمسيرات التي أجبرتها على التخلي عن مهامها الهجومية.
وهذه المعادلة الجديدة تُعيد رسم موازين القوة البحرية في المنطقة، حيث أصبحت القوات اليمنية قادرة على فرض تهديد جدي حتى على أكثر القطع العسكرية الأمريكية تطورًا، بل وإجبارها على تغيير استراتيجيتها بالكامل.
العميد بالجيش اليمني عبدالله بن عامر، نائب مدير دائرة التوجيه المعنوي للقوات المسلحة بصنعاء، كشف بعد وقت قصير من الهجوم اليمني، أن “الطائرات المعادية التي كانت تتجه لشن عدوان جديد وواسع على اليمن اضطرت للعودة للتصدي للمسيرات اليمنية والتي كانت بدورها تتجه صوب القطع الحربية المعادية في البحر فكان الارتباك وكان الفشل”.
وقال العميد بن عامر في منشور على حسابه بمنصة إكس ” تكتيكات التصدي اليمنية للهجوم المعادي في البحر الأحمر ستدرس في كل الكليات العسكرية عبر العالم”.
وليس في حديث العميد بن عامر مبالغة، فقد كشف الصينيون إنهم يدرسون بعناية تفاصيل العمليات العسكرية اليمنية وطبيعة المواجهة بين القوات اليمنية والبحرية الأمريكية التي استمرت عاماً كاملاً في البحر الأحمر في عهد الرئيس السابق بايدن، كما أن الأمريكيون أنفسهم يعترفون بأن لديهم مخاوف كبيرة من أن يستفيد خصوم الولايات المتحدة عسكرياً وبدرجة كبيرة كالصين وروسيا وإيران من المواجهات التي تحدث بين اليمن والبحرية الأمريكية والتي تقدم لخصوم واشنطن دروساً جديدة في تكتيكات المواجهة بين قوة عسكرية ضعيفة وأخرى متفوقة بشكل هائل بما يقود إلى هزيمة الأخيرة.
المساء برس