كل ما يجري من حولك

العدو يفاوض… بالمجازر: تصعيدٌ إسرائيلي تدريجي في غزّة

22

متابعات..| تقرير*

تأخذ الاعتداءات الإسرائيلية على المدنيين في قطاع غزة، شيئاً فشيئاً، منحى أكثر دموية؛ إذ نفّذت الطائرات المُسيّرة التابعة للعدو، في خلال اليومين الماضيين، عدة استهدافات أدّت إلى استشهاد نحو 15 مواطناً، وكان أبرزها مجزرة طاولت فريقاً إغاثياً أثناء توثيقه بناء مخيم في مدينة بيت لاهيا شمال غزة. وزعم جيش الاحتلال، في بيان، أن الفريق المستهدف كان يقوم بتشغيل طائرة تصوير تشكّل تهديداً للقوات المتمركزة في المنطقة العازلة، في حين تسبّب القصف باستشهاد تسعة شبان من بينهم أربعة صحافيين.

وفي اليوم ذاته، استهدفت البوارج الحربية صياداً في منطقة السودانية شمال القطاع، ما تسبّب باستشهاده. وكذلك، أطلقت الدبابات المتمركزة شمالاً النار على عائلات نازحة في مخيم القدس في محيط قرية أم النصر، ما أدّى إلى استشهاد طفل على مائدة الإفطار. ومساء أمس، استهدفت طائرة مُسيّرة أحد الشبان جنوب حي الزيتون، مرديةً إياه على الفور، في حين سُجّلت، خلال الأيام الماضية، كثافة في إطلاق النار من الدبابات المتمركزة في المناطق الشرقية للقطاع في اتجاه منازل المواطنين، توازياً مع تحليق مكثّف ومتواصل لطائرات الاستطلاع.

إسرائيل ترسل وفدها إلى القاهرة لاستكمال المفاوضات

وجاءت هذه التطورات في ظل حديث الإعلام العبري عن توجّه المؤسسة الأمنية الإسرائيلية إلى تصعيد الغارات والعمليات المركّزة، وصولاً إلى العودة التدريجية إلى القتال، بهدف الضغط على حركة «حماس»، ودفعها إلى قبول مقترح المبعوث الأميركي، ستيف ويتكوف، الذي تدعمه إسرائيل، بينما ترفض مقترح مبعوث الرئيس دونالد ترامب لشؤون الرهائن المقال، آدم بولر.

وبالتوازي مع ذلك، أرسلت إسرائيل وفدها إلى القاهرة لاستكمال المفاوضات التي لم تثمر إلى الآن، علماً أن ثمة ثلاثة مقترحات مطروحة على الطاولة في الوقت الحالي:

1- المقترح الذي قبلت به «حماس» وروّج له بولر وينص على الإفراج عن الأسير الأميركي ألكسندر عيدان ومعه أربعة جثامين، وقد رفضته إسرائيل وتقدّمت عوضاً عنه بمقترح آخر.

2- المقترح الذي تروّج له إسرائيل ويقضي بالإفراج عن 10 أسرى أحياء من بينهم الأسير الأميركي، مع نصف جثث الأسرى الأموات، وهو ما ترفضه «حماس».

3- المقترح الثالث الذي يروّج له ويتكوف، وينص على الإفراج عن خمسة أسرى أحياء من بينهم الأسير الأميركي، مقابل 1200 أسير فلسطيني و50 يوماً من الهدوء، يجري فيها التفاوض والدفع إلى الهدوء المستدام. وقال ويتكوف، في تصريحات صحافية حملت تهديداً لـ»حماس»، إن «المقترح الذي قدّمته حماس لا يصلح أن يكون منطلقاً للتفاوض، والرد الذي قدّمته غير مقبول على الإطلاق»، مضيفاً: «أعتقد بأن هناك فرصة لكنها تتلاشى. أنصح حماس بأن تشاهد ما نفعله بالحوثيين، وأن تكون أكثر عقلانية».

وعلى المستوى الإنساني، تزداد الأمور في القطاع تعقيداً، حيث تُفقَد المزيد من البضائع من الأسواق، فيما لم يتسلّم ثلثا سكان القطاع الذين يعتمدون على المساعدات في طعامهم اليومي أي طرود غذائية، كما توقّفت المئات من التكيات والمبادرات الخيرية عن العمل. وتقدّر مصادر حكومية أن تتجه الأمور إلى نسخة أكثر فتكاً من المجاعة التي سادت خلال الحرب، بالنظر إلى أن الاحتلال يغلق الآن المعابر بشكل كامل، وعلى نحو أكثر قسوة مما كان عليه الأمر أثناء القتال.

* الأخبار

You might also like