ترامب يحاولُ تخويفَ اليمنيين ولا يدرك حجم المغامرة
متابعات..|
أطلق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مساء السبت، سلسلة من التصريحات العدائية ضد اليمن وإيران، بعد أن أمر بشن عدوان جوي على العاصمة اليمنية صنعاء، استهدف عدة مناطق وأدى إلى سقوط شهداء وجرحى من المدنيين.
وفي منشور على منصته تروث سوشال، رصده “المساء برس”، قال ترامب إنه أمر القوات المسلحة الأمريكية بتنفيذ “عمل عسكري حاسم وقوي ضد الإرهابيين الحوثيين في اليمن”، متهماً صنعاء بشن “حملة لا هوادة فيها من القرصنة والعنف والإرهاب ضد السفن والطائرات الأمريكية”.
وأضاف ترامب أن سلفه جو بايدن كان “ضعيفًا بشكل مثير للشفقة”، وزعم أن رد بايدن المتراخي سمح للقوات اليمنية بمواصلة عملياتها البحرية دون رادع، مؤكداً أن “آخر سفينة حربية أمريكية عبرت البحر الأحمر قبل أربعة أشهر تعرضت لأكثر من 12 هجوماً من الحوثيين”.
تبرير العدوان بالفشل الأمريكي في البحر الأحمر
وحاول ترامب في تصريحاته تحميل صنعاء مسؤولية فشل بلاده في تأمين الملاحة الإسرائيلية والأمريكية في البحر الأحمر خلال العام الماضي، مشيراً إلى أن العمليات اليمنية كبدت الاقتصاد الأمريكي والعالمي خسائر بمليارات الدولارات، وزعم أن القوات المسلحة اليمنية “أغلقت أحد أهم الممرات المائية في العالم، مما أدى إلى تعطيل التجارة العالمية”.
لكن هذه المزاعم تتجاهل حقيقة أن الملاحة الإسرائيلية ظلت محظورة في البحر الأحمر بقرار يمني، وأن السفن الأمريكية والبريطانية فشلت في استعادة المرور الآمن عبر المضيق، رغم مشاركة أضخم قوة بحرية أمريكية في محاولة حماية هذه السفن، ما دفع واشنطن في نهاية المطاف إلى الاعتراف ضمنياً بالعجز ووقف عملياتها البحرية أواخر يناير الماضي.
تهديدات مباشرة لليمن وإيران
وفي تصعيد خطير، وجّه ترامب تهديدات مباشرة للقيادة اليمنية، قائلاً: “إلى جميع الإرهابيين الحوثيين: وقتكم قد انتهى، ويجب أن تتوقف هجماتكم، بدءًا من اليوم، وإذا لم تفعلوا، فسينهال عليكم الجحيم كما لم تروا من قبل!”.
كما هدد إيران، محذراً من استمرار دعمها لصنعاء، وقال: “إلى إيران: يجب أن ينتهي دعمكم للإرهابيين الحوثيين فورًا! لا تهددوا الشعب الأمريكي، ولا رئيسهم الذي حصل على واحد من أكبر التفويضات في تاريخ الرئاسة، ولا تهددوا الممرات البحرية العالمية. إذا فعلتم، فاحذروا، لأن أمريكا ستحاسبكم بالكامل—ولن نكون لطفاء بذلك!”
صنعاء قد ترد بضربات عسكرية نوعية
وتشير هذه التصريحات إلى أن واشنطن قد تكون ماضية في تصعيد عدوانها ضد اليمن، لكن مراقبين يرون أن الرد اليمني قد يكون مختلفًا هذه المرة، إذ سبق أن استهدفت القوات المسلحة اليمنية حاملات الطائرات الأمريكية مثل أيزنهاور وأبراهام لينكولن وهاري ترومان، في وقت كانت واشنطن تخوض حرباً بحرية فاشلة ضد صنعاء خلال 2024.
ومن المرجح أن تواجه الولايات المتحدة هذه المرة رداً أكثر تصعيداً من اليمن، خاصة بعد أن كشفت صحيفة نيويورك تايمز أن الهجوم الأمريكي تم تنفيذه من قواعد أمريكية في المنطقة إلى جانب حاملة الطائرات هاري ترومان، وهو ما قد يدفع صنعاء لاستهداف المصالح والقواعد الأمريكية في الشرق الأوسط.
مرحلة جديدة من المواجهة
مع بدء العدوان الأمريكي الجديد، فإن المواجهة بين واشنطن وصنعاء قد تدخل مرحلة غير مسبوقة، خصوصاً إذا قررت صنعاء إعادة فرض حظر الملاحة على السفن الأمريكية والبريطانية، أو توسيع نطاق عملياتها العسكرية لتشمل استهداف القواعد الأمريكية في المنطقة.
ويبقى السؤال الأهم: هل يدرك ترامب حجم المغامرة التي يخوضها في اليمن، أم أنه يعيد إنتاج الفشل الأمريكي الذي استمر لأكثر من عام في البحر الأحمر؟
المساء برس