كل ما يجري من حولك

استنكارٌ واسعٌ لزيارة الوفد الدرزي الى فلسطين المحتلة

24

متابعات..| تقرير*

في خطوة هي الأولى من نوعها منذ 50 عاماً، لاقت الكثير من بيانات الاستنكار والرفض. قام وفد يضم نحو 60 رجل دين من الطائفة الدرزية في سوريا، من منطقتي القنيطرة وريف دمشق، بزيارة منطقة الجولان المحتل تحت مظلة لقاءات عائلية ودينية، بإيعاز إسرائيلي مبطن، وبتنسيق من زعيم الدروز في فلسطين المحتلة الشيخ موفق طريف.

وقد عبر الوفد خط الهدنة 1974، في 3 حافلات رافقتها آليات عسكرية إسرائيلية إلى بلدة مجدل شمس في الجولان السوري المحتل. حيث توجه الوفد شمالا لزيارة مقام النبي شعيب في بلدة جولس بالقرب من طبريا، ولقاء الشيخ طريف الذي وصف الزيارة بالتاريخية.

هذه الزيارة التي لم يشارك أحد فيها من محافظة السويداء، أدانها العديد من الأطراف الدرزية في سوريا وفي الجولان المحتل، فضلاً عن الزعامات الدرزية في لبنان. وفي مقدمة هؤلاء أهالي بلدة حضر بالجولان السوري (التي انطلق منها الوفد)، الذين أصدروا بياناً يُظهر وعيهم وإدراكهم العميق، لمدى خطورة هذه الزيارة وخطورة مخططات من يقف خلفها، والذي جاء فيه:

_استنكار زيارة مشايخ دروز إلى فلسطين المحتلة بدعوة من جهات موالية للاحتلال.

_إسرائيل تسعى لاستخدام الطائفة الدرزية لتحقيق مصالحها التوسعية في الجنوب السوري.

_أنهم لم ولن ينسوا جرائم وانتهاكات الاحتلال بحق أهلهم بالجولان والضفة الغربية وغزة.

_التأكيد أن هؤلاء المشايخ الذين زاروا الداخل المحتل لا يمثلون إلا أنفسهم، والتشديد على أن انتمائهم الوحيد لطائفة الشعب السوري.

وفي السياق نفسه، صرّح شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز في سوريا، يوسف جربوع، بأن أطرافا في السويداء لم تكن راضية عن الزيارة، وأنهم حذروا من استغلالها لأهداف سياسية قد تضر بمصالح الطائفة ومصلحة البلد. معتبراً أن التصريحات الأخيرة لرئيس وزراء كيان الاحتلال بنيامين نتنياهو تهدف إلى إظهار أبناء الطائفة الدرزية بمظهر “المطبعين مع إسرائيل”، ومؤكدا بأن هذه الاتهامات غير صحيحة وأن أبناء الطائفة الدرزية متمسكون بهويتهم السورية. ومضيفاً بأن هناك أطرافا تحاول إضعاف الطائفة الدرزية من خلال محاولات فصلها عن محيطها العربي والإسلامي لأهداف سياسية، مشددا على أن هذه المحاولات لا تؤثر في وحدة الطائفة وتمسكها بمبادئها. ومشدداً على أنهم (أي دروز سوريا): “قادرون على حماية أنفسنا بأنفسنا، ولا يوجد خطر محدق يهدد الطائفة الدرزية يتطلب منا طلب الحماية من أي جهة”.

طريف يسعى جاهداً لفرض التطبيع

يجد الدروز أنفسهم عالقين بين الحكومة السورية الجديدة في دمشق والكيان المؤقت، الذي يعتبره الكثير منهم، كيان احتلال وعدو، يستغل ما يعيشونه من أوضاع صعبة لتبرير تدخله في المنطقة.

ويساعد إسرائيل على ذلك بعض الجماعات الانفصالية المرتبطة بالشيخ موفق طريف، الذي يُعتبر من أبرز دعاة التطبيع في منطقتنا، وهو يلقى دعماً من مسؤولي الكيان بمختلف أحزابهم، والذي لديه علاقة عميقة مع حكام الإمارات المطبّعين بدورهم، والمستفيدين من حصول أي حدث يثير الفوضى في سوريا.

وفي الآونة الأخيرة، أكّد تقرير نشرته صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية أن كيان الاحتلال الإسرائيلي يسعى إلى إقناع دروز سوريا، برفض الحكومة الجديدة في دمشق، والمطالبة بحكم ذاتي ضمن نظام فدرالي، وأن تل أبيب تخطط لإنفاق أكثر من مليار دولار لتحقيق هذه الغاية.

كما أن تصريحات وزير حرب الكيان يسرائيل كاتس، كانت واضحة لجهة تبيين مدى رهان الكيان على محاولة السيطرة على هذه الطائفة، حينما أكد بأن إسرائيل ستتصدى لأي تهديد يطال الدروز في سوريا. فالكيان تحت شعار “حماية الأقليات”، يستغلّ الفوضى التي تسببها المجموعات المهتمة بالفدرلة والتطبيع، ليطرح نفسه بمثابة الحامي والمدافع عنهم، بهدف تأمين وجوده وتوسعه الاحتلالي أكثر فأكثر.

ولا يتوقف الأمر على الوعد بتقديم الحماية الأمنية، بل هناك وعود تتعلق بالوضع المعيشي لهذا المكون السوري، من خلال إعلان إسرائيل عن إرسالها “مساعدات إنسانية” للدروز في سوريا، بما في ذلك 10 آلاف حزمة غذائية، ومن ثم الإعلان عن قرب فتح فرصة للعمل داخل الأراضي المحتلة. كل هذا يؤكد مدى استغلال إسرائيل لهذه المساعدات كأداة لتحقيق أهدافها ومطامعها.

* الخنادق

You might also like